يعتصم اللاجئ السوري، خالد الشمالي، أمام مقر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في العاصمة اللبنانية بيروت.
يطالب الشمالي بتأمين نفقات العلاج لشقيقيه الصغيرين: مجد ومؤيد. يعتصم معهم رسام سوري لاجئ، حمل لوحاته وانضم إلى الاعتصام، رغم ترهيب الأجهزة الأمنية.
يحمل خالد لافتة بالإنجليزية مكتوبة بخط اليد أمام مقر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في العاصمة اللبنانية بيروت، يعبر فيها عن معاناة شقيقيه الصغيرين المصابين بالصمم منذ الولادة، وهما ينتظران استكمال علاجهما في لبنان، بعد لجوئهما مطلع العام الماضي.
لا تخلو وقفة خالد من "أسئلة" الأجهزة الأمنية المختلفة التي جذبتها اللافتة أمام نقطة الانتظار. يكرر الشاب السوري الإجابة ذاتها لمختلف المخبرين والعسكريين الذين يسألونه عن سبب وقوفه: "أنا لاجئ سوري نظامي، أطالب بحق إخوتي المرضى في العلاج، وسأغادر فور انتهاء الدوام لأعود غداً، وأجدد المطالبة بحقوقي كلاجئ".
يعتري خالد بعض القلق من كثرة الأسئلة الأمنية، لكنه متمسك بحقهما في العلاج. يشرح الأخ الأكبر لـ"العربي الجديد" حالة مؤيد ومجد اللذين يعانيان "الصمم والبكم منذ الولادة، وساهم علاجهما في سورية في تحسن حالتهما قبل أن تندلع الحرب ونلجأ إلى لبنان. هنا توقف العلاج بعد رفض المؤسسات المتعاقدة مع المفوضية إجراء الفحوص اللازمة لهما، وأهمها صور جذع الدماغ والعصب السمعي، ما أدى إلى تدهور حالتهما النفسية".
تقتصر مساعدات المفوضية لعائلة الشمالي على "إعانة شهرية تبلغ قيمتها 30 دولارا أميركيا للفرد، وتتناقص أحياناً لتبلغ 20 دولاراً" بحسب خالد.
"أنتظر منذ أربعة أشهر اتصالاً من المفوضية بشأن إعادة توطيننا في أي بلد يستقبل لاجئين. قالوا إنهم سيردون علينا بعد خمسة عشر يوماً ولا زلنا ننتظر" يقول خالد.
وكانت ممثلة مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان، نينت كيلي، أبلغت الصحافيين في لقاء يوم الثلاثاء، أن المفوضية نجحت في إعادة توطين نحو 8900 لاجئ معظمهم سوريون العام الماضي، وتطمح إلى إعادة توطين 10 آلاف لاجئ في عام 2015، في عدد من البلدان.
يقف عبود سلمان إلى جانب آل الشمالي في اعتصامهم العائلي على رصيف المفوضية. يطلب من الحاضرين تصويره بكاميرا صغيرة حملها معه من سورية قبل ثلاث سنوات، عندما قرر اللجوء إلى لبنان.
يقول سلمان إنه "حمل لوحاته معه بحثاً عن السلام في بلد يقدر قيمة الإنسان ويؤمن بيئة ملائمة للم شمل أسرتي المشردة في سورية، لكنني علقت أمام مقر المفوضية التي تقدم لنا المسكنات لا العلاج".
التقى الشمالي وسلمان في لبنان كلاجئين، كما التقيا أمام مقر مفوضية اللاجئين، بحثاً عن حقوقهم. وقد سمحت المفوضية لـ"العربي الجديد" بتصوير الاعتصام ونقل شكوى خالد، رغم محاولة القوى الأمنية الرسمية "لفلفة" الاعتصام الذي كاد يتحول إلى تحرك أكبر، مع ارتفاع أصوات الاعتراض لدى عشرات اللاجئين المنتظرين أمام المقر.