تبدو فكرة مجنونة أن يقرر شخص ما في هذا العالم البحث عن أخطر مدن الأرض لاستئجار منزل فيها، لكن مع افتراض وجود مثل هذا الشخص، وليكن اسمه "مُخاطر"، فما هو السيناريو الذي سيتبعه للحصول على هذا المنزل؟
سيختار مُخاطر حتماً القدوم إلى سورية حين يطّلع على خريطة مؤشر السلام العالمي، التي تصنف سورية كأخطر بلد على وجه الكرة الأرضية خلال عام 2015.
وبنظرة عامة على عمليات القصف الجوي والصاروخي الأخيرة، التي تتعرض لها المدن في سورية، سيجد مُخاطر ثلاث مناطق سورية لاختيار مسكن خطر فيها، وهي مدينة دوما في ريف دمشق، ومدينة حلب، وريف إدلب.
تعتبر دوما التي لا تتجاوز مساحتها 19 كيلومتراً مربعاً، إحدى أخطر المناطق السورية اليوم، إذ تشن القوات الحكومية عليها عشرات الغارات الجوية شهرياً.
هذه الغارات قتلت تبعاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان أكثر من مائة شخص خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. إن أجرة أحد منازل دوما التي يحتمل أن تصيبها هذه الغارات في أية لحظة، ليست مجانية، فهي تتراوح بين 7 و10 آلاف ليرة سورية (بمتوسط 20 دولاراً) شهرياً وفقاً لأحد نشطاء الدفاع المدني فيها، لكن مُخاطر سرعان ما سيكتشف استحالة الوصول إلى دوما، بسبب الحصار الذي تفرضه القوات الحكومية عليها.
اقرأ أيضاً: سورية: جرحى دوما بالمئات ومنازلها مستوصفات
الخيار الثاني هو البحث عن مسكن في مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب، والتي تتنازع عليها ثلاث قوى على الأقل، وتشهد معارك مستمرة منذ ثلاث سنوات، وقد تعرضت لنحو ألف برميل متفجر وصاروخ خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحده، استهدفت هذه الغارات 160 منطقة سكنية فيها، تبعاً للمعهد السوري للعدالة. ولكي يصل مُخاطر إلى هذه المنطقة يجب عليه الوصول إلى مناطق سيطرة المعارضة شمالي سورية. وسيتوجب عليه دفع 15 ألف ليرة سورية على الأقل، أي 35 دولاراً أميركياً إيجاراً للمنزل، إلا أن مُخاطر قد يجد صعوبة أيضاً في الوصول إلى حلب بسبب إغلاق قوات "داعش" الطرق بين الحين والآخر، ونشوب معارك عنيفة في طرق أخرى.
اقرأ أيضاً: غارات روسية تدمّر أكبر معمل دواء بريف حلب
يبقى الخيار الأخير بالنسبة لمُخاطر هو إحدى قرى ريف إدلب، التي تتعرض مؤخراً لقصف جوي روسي-سوري مكثف، كجسر الشغور أو أريحا أو الدانا وغيرها، لاستئجار منزل في هذه المناطق يجب على مُخاطر السفر إلى تركيا وعبور الحدود إلى سورية مشياً على الأقدام، ثم اختيار إحدى هذه القرى والبلدات. سيصادف مُخاطر الكثير من السكان يغادرون منازلهم بسبب القصف، ربما يمكنه الاتفاق مع أحدهم على استئجار منزله مقابل 7 آلاف ليرة (18 دولاراً)، وقد يجد من يسمح له بالسكن في منزله من دون مقابل.
اقرأ أيضاً: أهالي "جسر الشغور" يعيشون النزوح الثالث