يكثر الحديث اليوم عن أضرار الإفراط في تناول اللحوم، فيشدد الاختصاصيون على ضرورة الحد من تناولها تجنباً للعديد من الأمراض. انطلاقاً من ذلك، قد يبدو النظام النباتي صحياً ويُنصح باتباعه. لكن، في المقابل، للنظام النباتي الصارم آثار سلبية غير متوقعة، على رأسها النقص في معدلات فيتامينات ومعادن أساسية في الجسم.
تشير اختصاصية التغذية مايا شقرا إلى العديد من المكونات الغذائية التي تنقص في الجسم لدى اتباع النظام الغذائي النباتي، مشددةً على ضرورة الحرص على الاعتدال. بحسب شقرا، عند التحدث عن النظام النباتي غالباً ما يتم التفكير في النظام الخالي من اللحم والدجاج والسمك.
لكن في الواقع ثمة أنواع عديدة من النظام النباتي ومنها ما قد يحتوي على هذه الأطعمة: Lacto-Vegetarian: في هذا النوع من النظام النباتي لا يتم تناول اللحوم والدجاج والسمك والبيض والأطعمة التي تحتوي عليها. أما الحليب ومشتقاته فمن الأطعمة التي يتم تناولها.
Ovo-Vegetarian: في هذه الحالة لا يتم تناول اللحم والدجاج والسمك وثمار البحر، إلا أن هذا النوع من النظام النباتي يتضمن البيض من بين الأطعمة المسموحة.
Lacto-ovo vegetarian: يتضمن هذا النوع الحليب ومشتقاته والبيض، فيما تستبعد باقي الأطعمة الحيوانية.
Pescatarian: يتم تناول السمك وحده هنا من بين كافة الأطعمة حيوانية المصدر. Vegan: هو النظام النباتي الصارم الذي لا يتناول من يعتمده اللحوم بأنواعها والبيض والحليب ومشتقاته وكافة الأطعمة التي تحتوي عليها.
كذلك يتبع بعض الأشخاص نظاماً نباتياً معتدلاً يعرف بالنظام الـ flexitarian أو الـ semivegetarian الذي يعتبر نظاماً يرتكز على الأطعمة النباتية لكنه يتضمن في الوقت نفسه اللحوم والبيض والحليب ومشتقاته والدجاج والسمك بشكل استثنائي. "
يقلل الناس عادةً من تناول الخضراوات والفاكهة والأطعمة النباتية عامةً التي ينصح الاختصاصيون بالتركيز عليها. لذلك، قد يتصور كثيرون أن النظام النباتي هو النظام الصحي المفضّل، وأن الأشخاص الذين يتبعونه يتمتعون بصحة فضلى. مما لا شك فيه أن الحد من تناول اللحم الأحمر يمكن أن ساعد على الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب، كما أن اتباع النظام النباتي قد يساعد على الحد من خطر الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم والسرطان.
في المقابل، أظهرت الدراسات أن النباتيين يعانون نقصاً في العديد من الفيتامينات والمعادن بسبب النظام الذي يتبعونه". ومن أبرز هذه الحاجات التي تنقص النباتيين: -الفيتامين B12: يعتبر من الفيتامينات الضرورية للحفاظ على وظائف الدماغ وحسن دفق الدم إلى مختلف الأعضاء في الجسم. مع الإشارة إلى انه موجود بشكل أساسي في الأطعمة حيوانية المصدر. لذلك قد يفتقده النباتيون. أما علامات النقص فيه فهي التنميل في اليدين والقدمين وفقر الدم والاكتئاب والارتباك وضعف الذاكرة وقلة التوازن.
الحل: لتأمين حاجات الجسم منه ينصح بالتركيز على حليب الصويا والحبوب الغذائية المدعّمة. وفي حال تناول المصادر الحيوانية، ينصح بتناول البيض والحليب ومشتقاته والسمك.
وفيما يعتبر الغذاء المصدر المفضّل، يمكن أن تؤمن المكملات الغذائية ما يعادل 2،4 ميكروغرام منه يومياً للنباتيين. الزنك مثلاً، يلعب دوراً مهماً لجهاز المناعة، لكن قد يكون من الصعب تأمينه في حال اتباع النظام النباتي لتوافره بكميات بسيطة في الأطعمة النباتية. يضاف إلى ذلك أن قدرة الجسم على امتصاص الزنك من الأطعمة النباتية هي أقل. وبالتالي قد يؤدي الأمر إلى النقص في الزنك في جسم النباتي وبالتالي إلى ضعف في جهاز المناعة وصعوبة التئام الجروح وتساقط الشعر والإسهال ونقص الشهية.
الحل: ينصح بالتركيز على حبوب الفطور المقوّاة واللبن (الزبادي) والمكسرات النيئة والحمص. قد تكون ثمة حاجة إلى المكملات لتأمين حاجة الجسم منه والتي تصل إلى 8 ميليغرامات للمرأة و11 ميليغرام للرجل. مع الإشارة إلى أن المعدلات الزائدة تؤدي إلى الغثيان والتقيؤ.