لا تتوقف فادية عن البكاء. هي لا تملك أكثر من ذلك. تركت فادية سورية ولجأت إلى لبنان بعدما طاول القصف منزلها في مايو/أيار من العام ٢٠١٢ وأدّى إلى وفاة زوجها. شاهدت فادية، مع أولادها الأربعة، زوجها يلفظ أنفاسه الأخيرة. وصلت إلى طرابلس، شمالي لبنان، في أواخر العام ٢٠١٢، لتجد نفسها مسؤولة عن عائلة من خمسة أشخاص. في سورية، كانت ممرضة في أحد المستشفيات، لكنها اليوم بلا عمل.
تقول فادية: "نُؤخر وجبة الفطور والغذاء أو ندمج الوجبتين، بحسب الطعام المتوفر". تبكي مجدداً، وتمسح دموعها، وتضيف: "لا نشتري اللحوم الا عندما تُقدم لنا قسائم الغذاء حتى لا أحرم أطفالي منها. والخضرة كانت تباع بسعر مرتفع جداً، فلم أكن أشتريها".
تُعبّر فادية عن هاجسها من أن يستمر الوضع على ما هو عليه في سورية، وتقول: "لا ندري ماذا سيحصل ولا ماذا سنفعل". وتسأل: "ماذا إذا استمر الوضع هكذا عاماً وعامين وثلاثة أو حتى أكثر؟ إلى أين نذهب؟".
لا ترحم الحرب أحداً. وفي ظل استمرار المعارك في سورية، تتنقل تداعياتها مع اللاجئين من سورية أينما ذهبوا. فجأة، يجد هؤلاء أنفسهم في بلاد غريبة، لا ترحم.
تقول فادية: "نُؤخر وجبة الفطور والغذاء أو ندمج الوجبتين، بحسب الطعام المتوفر". تبكي مجدداً، وتمسح دموعها، وتضيف: "لا نشتري اللحوم الا عندما تُقدم لنا قسائم الغذاء حتى لا أحرم أطفالي منها. والخضرة كانت تباع بسعر مرتفع جداً، فلم أكن أشتريها".
تُعبّر فادية عن هاجسها من أن يستمر الوضع على ما هو عليه في سورية، وتقول: "لا ندري ماذا سيحصل ولا ماذا سنفعل". وتسأل: "ماذا إذا استمر الوضع هكذا عاماً وعامين وثلاثة أو حتى أكثر؟ إلى أين نذهب؟".
لا ترحم الحرب أحداً. وفي ظل استمرار المعارك في سورية، تتنقل تداعياتها مع اللاجئين من سورية أينما ذهبوا. فجأة، يجد هؤلاء أنفسهم في بلاد غريبة، لا ترحم.
يُصبحون مجبرين على إنشاء حياة رديفة، لمدة لا يعرفونها. يُجبرون على البدء من الصفر، أو ما تحته حتى. ذلك هو حال اللاجئات السوريات إلى دول الجوار، اللواتي وجدن أنفسهن فجأة بلا معيل، ومسؤولات عن أطفالهن وحياتهن.
يُظهر تقرير "نساء بمفردهن _ صراع اللاجئات السوريات من أجل البقاء"، الذي أطلقته مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم، أن "أكثر من ١٤٥ ألف عائلة سورية لاجئة في مصر، لبنان، العراق، والأردن ترأسها نساء يخضن بمفردهن كفاحاً من أجل البقاء على قيد الحياة. تُعاني السيدات في هذه الحالات من كل المشاكل تقريباً. بحسب التقرير، يُشكل نقص المال الصعوبة الأولى التي تواجه اللاجئات. كما تُعاني اللاجئات من عدم الشعور بالأمان، والخوف الشديد، وحتى التحرّش الجنسي".
بالأرقام
يبلغ عدد اللاجئات اللواتي يترأسن أُسرهن في مصر ١٣.٩١١ امرأة، وفي الأردن ٥٧.٤٢١ امرأة، وفي العراق ٧.٢٦٧ امرأة. ويحتفظ لبنان، الذي يحتضن أكبر نسبة من اللاجئين السوريين (٣٨ بالمئة - أكثر من مليون ومئة ألف لاجئ)، بالنسبة الأكبر للنساء المسؤولات عن عائلاتهن، واللواتي يبلغ عددهن ٧٠.١٨٩ امرأة.
يستند التقرير إلى شهادات أكثر من ١٣٥ امرأة، منذ بداية العام ٢٠١٤ الحالي فقط. ويُشير إلى أن "الكثير من اللاجئات السوريات يعشن تحت خطر العنف أو الاستغلال، ويواجه أطفالهن صدمات نفسية ومآسي متزايدة".
وتشغل واحدة من خمس نساء فقط عملاً مدفوع الأجر، وتجد الكثير منهن صعوبة في الحصول على وظيفة. كما تحصل واحدة من خمس نساء على دعم من أقرباء راشدين، فيما تُرسل بعض النساء الأطفال للعمل. ويتلقى ربع النساء مساعدة نقدية من مفوضية اللاجئين وغيرها من منظمات الإغاثة، ويعتمد ثلثا هؤلاء على هذه المساعدات كلياً.
وعبّرت ٦٠ بالمئة من النساء اللواتي أجريت معهن مقابلات من قبل المفوضية عن شعورهن بعدم الأمن، حيث أعربت امرأة من بين ثلاث نساء عن خوفها الشديد أو عجزها عن مغادرة المنزل.
يُظهر تقرير "نساء بمفردهن _ صراع اللاجئات السوريات من أجل البقاء"، الذي أطلقته مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم، أن "أكثر من ١٤٥ ألف عائلة سورية لاجئة في مصر، لبنان، العراق، والأردن ترأسها نساء يخضن بمفردهن كفاحاً من أجل البقاء على قيد الحياة. تُعاني السيدات في هذه الحالات من كل المشاكل تقريباً. بحسب التقرير، يُشكل نقص المال الصعوبة الأولى التي تواجه اللاجئات. كما تُعاني اللاجئات من عدم الشعور بالأمان، والخوف الشديد، وحتى التحرّش الجنسي".
بالأرقام
يبلغ عدد اللاجئات اللواتي يترأسن أُسرهن في مصر ١٣.٩١١ امرأة، وفي الأردن ٥٧.٤٢١ امرأة، وفي العراق ٧.٢٦٧ امرأة. ويحتفظ لبنان، الذي يحتضن أكبر نسبة من اللاجئين السوريين (٣٨ بالمئة - أكثر من مليون ومئة ألف لاجئ)، بالنسبة الأكبر للنساء المسؤولات عن عائلاتهن، واللواتي يبلغ عددهن ٧٠.١٨٩ امرأة.
يستند التقرير إلى شهادات أكثر من ١٣٥ امرأة، منذ بداية العام ٢٠١٤ الحالي فقط. ويُشير إلى أن "الكثير من اللاجئات السوريات يعشن تحت خطر العنف أو الاستغلال، ويواجه أطفالهن صدمات نفسية ومآسي متزايدة".
وتشغل واحدة من خمس نساء فقط عملاً مدفوع الأجر، وتجد الكثير منهن صعوبة في الحصول على وظيفة. كما تحصل واحدة من خمس نساء على دعم من أقرباء راشدين، فيما تُرسل بعض النساء الأطفال للعمل. ويتلقى ربع النساء مساعدة نقدية من مفوضية اللاجئين وغيرها من منظمات الإغاثة، ويعتمد ثلثا هؤلاء على هذه المساعدات كلياً.
وعبّرت ٦٠ بالمئة من النساء اللواتي أجريت معهن مقابلات من قبل المفوضية عن شعورهن بعدم الأمن، حيث أعربت امرأة من بين ثلاث نساء عن خوفها الشديد أو عجزها عن مغادرة المنزل.
وبحسب التقرير، اشتكت الكثير من النساء من تحرّشات لفظية منتظمة من سائقي سيارات الأجرة والباصات، وملاك العقارات، ومقدمي الخدمات، بالإضافة إلى الرجال في المتاجر والأسواق والمواصلات العامة وحتى في نقاط توزيع المساعدات.
وتقول المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة منى منذر في حديث لـ"العربي الجديد" إن "ثلاثة آلاف امرأة وفتاة لاجئة استفادت من المتابعات النفسية والطبية في لبنان فقط ضمن برامج منع العنف الجنسي والجنساني والاستجابة له". وتقول ديالا، وهي لاجئة سورية الى الاسكندرية في مصر، في مقابلتها مع مفوضية اللاجئين: "المرأة بمفردها فريسة لجميع الرجال". فيما تقول زهوة، وهي لاجئة سورية الى الأردن، إنها "تعرضت للتحرش حتى من قبل اللاجئين عند تسلّم القسائم الغذائية".
تضيف: "كنتُ أعيش حياة كريمة، ولكن الآن لا أحد يحترمني لأنني لست برفقة رجل". وبحسب المفوضية، فإن إحدى النساء اللواتي أجريت المقابلات معهن أبلغت عن تعرضها للاغتصاب.
كل هذا يحدث، في ظل ارتفاع متزايد لأعداد اللاجئين السوريين، حيث يُسجل ١٠٠ ألف لاجئ شهرياً في الدول المجاورة. وتتوقع مفوضية اللاجئين أن يرتفع عدد اللاجئين من ٢.٨ مليون الى ٣.٦ ملايين لاجئ أواخر العام الحالي.