كيف تختار النادي الصيفي المناسب لطفلك؟

12 يوليو 2017
يجب نشر الوعي لدى الأهل بأهمية النوادي الصيفية للأطفال(Getty)
+ الخط -
بعد محاولات من البحث والاستفسار، استطاعت السيدة زين نصر الله من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، إيجاد النادي الصيفي المناسب لتسجيل ابنتها سما (9 أعوام) لقضاء وقت فراغها خلال العطلة الصيفية
تقول الأم زين: "أحرص على تسجيل ابنتي، كل عام، بالنوادي الصيفية، حتى تقضي وقت الفراغ بما هو مفيد".
وخلال مشوار بحثها عن النادي المناسب، تواصلت الأم مع عدد من النوادي الصيفية، وكان سؤالها الدائم لهم "كيف سيقضي الأطفال وقتهم؟".
وتضيف زين في حديثها لـ"العربي الجديد": ليس المهم بالنسبة لي أن تقضي ابنتي وقت فراغها، فالأهم من ذلك هو كيف ستقضي وقتها".

أما أم غسان، فلم توفق بإيجاد النادي الصيفي الذي يلبي رغبتها بتنمية مواهب طفليها "غسان" و"غزل". وقالت لـ"العربي الجديد": "النوادي الصيفية التي جربتها سابقاً، وسجلت أطفالي بها، لم تلب طموحي بتنمية أو اكتشاف مواهبهم، وكانت عبارة عن قضاء الوقت باللعب العشوائي، دون وجود تركيز على جوانب معينة".

وأضافت: "هدفي من تسجيل أطفالي بالنوادي الصيفية هو قضاء وقت فراغهم، خاصة خلال عدم وجودي بالبيت، بحكم عملي، ولكن للأسف هناك مؤسسات تهدف للكسب المادي من خلال افتتاح النوادي، واستغلال حاجة الأهل لمكان لوضع الأطفال وإشغالهم خلال العطلة، دون وجود خطط أو برنامج مدروس لقضاء وقتهم بما هو مفيد".

وطالبت "أم غسان" بضرورة نشر الوعي بأهمية النوادي الصيفية لدى الأهل، وقالت: "أعرف أمهات يسعين لتسجيل أطفالهن بالنوادي الصيفية فقط "لضبطهم" ومنعهم من اللعب بالشارع، دون الالتفات لأهمية ودور النادي في صقل شخصية طفلها".

وقالت: "خلال بحثي عن النوادي الصيفية، لاحظت تشابهاً كبيراً في البرامج والخطط المطروحة، لكن وبعد تجربة، أعتقد أن النوادي المتخصصة بمجال محدد هي الأكثر نفعاً أو فائدة لصقل شخصية الطفل".

من ناحيته، أشار خالد أبو مريم، أستاذ التربية الفنية ومدرب في عدد من المخيمات والنوادي الصيفية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، إلى أن اختيار النادي الصيفي المناسب، يجب أن يعتمد على ميول الطفل واهتماماته. وقال أبو مريم لـ"العربي الجديد": "هناك أطفال لهم ميول معينة وأطفال دون ميول واضحة، لذلك وُجدت مخيمات صيفية عامة تشمل زوايا عديدة، يمكن أن تحقق للطفل رغباته، ومخيمات أخرى مخصصة، مثل نادي "الشرطي الصغير" أو "المزارع الصغير" أو "الصحافي الصغير" أو "برمجة وكمبيوتر"، أو مخيمات رياضية وسباحة..الخ".

ويعود اختيار النادي المناسب للأهل، بحسب المدرب، مضيفاً: "إذا لاحظ الأهل ميولاً معينة للطفل فليسجل بالنادي المناسب له، أما إذا لم يكن هناك ميول للطفل، يمكن أن يذهب لنادٍ عام، فيه زوايا شاملة وتغطي كافة الجوانب".

ويعتمد نجاح النادي على المكان الذي يتم اختياره، وعلى الجهة المنظمة له، وطريقة تنظيمها للمخيم، وتوفر الإمكانيات المادية واللوجستية والإدارية، التي من شأنها العمل على إنجاح النادي الصيفي، فالتنسيق والإدارة والتنظيم، هي أهم العوامل المطلوبة لنجاح النادي، وفق أبو مريم.
وأشار المدرب إلى ضرورة وجود متطوعين، ومتخصصين منشطين للزوايا، وإدارة جيدة من حيث وضع الخطط اليومية والأسبوعية. ومضى بالقول: "على المتطوعين أن يكون لديهم القدرة على التعامل مع الأطفال والعمل التطوعي، أما المنشطون بالزوايا، يجب أن يكون لديه إلمام بالزاوية التي يشرف عليها، وقدرة على التعامل مع المجموعة، وعلى ضبطها، خاصة إذا كان العدد كبيراً، وبمعنى آخر أن يكون لديه القدرة الداخلية والدافع الداخلي لإسعاد الأطفال والخروج بهم من أجواء المدرسة".

وذكر أن بعض الجهات المنظمة للنوادي الصيفية، تجري ورشات عمل ما قبل المخيم الصيفي، تشمل كل شخص بتخصصه وموقعه داخل المخيم، سواء مدير النادي، فيعطى دورات بالإدارة، وكيفية وضع الخطط، وكيفية إدارة المخيم، وإذا كان هناك تخصصات معينة يتم تدريب المشرفين على الزوايا وكيفية التعامل مع الأطفال.

وحول النوادي الصيفية المتخصصة، وما تعود به من فائدة على الطفل، يقول أبو مريم، إن أغلب المخيمات الصيفية هدفها استثمار وقت الفراغ لدى الأطفال بتعلم أمور مفيدة، من خلال اللعب والوسائل الحديثة".
وقال: "مثلاً النادي الذي يختص بـ"الشرطي الصغير" يدرب الطفل على كيفية تنظيم السير وبعض القوانين والأنظمة، لكن بقالب من اللعب والترفيه.

وعادة ما تستهدف النوادي المتخصصة، الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 – 17 عاماً، بحسب أبو مريم، مفسراً ذلك "بوجود تخصصية بالأنشطة، ولأن عملية استقبال المعلومات تكون أكثر وعياً وإدراكاً في هذا العمر".

ويرى المدرب أن المخيم الصيفي مكان خصب لاكتشاف مواهب الأطفال وإبداعاتهم، وفرصة لإخراجهم من جو المدرسة، الذي قد لا يوفر أحياناً فرصة للطفل لإظهار مواهبه وإبداعاته، فيكون النادي فرصة لإبراز إبداعاتهم واكتشاف مواهبهم وتنميتها.

بدورها، أشارت الأخصائية الاجتماعية في بلدية نابلس، عروب جَملة، إلى ضرورة أن يكون المخيم الصيفي متنوعاً، ومدروساً بناءً على أعمار الطلبة ومستوياتهم.
وقالت في حديثها لـ"العربي الجديد": "يجب أن يكون المخيم الصيفي آمناً ومريحاً، وبعيداً عن الخطر، وأن يكون برنامجه شاملاً، إضافة لأهمية توفر إسعاف خاص، ومدربين متخصصين، حتى يكون الأهل مطمئنين أن طفلهم بأمان".

ورأت الأخصائية الاجتماعية، أن أهمية النوادي الصيفية تنبع من دورها في تقوية الشخصية والقدرات وسعة التفكير والأداء، وكل ما يتعلق بتطوير شخصية الطفل، ومضيفة: "نستطيع، من خلال هذه النوادي، أن نحمي أبناءنا من الفراغ الكبير الذي يمكن أن يؤدي لسلوكيات سلبية خلال العطلة الصيفية، إضافة لبث روح العمل والتعاون والتطوع لديهم".
ومضت بالقول: "النادي الصيفي يعد فرصة لإبعاد الطفل قليلاً عن الأهل خلال العطلة الطويلة، إضافة إلى كونه متنفساً لتطوير الذات، وقضايا الالتزام، وسد الفراغ، وهو أمر إيجابي للطفل".

بدوره، لفت مدير مكتب شمال الضفة الغربية للجنة الوطنية للمخيمات الصيفية وليد الشامي، إلى ضرورة تحديد تاريخ ووقت معين للمخيم الصيفي، وبرنامج معين، وطاقم مؤهل حاصل على دورات بالزوايا المتخصصة في النادي الصيفي.


المساهمون