وأخيراً نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تحقيقاً، كشفت فيه أن ميلانيا، وهي في الأساس عارضة أزياء سلوفينية، تقدّمت عام 2000 للحصول على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، وفق برنامج مخصّص للأشخاص الذين يتمتعون بقدرات غير عادية، وكانت وقتها على علاقة بدونالد ترامب.
وفي مارس/ آذار 2001، حصلت على "غرين كارد" ضمن برنامج النخبة EB-1، الذي تم تصميمه للباحثين الأكاديميين المشهورين، والمديرين في الأعمال متعددة الجنسيات، أو الأشخاص في مجالات عامية وتحت الأضواء مثل الرياضيين الأولمبيين، والممثلين الفائزين بجائزة أوسكار. وجرى تصميم برنامج التأشيرة هذا للأشخاص أصحاب القدرات المميزة، ووصف باسم "تأشيرة آينشتاين". وفي الوقت الذي حصلت فيه ميلانيا ترامب على إقامتها الدائمة في أميركا كان خمسة أشخاص فقط من بلدها قد حصلوا على تأشيرة من هذا النوع.
علماً أنه في عام 2001 صدرت نحو مليون بطاقة إقامة، 1 بالمائة منها فقط منحت لأشخاص بقدرات مميزة.
حصول ميلانيا على بطاقة الإقامة من هذا النوع لم يمهد لها الطريق للجنسية الأميركية فقط، وإنما منحها القدرة على استصدار إقامة قانونية لوالديها، فيكتور وأماليجا، واليوم يشارفان على الحصول على الجنسية الأميركية. حصل ذلك في وقت كان الرئيس دونالد ترامب ينوي إنهاء كفالة الأقارب، مثل الأبوين، واصفاً ذلك بسلسلة الهجرة، إذ أراد إيقاف القانون الذي يسمح للمواطنين الأميركيين بمساعدة أقاربهم على الحصول على الإقامة القانونية في البلاد.
وسبق أن نشر ترامب تغريدة في نوفمبر/ تشرين الثاني قال فيها "سلسلة الهجرة يجب أن تتوقف الآن، بعض الأشخاص جاؤوا إلى هنا، وجلبوا عائلاتهم بكاملها"، وألمح إلى أنهم يمكن أن يكونوا أشخاصاً سيئين، ووصف الأمر بأنه غير مقبول.
https://twitter.com/realdonaldtrump/status/925860866767163393?lang=en
|
ويقول خبراء الهجرة إن جهود الرئيس لتقييد الهجرة القانونية أعادت للضوء أسئلة عديدة حول كيف حصلت السيدة الأولى وعائلتها على الإقامة في الولايات الدائمة. والسؤال الأكبر هو كيف تمكنت من إقناع السلطات بأنها تملك مؤهلات تخولها لبرنامج النخبة EB-1؟
ويقول بروس موريسون، عضو الكونغرس السابق وخبير الهجرة، إن السيرة الذاتية لميلانيا ترامب في عام 2001 تبدو "غير متسقة" مع متطلّبات التأشيرة.
وللحصول على تلك التأشيرة يجب على المهاجر أن يقدم أدلة على أنه حاصل على جوائز كبرى، أو تلبية ثلاثة على الأقل من أصل 10 معايير، من بينها إثبات النجاح التجاري للأعمال الفنية، والمساهمات الأصلية في تلك الميادين.
ويتساءل محامي الهجرة ورئيس الجمعية الأميركية لمحامي الهجرة، ديفيد ليوبولد، "ماذا قدمت؟"، وأضاف أن هناك كثيراً من الأسئلة حول كيفية دخولها إلى الولايات المتحدة.
(العربي الجديد)