لاجئون سوريون في مهرجان كولن التنكري

11 فبراير 2016
فرقة سوريّة موسيقية في كرنفال كولن التنكّري (العربي الجديد)
+ الخط -
تحتفي الدول الأوروبية هذا الأسبوع، بعيد يسمى عيد التنكر، أو يوم التنكر، وهو، طبعاً، يختلف عن يوم الهالوين الذي يأتي في نهاية السنة. ويرتبط هذا العيد مع قرب قدوم فصل الربيع أيضاً، ولهذا تحتفي به المدن الغربية ضمن كرنفالات كبيرة جداً، يلبس فيها الناس ملابس مختلفة عن ملابسهم التقليدية، ويغيرون شكل وجوههم، ومنهم من يحاول تقليد شخصيات تاريخية مهمة، ومنهم من يختار أشكال الحيوانات.


هنا في كولن، هذه المدينة الألمانية الساحرة، والتي تفتخر بتاريخها، وبكنيسة "الدوم"، وبنهرها وجسر الحب عليه، مثلما تفتخر أيضاً بحداثتها وكثرة المسارح والمراكز الفنية فيها، أقيم أمس في شوارعها، كرنفال ضخم جداً بمناسبة يوم التنكر، وقد شاركت فيه أعداد كبيرة جداً من الناس من كل الأعمار، ضمن جو من البهجة.

وبما أنّ كولن مدينة مليئة أيضاً باللاجئين السوريين، الذين شردتهم هذه الحرب، وهذه الإبادة الجماعية التي يسكت كل العالم عنها، فقد حاول بعض اللاجئين السوريين المتواجدين فيها استغلال هذه المناسبة، وهذا الكرنفال، لتعريف العالم بحقيقة ما يجري في بلادهم، وذلك بالتعاون مع المركز التعليمي لحقوق الإنسان في ألمانيا، برئاسة الدكتور، علاء الدين آل رشي، رئيس الهيئة الاستشارية في أكاديمية العلم والسلم. حاول السوريون استغلال هذا العيد، من خلال التنكر بأشكال كل من بشار الأسد وبوتين، وذلك خلال تقديم مجسمات كبيرة لهما، ولكن بعد تحويلهما لوحوش العصر الجديد.


ومن جهة أخرى، فقد جهّز المركز التعليمي لحقوق الإنسان في ألمانيا، أيضاً، مجموعة من اللاجئين السوريين واللاجئات السوريات، الذين قاموا بارتداء الملابس الفولكلورية السورية الكاملة، وشكلوا فرقة موسيقية لتعريف الشعب الألماني على جمال ثقافة السوريين وذوقهم، وعلى حبهم للحياة ورغبتهم الحقيقية بالاندماج في المجتمع الألماني. وقد كان من المشاركين الكاتب السوري، محمد دركوشي، الذي ارتدى الزي الشامي الكامل. والذي رفع مع مجموعة من الشباب السوريين لافتة ضد الطائفيّة وقد كتب فيها: "في سورية نحن كلنا كنا نعيش معاً، سنة وعلويين واسماعيليين ودروزاً ومسيحيين وأكراداً بكل احترام وحب".

وقد حاولوا أيضاً تقديم الزي التقليدي لأكثر من منطقة في سورية، ليؤكدوا للعالم أن كل ما يصدره للعالم نظام الإجرام وصنيعته داعش، هو كذب وبعيد كل البعد عن حقيقة الإنسان السوري. وقد قال الأستاذ محمد دركوشي لـ "العربي الجديد": "إن النظام هو من عوم فكرة الطوائف، ونحن لا خصومة لنا مع أي دين أو قومية أو طائفة". وأضاف: "نحن مع ثقافة الحرية، ونحن مع أن يكون السوري سورياً، أينما وجد بأخلاقه وثقافته، وأن يحافظ على ملامحه العربية مع سعيه الدائم لمعرفة المجتمع الجديد واحترامه، والتمكن من لغته حتى يستطيع أن يكون عضواً فاعلاً فيه".

إقرأ أيضاً:وصول الآلاف من المهاجرين إلى ألمانيا
المساهمون