يترقب المهتمون بكرة القدم انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) والتي ستجرى في 29 مايو/أيار المقبل، إذ يتنافس على المنصب مع الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر، كل من النجم البرتغالي المعتزل لويس فيجو ورئيس الاتحاد الهولندي مايكل فان براج والأمير الأردني علي بن الحسين.
ويأتي هذا الأمر في وقت تزداد فيه مطالب التغيير وضخ دماء جديدة في الاتحاد الدولي أكثر من أي وقت مضى، حيث لم تقتصر المطالب والتمنيات بحدوث هذا الأمر على المرشحين فقط، بل امتدت لتشمل لاعبين ومدربين وإعلاميين، بل وحتى رجال سياسة.
وهنا يطرح سؤال وبشدة: كيف سيدير كل مرشح حملته الانتخابية؟ يقول البعض إن "كل شيء في كرة القدم ممكن". ويبدو أن هذا الأمر لا ينطبق فقط على ما يحدث داخل المستطيل الأخضر، بل في انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم أيضاً، فعلى عكس كل ما يقوله المنطق أو الأعراف في عالم السياسة، فإن شركة "فيرو كوميونيكشنز" البريطانية تتولى ملف الترويج لاثنين من المرشحين، وهما: فيجو والأمير الأردني في نفس الوقت.
ووفقاً لتحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" الأميركية بعد تواصلها مع الشركة، تأكد توليها ملف كلا المرشحين، ليتم بهذا الضرب بمبدأ تعارض المصالح ظاهرياً عرض الحائط، لأن "فيرو" ربما توصي أحدهما مستقبلاً، بناء على تحليل معطيات البيانات التي تخص كلا منهما، بالانسحاب لصالح الآخر، وتحقيق الهدف الأهم وهو إزاحة بلاتر.
ولا يبدو هذا الأمر خيالياً، بسبب العديد من الحقائق الموجودة على أرض الواقع، منها أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم متعاقد بالفعل مع هذه الشركة لتطوير أنشطته الإعلامية الدولية.
وبإلقاء نظرة سريعة على ملف خدمات الشركة، التي لعبت دوراً بارزاً في فوز قطر بتنظيم مونديال 2022، فإنها تتضمن التخطيط والحملات الاستراتيجية والعلاقات الإعلامية وإدارة السمعة العالمية ضمن الكثير من المهام الأخرى، ولكن هذه أبرزها.
ومن ضمن العملاء البارزين لدى الشركة، مؤسسة الأرجنتيني ليونيل ميسي، وملف ترشح ريو لاحتضان أوليمبياد 2013، الشرف الذي فازت به بالفعل، ونادي ليفربول الإنجليزي، بجانب فيجو والأمير الأردني الذي يشغل منصب نائب رئيس الـ"فيفا".
الخيار الهجومي
اختار كل من فيجو والأمير علي بن الحسين اللعب على الوتر التسويقي والخططي واللوجستي الذي ستوفره شركة "فيرو" صاحبة الخبرة الكبيرة في هذا النطاق بعالم الرياضة، ولكن المرشح الثالث مايكل فان براج كان له رأي آخر.
ويدير فان براج حملته بشكل منفصل، معتمداً على خبرته وعلاقته، وبصورة أكبر النبرة الهجومية التي يشنها على بلاتر.
ولم تشمل تعليقات فان براج الهجومية بلاتر فقط، بل امتدت بطريقة ضمنية ضد فيجو والأمير الأردني، حيث اعتبر أن اللحظة حانت لوجود "مرشح يتمتع بمصداقية" أمام الرئيس الحالي للاتحاد الدولي.
ولا تساهم أي شركة تسويقية أو تخطيطية في إدارة ملف رئيس الاتحاد الهولندي، أو على الأقل، فهذا هو المعروف عن الأمر حتى الآن. ولكن يبدو أن الوتر الأساسي الذي يعزف عليه لا يتسم بالدبلوماسية التي ربما تكون "فيرو" أوصت بها المرشحين الآخرين فيجو والأمير علي، حيث اعتمد خطابهما على الانتقاد بوعي.
الرجل الغامض
من ناحيته، يواصل بلاتر الصمت في الوقت الحالي، حيث لم يرد على الانتقادات التي وجهت له، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة من أي من المرشحين. كما أنه لم يرد على استفسار "سي إن إن" بخصوص إذا ما كانت هنالك شركة تسويقية أو إعلامية تدير حملته الانتخابية، على عكس ما فعله باقي المرشحين.
ويبدو أن السويسري المخضرم، الذي يحكم الـ"فيفا" منذ 1998، سيعتمد على خبرة السنين التي سمحت له بالاستمرار في المنصب لكل هذه السنوات، ومواجهة كل التقلبات والأزمات التي تعرض لها.
ويمكن تفسير صمت بلاتر بأنه إما يجهز لمفاجأة، ربما تتمثل في الانسحاب في اللحظة الأخيرة وقبول مقترح منصب الرئيس الشرفي لـ"فيفا" الذي قدمه الاتحاد الألماني، أو أنه يعمل سراً على إقناع أصحاب الحق في التصويت بعدم امتلاك أي من المرشحين خبرة كافية في إدارة شؤون المؤسسة.