وُلِدَ لؤي كيالي في مدينة حلب، في الحادي والعشرين من شهر كانون الثاني/يناير من عام 1934. لم يعرف لؤي حنان الأم، وربّته عمته إثر انفصال أمّه عن أبيه. بدأ الرسم وهو صغير، كعادة الذين تتفتح مواهبهم المبكرة.
وقد رسب في امتحان شهادة الكفاءة، ورسب في امتحان الثانوية، لأن هواية الرسم كانت تستحوذ على كلّ تفكيره. وأقام معرضاً له في ثانوية "المأمون". وحين نجح في الثانوية بعد جهد، التحق بكلية الحقوق في دمشق، ولم تعجبه الكلية، ولا دراسة القانون، وأحسّ أنه لا يستطيع العيش في دمشق بسبب ضيق ذات اليد. فعاد إلى حلب وتوظف كاتباً في إحدى دوائر الدولة. ولم ينقذه من وضعه إلا بعثة أجرتها وزارة التربية، لدراسة الفنون الجميلة على حسابها، وذلك عام 1956.
رحل لؤي كيالي إلى روما، إلى أكاديمية الفنون الجميلة، ثم انتقل إلى قسم الزخرفة، وتعرّف على الفن الإيطالي، وحصل على شهادة أكاديمية الفنون، وعاد إلى بلاده. وكالعادة، عيّن مدرساً للتربية الفنية في ثانويات دمشق. وبعد ذلك انتقل لتدريس الرسم ومبادئ الزخرفة في كلية الفنون الجميلة بدمشق. ولم يكد يستقر به الحال، حتى بادر إلى إقامة معرضه الأوّل في سورية، عام 1961، فاستقطب اهتمام الأوساط الفنية والثقافية، وقد ضم المعرض لوحات تمثل نساء حالمات ويملكن عيوناً حزينة، وفتية يعانون من البؤس والتشرد.
اقــرأ أيضاً
وفي مطلع عام 1967، أقام الفنان لؤي كيالي معرضاً في صالة المركز الثقافي في دمشق، وضم ثلاثين لوحة معالجة بالأبيض والأسود، عبّر فيه عن كفاح الإنسان العربي وتنبّأ بهزيمة حزيران. وأصيب الفنان بأزمة نفسية حادة، فأتلف على إثرها جميع لوحات المعرض، وانقطع عن الإنتاج، وتوقف عن العمل الوظيفي. وأحيل على التقاعد نتيجة استنفاد الإجازات الصحية، فعاد إلى حلب، واعتزل الناس.
بعد هذه العزلة التي استمرت حتى بدايات 1969، عاد لؤي، بعد أن تماثل للشفاء، إلى الساحة الفنية، فشارك في المعارض الجماعية بلوحات قليلة لفتت الأنظار إليها، وأشارت إلى ما يملكه من مستوى فني وطاقة إبداعية، بالإضافة إلى تميز أعماله بمظهر شخصي ورصانة في الأسلوب وجدية في العمل.
وقد كتب الناقد الفني سلمان قطاية، حول معرضه: "نجد أنفسنا عند رؤية أعمال لؤي مع بوتشللي وهو يرسم حبيبته في فلورنسا. على صورة فينوس ساعة ولادة الجمال فيها. أو أننا في أروقة الكنائس والكاتدرائيات الفخمة، وقد انصب على جدرانها قديسون بجلال رهيب، ووقار ملكي، ووقفت العذارى يغضضن حياء ويرتّلْن الأناشيد على الألوان الهادئة". ثمَّ أكمل: "إنّ الخط هو الرسم وهو كلّ شيء".
اقــرأ أيضاً
راح لؤي يسجل حركة الناس البسطاء الذين يراهم كلّ يوم (المرأة الحامل والمرضع، بائعو اليانصيب والعلكة والجوارب)، وازدادت لوحاته غنى. لقد بدأ يستعين باللون ليخلق جوّاً تصويرياً حيّاً، لقد بقي الألم الإنساني رمزاً للتعبير عنده، وبقيت المأساة من دون نهاية. نجد في كلّ لوحاته حزناً صامتاً، كان يدرك مأساة الآخرين أكثر من الآخرين أنفسهم.
أقام معرضاً في بيروت، وعرض أعماله الجديدة، وذلك عام 1972، وضم المعرض لوحات "ماسحو الأحذية" و"المشردون" و"باعة الجوارب" و"باعة العلكة"، وكلّهم من الأولاد. كما ضم المعرض لوحة "معلولا" الموضوع المفضل لديه، ولكن برؤية جديدة في الصياغة والألوان. كان الفنان يدهش الناس بألوانه وأشكاله، لأنها تتناول انفعالات الحزن الأكثر قرباً لنا من الفرح. ولهذا السبب لا يستطيع المشاهد أن يقف موقفاً عدائياً ضدّها، لأنها تحرك الأشياء الدفينة فينا.
وكتب الناقد طاهر البني حول الفنان: "كانت أعماله تتسم بالواقعية من حيث صياغة الشكل التي تعكس موضوعات مستمدة من الواقع مع شيء من التحوير الذي يعتمد على الخطوط المنسابة برشاقة لتحيط بالشكل بمتانة وإغلاق محكم، وتوضع لوني بسيط".
وقد رسب في امتحان شهادة الكفاءة، ورسب في امتحان الثانوية، لأن هواية الرسم كانت تستحوذ على كلّ تفكيره. وأقام معرضاً له في ثانوية "المأمون". وحين نجح في الثانوية بعد جهد، التحق بكلية الحقوق في دمشق، ولم تعجبه الكلية، ولا دراسة القانون، وأحسّ أنه لا يستطيع العيش في دمشق بسبب ضيق ذات اليد. فعاد إلى حلب وتوظف كاتباً في إحدى دوائر الدولة. ولم ينقذه من وضعه إلا بعثة أجرتها وزارة التربية، لدراسة الفنون الجميلة على حسابها، وذلك عام 1956.
رحل لؤي كيالي إلى روما، إلى أكاديمية الفنون الجميلة، ثم انتقل إلى قسم الزخرفة، وتعرّف على الفن الإيطالي، وحصل على شهادة أكاديمية الفنون، وعاد إلى بلاده. وكالعادة، عيّن مدرساً للتربية الفنية في ثانويات دمشق. وبعد ذلك انتقل لتدريس الرسم ومبادئ الزخرفة في كلية الفنون الجميلة بدمشق. ولم يكد يستقر به الحال، حتى بادر إلى إقامة معرضه الأوّل في سورية، عام 1961، فاستقطب اهتمام الأوساط الفنية والثقافية، وقد ضم المعرض لوحات تمثل نساء حالمات ويملكن عيوناً حزينة، وفتية يعانون من البؤس والتشرد.
وفي مطلع عام 1967، أقام الفنان لؤي كيالي معرضاً في صالة المركز الثقافي في دمشق، وضم ثلاثين لوحة معالجة بالأبيض والأسود، عبّر فيه عن كفاح الإنسان العربي وتنبّأ بهزيمة حزيران. وأصيب الفنان بأزمة نفسية حادة، فأتلف على إثرها جميع لوحات المعرض، وانقطع عن الإنتاج، وتوقف عن العمل الوظيفي. وأحيل على التقاعد نتيجة استنفاد الإجازات الصحية، فعاد إلى حلب، واعتزل الناس.
بعد هذه العزلة التي استمرت حتى بدايات 1969، عاد لؤي، بعد أن تماثل للشفاء، إلى الساحة الفنية، فشارك في المعارض الجماعية بلوحات قليلة لفتت الأنظار إليها، وأشارت إلى ما يملكه من مستوى فني وطاقة إبداعية، بالإضافة إلى تميز أعماله بمظهر شخصي ورصانة في الأسلوب وجدية في العمل.
وقد كتب الناقد الفني سلمان قطاية، حول معرضه: "نجد أنفسنا عند رؤية أعمال لؤي مع بوتشللي وهو يرسم حبيبته في فلورنسا. على صورة فينوس ساعة ولادة الجمال فيها. أو أننا في أروقة الكنائس والكاتدرائيات الفخمة، وقد انصب على جدرانها قديسون بجلال رهيب، ووقار ملكي، ووقفت العذارى يغضضن حياء ويرتّلْن الأناشيد على الألوان الهادئة". ثمَّ أكمل: "إنّ الخط هو الرسم وهو كلّ شيء".
راح لؤي يسجل حركة الناس البسطاء الذين يراهم كلّ يوم (المرأة الحامل والمرضع، بائعو اليانصيب والعلكة والجوارب)، وازدادت لوحاته غنى. لقد بدأ يستعين باللون ليخلق جوّاً تصويرياً حيّاً، لقد بقي الألم الإنساني رمزاً للتعبير عنده، وبقيت المأساة من دون نهاية. نجد في كلّ لوحاته حزناً صامتاً، كان يدرك مأساة الآخرين أكثر من الآخرين أنفسهم.
أقام معرضاً في بيروت، وعرض أعماله الجديدة، وذلك عام 1972، وضم المعرض لوحات "ماسحو الأحذية" و"المشردون" و"باعة الجوارب" و"باعة العلكة"، وكلّهم من الأولاد. كما ضم المعرض لوحة "معلولا" الموضوع المفضل لديه، ولكن برؤية جديدة في الصياغة والألوان. كان الفنان يدهش الناس بألوانه وأشكاله، لأنها تتناول انفعالات الحزن الأكثر قرباً لنا من الفرح. ولهذا السبب لا يستطيع المشاهد أن يقف موقفاً عدائياً ضدّها، لأنها تحرك الأشياء الدفينة فينا.
وكتب الناقد طاهر البني حول الفنان: "كانت أعماله تتسم بالواقعية من حيث صياغة الشكل التي تعكس موضوعات مستمدة من الواقع مع شيء من التحوير الذي يعتمد على الخطوط المنسابة برشاقة لتحيط بالشكل بمتانة وإغلاق محكم، وتوضع لوني بسيط".