كيف يرى العراقيون نتائج مؤتمر إعادة الإعمار في الكويت؟

بغداد

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
25 فبراير 2018
98301A87-5E9B-497D-AF35-12D8A6268D74
+ الخط -

يرى طيف واسع من الشارع العراقي أن مؤتمر إعادة إعمار العراق لم يحقّق النجاح الذي كانوا يأملونه، ملقين باللوم على الحكومة العراقية في ذلك، بسبب ما يصفونه بسوء الإدارة والفساد اللذين لولاهما لما احتاج العراق إلى مثل هذه المؤتمرات.

واختتم منتصف شهر فبراير/ شباط الجاري في الكويت مؤتمر إعادة إعمار العراق، بمشاركة أكثر من 50 دولة ولمدة ثلاثة أيام، حصل خلالها على أقل من ملياري دولار كمنح ونحو 28 مليار دولار كقروض سيادية وميسرة عرضت دول عربية وأجنبية تقديمها للعراق.

ولم تحسم الحكومة العراقية حتى الآن موقفها بشأن تلك القروض، فيما إذا كانت ستقبلها أم لا، وسط تحذيرات مراقبين اقتصاديين ومؤسسات أجنبية من تجاوز العراق قدرته على تسديد الديون الخارجية بعد ارتفاعها إلى أكثر من 120 مليار دولار. 

ويقول المواطن العراقي عباس مانع إن "العراق لا يحتاج إلى أن يستجدي الأموال لأنه يملك الإمكانات البشرية والطاقات والمواهب والثروات القادرة على إعماره وإعمار دول أخرى إن شاء، لكن الفساد وسوء الإدارة حولاه إلى مستجدٍ بين الدول".

ويصف مانع حاله بأنه "يصاب بارتفاع ضغط الدم حين يسمع ويشاهد أخبار استجداء العراق المال من أجل الإعمار"، مضيفاً أن بلاده بحاجة فقط إلى قيادة لإظهار صورتها الحقيقية كبلد يمتلك الثروات التي تفوق غيره من بلدان المنطقة.

ويبدي إياد القطبي عدم قناعته بمؤتمر المانحين الدوليين، قائلاً لـ"العربي الجديد": "أنا باحث اقتصادي وغير مقتنع بالمؤتمر أصلاً ولا يعدو كونه مجاملة ليس إلا".

وتمنّى كامل التميمي (44 عاماً) أن يكون للمؤتمر واقع حقيقي ملموس والبدء بمرحلة جديدة ألا وهي مرحلة ما بعد تنظيم داعش، لكن عموم الشارع العراقي لديه نظرة تشاؤمية عما يجري من واقع سياسي وما يدور من مجريات الأحداث، التي دفعت المواطنين إلى تبني هذه النظرة.

ويضيف التميمي قائلاً "نطرح كثيراً من الأسئلة حول جدية التعهدات التي التزمت بها الدول المانحة في الكويت، وآلية حصاد ثمار هذه الخطوة التي نتمنّاها حقيقية، فإعادة الإعمار أصبحت ضرورة ملحّة للمجتمع العراقي".

وأضاف التميمي أن "هذا الدعم لو جاء حقاً ووجد الفرصة للتطبيق وفق آلية حقيقية سنكون سعداء بالدعم وهو غاية ما نتمناه". 

ويقول محسن البهادلي لـ"العربي الجديد": "كنا نتطلّع ونطمح إلى الكثير من المؤتمر، لكن 30 مليار دولار، وهي مجمل التعهدات التي حصل عليها العراق، لا يمكن أن تعمر محافظة واحدة من المحافظات التي دمرت بسبب الحرب على "داعش"، فهذا الدعم قليل وخجول من قبل الدول المانحة".


وأشار البهادلي إلى أن "أغلب الشركات التي شاركت في مؤتمر الكويت كانت استثمارية لا تلبّي طموح الشارع والمواطن العراقي"، مضيفاً أن "فاتورة الحرب على "داعش" تستحق أكثر من ذلك... والمؤتمر لم يلبّ طموح المواطن العراقي وكان ضعيفاً، فالدول المانحة والولايات المتحدة الأميركية رفعت الغطاء والدعم عن المؤتمر".

وفي السياق يقول عباس عبد الحسين "أعتقد أن مخرجات مؤتمر الكويت غير مجدية وغير منصفة ولم تحقق أهداف ورغبات الشعب العراقي، لذلك نطمح إلى أن تكون القرارات أكثر جدية لخدمة المجتمع".

ويضيف عبد الرحمن لـ"العربي الجديد" أن "العراق ليس بحاجة إلى مؤتمرات لدعمه وإعماره فهو قوي بموارده وشعبه وأرضه".

دلالات

ذات صلة

الصورة
تواصل الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام"، 31/5/2024 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت مدن وبلدات في أرياف محافظتي إدلب وحلب الواقعة ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام احتجاجات ضد زعيمها أبو محمد الجولاني وجهازها الأمني
الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.
الصورة

سياسة

قال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الأحد، إن إرهابيين نفذا هجوما بقنبلة أمام مباني الوزارة في أنقرة، مضيفا أن أحدهما قتل في الانفجار بينما قامت السلطات هناك "بتحييد" الآخر.
الصورة

مجتمع

أعلنت السلطات الصحية العراقية، انتشال 5 آلاف و244 جثة من تحت أنقاض المناطق المهدمة بمحافظة نينوى، بعد 6 سنوات مضت على تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الذي اجتاحها صيف العام 2014.