كيّال: البحث العلمي في لبنان يحتاج للمساندة التنظيمية والمالية

02 يناير 2016
مهى كيّال رئيسة مركز البحث العلمي(المصدر)
+ الخط -
يعتبر معهد العلوم الاجتماعية الوحيد، بين مختلف كليات الجامعة اللبنانية، الذي لحظ مرسوم إنشائه إقامة مركز للبحث فيه. لكن مع تراجع التخطيط الاستراتيجي التنموي في لبنان، والذي شمل مؤسساته العامة، بفعل الحرب الأهلية وتبعاتها، بقي دور مركز الأبحاث غير مفعّل، كما لم يعد النظام الداخلي الذي أنشئ على أساسه ملائماً، بعد تفريع الجامعة اللبنانية.

التقينا رئيسة مركز البحث العلمي في معهد العلوم الاجتماعية في لبنان الدكتورة مهى كيّال، لنستوضح منها واقع المركز ودوره والتطلعات بشأنه.

1-     كيف تغير دور المركز مع إقرار الجامعة اللبنانية مؤخراً للمنهجية الجديدة في التعليم؟
لم يفعّل دور مركز الأبحاث حتى الآن وفق المطلوب. ومن المفروض أن يتفرع لمختبرات بحثية وفق التخصصات الجديدة التي أفرزها نظام المنهجية الجديدة LMD. هناك اليوم لجنة تهتم بتطوير نظام المركز، كما بقية مراكز الأبحاث في كليات الجامعة اللبنانية المراد استحداثها لتتوافق ونظام البرامج الجديدة. نحن الآن بانتظار هذا النظام ليتمكن مركز الأبحاث الخاص بمعهدنا من لعب دوره المفترض، ومن تفعيل ارتباطاته مع مؤسسات القطاعين العام والخاص، بالاستناد إلى نظام طموح وهيئة تديره من خلال برنامج سنوي ينظم عمله، ويطور الاهتمامات البحثية لمختبراته.

2-     هل يساهم مركز الأبحاث في تحديد مضمون المقررات الجديدة؟
إن ما يقدمه المركز من نشاطات أكاديمية حاليًا، هو وضع توصيف للمقررات الجديدة مع لجان تخصصية لنضمن أن يحصل الطالب، في مختلف فروع المعهد، على هيكلية موحدة لمقرراته الجامعية، مع ترك بعض الحرية للأساتذة.
من المفروض التوافق على العناوين العريضة وعلى مروحة متنوعة من المراجع، مع ترك مساحة للأستاذ ليبرز قدراته وليطور أفكاره.

3-     كيف يستفيد الطلاب من عمل المركز البحثي في التعليم؟
ينظم مركز الأبحاث حلقات دراسية حول تقنيات البحث، بشكل دوري ومستمر بهدف تقوية البحث العلمي، لا سيما عند طلاب الدبلوم والدكتوراه. كما يعمل على تفعيل النشاطات البحثية في فروع المعهد من خلال المؤتمرات العلمية.
وقد سبق وعمل على إنتاج دليل الطالب البحثي، بالإضافة لاهتمامه الدائم بإصدار مجلة العلوم الاجتماعية، التي تضم إنتاج أساتذة المعهد من دراسات وأبحاث وتحقيقات.

ما يقوم به المركز اليوم ليس بالمستوى المأمول وإنما المتاح، لا سيما أن إمكانيات المعهد اللوجستية والمادية ضئيلة جدًا إن لم نقل أنها معدومة، والنشاطات التي ذكرتها ما زالت جهدًا شخصيًا لجماعة أكاديمية آمنت بدور المعهد وبأهمية تفعيل البحث فيه.

اقرأ أيضاً: روزهان إدريس: الجامعات الماليزية هي الأفضل

4-     هل للمركز دور توجيهي بارز للطلاب، وفقاً لحاجات المجتمع الأكثر إلحاحاً؟
ليس بعد، فالمركز لا يستطيع أن يقوم بهذا الدور دون أن يطبق النظام التعليمي الجديد بكافة المستويات (الليسانس، الماستر والدكتوراه)، ونحن في المعهد ما زلنا في مرحلة تطبيق البرامج الجديدة لمستوى الليسانس.
سيكون للمركز دور كبير حكمًا في المستقبل، لا سيما من خلال المختبرات البحثية التي سينشئها وفق شبكة علاقاته مع المؤسسات العامة والخاصة، التي ستتيح له رصد الحاجات المجتمعية بشكل أدق وتوجيه الأبحاث الطلابية وفقها.

5-     كيف يعمل المركز وسط شح أو ندرة المعطيات الإحصائية؟
هي مشكلة بالعموم، لا لعدم قدرة طلاب المعهد في الوصول للمعطيات والبيانات الإحصائية، لكن المشكلة الأساس تكمن في أن القيام بالدراسات الإحصائية لا يتم بشكل مستمر، لعدم الاهتمام بتمويل البحث العلمي كما يجب في لبنان. هي مشكلة عامة تعاني منها مؤسسات الدولة كما الجامعة اللبنانية.

6-     هل من تعاون بين المركز ومراكز الأبحاث في الجامعات اللبنانية والعربية عموماً؟
لا نستطيع أن نتحرك دون هيكلية إدارية وأكاديمية تسمح لنا بالتحرك. اليوم في المركز رئيس فقط، ونحن بانتظار النظام الذي على أساسه ستوسع قدرات هذا المركز وأظن عندها سيتمكن من تحقيق دوره الفعلي.
استطعنا التواصل مع جامعات عربية عبر مؤتمرات إقليمية مولها لنا القطاع الخاص، أو من خلال شراكتنا التنظيمية لمؤتمراتنا مع جامعات لبنانية أخرى.
أريد القول إن إمكانيات المعهد كبيرة، وكذلك قدراته في البحث العلمي، كل ما يلزمنا هو المساندة التنظيمية والمالية.

7-     باتت أبحاث ودراسات الجامعات في العالم متاحة عبر مواقعها الإلكترونية، هل من رؤية تطويرية للمركز بهذا الاتجاه؟
مركز الأبحاث بصدد إنشاء موقع إلكتروني خاص به ليقوم بهذا الدور، وينشر ليس مجلته العلمية فقط، بل وكل رسائل الدبلوم والدكتوراه التي ينتجها المعهد.

أخيرًا، أريد القول، من خلال خبرتي المتواضعة بإدارة هذا المركز، أن في الجامعة اللبنانية وفي معهد العلوم الاجتماعية تحديدًا قدرات بشرية هامة إن استثمرت بشكل جيد سيحقق معهدنا فعليًا الدور الذي أنشئ لأجله. المهم أن تستعيد الدولة إيمانها بمؤسساتها العامة، من خلال دعم أكبر للبحث العلمي.

اقرأ أيضاً:كيف تلحق إبنك بجامعة ألمانية.. في خطوات

المساهمون