كيف تستفيد الدول الغربية من الطيور؟

30 أكتوبر 2016
في لبنان، يقتلون اللقالق (غاناي نوح/ الأناضول)
+ الخط -
يبدو أنّ الأوروبيّين يستفيدون قدر الإمكان ممّا هو متاح لهم، ولا يوفرون مساعدة تقدم لهم من عناصر الطبيعة. على سبيل المثال، نراهم يدوّرون قمامتهم ويحوّلونها إلى سماد وطاقة. وفوق ذلك، يبنون لطيور اللقلاق أعشاشاً على سطوح بيوتهم كي تأتي وتعشّش عندهم وتنظّف بيئتهم وحقولهم من الفئران التي تقضي على المحاصيل، ومن الحشرات التي تفتك بزراعاتهم، ومن الحيوانات الصغيرة الميّتة، فتمنع انتشار الأمراض.

أما في بلدان المنطقة العربية، خصوصاً لبنان، فإن قتلة الطيور، وهم كثر، يبتكرون أساليب شيطانية لقتل الطيور، من بينها اللقالق التي لا تؤكل. هي لا تطير إلا نهاراً. يراقبها صبيان يصطادون رفّاً منها قبل المغيب، ويحدّدون المكان الذي تحط فيه للمبيت، ثم يأتونها عند بزوغ الفجر مدجّجين بالأسلحة والعتاد ويطلقون عليها النار، وهي لم تزل على الأرض تنتظر الهواء الساخن ليحملها أثناء طيرانها النهاري.

لا يعرفون في أوروبا ماذا يحصل في شرقنا، وينتظرون عودة اللقالق إلى مناطقها كما في كل سنة، من دون جدوى. لكن سفراء هذه الدول الغربية في بلادنا فطنوا إلى أعمال القتل غير المبررة بحق هذه الطيور، فاتّصلوا بالمعنيين وتمنوا عليهم التدخل لوقف عمليات قتل طيورهم التي تنتظرها شعوبهم في مواسم التفريخ الربيعية.

كذلك، يتفنّن القوّاص بذبح مجموعات البجع والرهو التي تسير في هجرتها بخط مستقيم. فإذا ما رأى رفّ بجع أو رهو فوق رأسه، ولاحظ أنه لن يستطيع جلب سلاحه بالسرعة المطلوبة، يتّصل بأصدقاء له في القرية التالية التي سيمر فوقها الرف، فيسارعون لصنع كمين للرف قبل وصوله. وعندما يصل، تُطلق في اتجاهه جميع أنواع الأسلحة المتاحة، ولا يبقى طائر واحد.
هذه الأنواع لا تؤكل. وإن تجرأ أحد على تذوق طعمها، يندم. المهم أن هذه الطيور لم ولن تصل إلى أماكن تفريخها في أوروبا. وإذا استمر الوضع على ما هو عليه في لبنان، فإن هذه الأنواع ستنقرض لا محالة، وقد يأتي يوم يجعلنا الأوروبيون ندفع ثمن كل طائر يقتل على أرضنا.

وللبجع لدى الأوروبيّين قيمة كبيرة، كونه يأكل السمك الضعيف ويمنع انتشار الأمراض بين الأسماك ويحافظ على الثروة السمكية من خلال إبقائه على النسل القوي. أما طيور الرهو أو كما يسميها البعض طيور الكركي، فهي تنظّف الحقول من الديدان واليرقات والحشرات الضارة. هذا الأمر يعرفه الأوروبيون جيداً ويحسنون معاملة الطيور في بلادهم. أما طيور السنونو والخطف والسمامة ذوات اللحم القاسي والمكون من عضلات قوية، والذي يأكل البرغش أو الناموس، فتصطاد بكثرة وتنصب لها الشباك قرب برك المياه التي تشرب منها، وتحقن تحت جلد صدرها بالسمن لتباع على أنها عصفور تيان طري اللحم.


المساهمون