في منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر 1989، ومع بدء الاجتياح الأميركي لبنما، اتصل القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية الجنرال جيمس ليندسي بالمسؤول عن العمليات العسكرية في هيئة الأركان المشتركة الفريق توماس كيلي قائلاً له إنه يجب تغيير اسم عملية اجتياح بنما، والذي كان "القمر الأزرق/بلو مون". وقال له حرفياً: "هل تريد لأحفادك أن يقولوا إن جدهم شارك في عملية اسمها القمر الأزرق؟". وقتها اتفق على إبدال اسم العملية ياسم يبدو هادفاً فسمّيت "جاست كوز JUST CAUSE".
بعد هذه العملية بات التركيز الأميركي على اختيار أسماء العمليات العسكرية أمرا مهماً عند الجيوش والقيادات العسكرية. علماً أن ألمانيا ومنذ الحرب العالمية الأولى بدأت بتسمية عملياتها والتحقت بها بريطانيا.
لكن اللافت في التسميات الأميركية هو إعطاؤها أبعادا إنسانية وسامية، بينما تؤدي فعلياً على الأرض إلى سقوط مئات الضحايا وإلى احتلال أراض ودول، وانتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان.
ويشرح موقع "غلوبال سيكيوريتي" أن وزارة الدفاع الأميركية، سبق أن عممت مبادئ محددة لتسمية العمليات على أن يكون لها معنى، وأن يكون هدفها الرئيسي استهداف الجماهير أو التأثير بهم، وجعلها أسماء سهلة على الحفظ في الذاكرة الجماعية للشعوب.
اقــرأ أيضاً
نذكر هنا أبرز العمليات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية أو غيرها من الدول، وحملت أسماء سامية ورنانة بينما أدت في الحقيقة إلى جرائم وحشية أو إلى تعد على سيادة دول مختلفة:
ملاك الرحمة: وهو الاسم الذي أطلق على عمليات "حلف شمال الأطلسي/ناتو" على يوغسلافيا عام 1999. الاسم الأساسي للعملية كان "عملية القوات المشتركة" لكن نتيجة ترجمة خاطئة التصق اسم "ملاك الرحمة" بالعملية، التي أسفرت عن قتل مئات المدنيين.
(Getty)
الحرية الدائمة: تحت هذا الشعار المترافق مع محاربة الإرهاب بدأت الولايات المتحدة عام 2001 حربها على أفغانستان، للتخلص من حكم حركة "طالبان" والقضاء على تنظيم "القاعدة". ونظراً إلى أن العملية لا تزال حديثة نسبياً، فإن نتائجها لا تزال ماثلة، لجهة العدد الكبير للقتلى المدنيين، والقصف العشوائي، إلى جانب انتهاكات ضخمة لحقوق الإنسانكشفت عنها "منظمة العفو الدولية" "وهيومن رايتس ووتش" في أكثر من تقرير.
(Getty)
إعادة الأمل: في إبريل/ نيسان 2015، انتهت عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، وبدأت عميلة "إعادة الامل"، وهي العملية العسكرية التي تقودها السعودية والإمارات ضدّ الحوثيين في اليمن. وقد اسفر هذا الأمل، عن فرض حصار خانق على اليمن، وخلق مجاعة بين المدنيين، ونقص في الأدوية والمواد الغذائية، وانتشار الأوبئة، فضلاً عن قتل وتشريد عشرات الآلاف.
(Getty)
عملية حرية العراق: وهو الاسم الذي اختارته الولايات المتحدة، لاجتياح ثم احتلال العراق عام 2003. ومن هذا الاسم تفرعت أسماء عمليات كثيرة داخل العراق. ورغم الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، لم يعرف العراق الحرية، بعد هذه العملية بل غرق في الدماء والحروب الأهلية والطائفية. كما ارتكبت أميركا باسم هذه الحرية عشرات الجرائم التي انتهكت حق العراقيين وإنسانيتهم، نذكر أبرزها، فضيحة أبو غريب.
من بركات الحرية الاميركية للعراق، انتهاك إنسانية المعتقلين في أبو غريب! (Getty)
(العربي الجديد)
لكن اللافت في التسميات الأميركية هو إعطاؤها أبعادا إنسانية وسامية، بينما تؤدي فعلياً على الأرض إلى سقوط مئات الضحايا وإلى احتلال أراض ودول، وانتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان.
ويشرح موقع "غلوبال سيكيوريتي" أن وزارة الدفاع الأميركية، سبق أن عممت مبادئ محددة لتسمية العمليات على أن يكون لها معنى، وأن يكون هدفها الرئيسي استهداف الجماهير أو التأثير بهم، وجعلها أسماء سهلة على الحفظ في الذاكرة الجماعية للشعوب.
نذكر هنا أبرز العمليات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية أو غيرها من الدول، وحملت أسماء سامية ورنانة بينما أدت في الحقيقة إلى جرائم وحشية أو إلى تعد على سيادة دول مختلفة:
ملاك الرحمة: وهو الاسم الذي أطلق على عمليات "حلف شمال الأطلسي/ناتو" على يوغسلافيا عام 1999. الاسم الأساسي للعملية كان "عملية القوات المشتركة" لكن نتيجة ترجمة خاطئة التصق اسم "ملاك الرحمة" بالعملية، التي أسفرت عن قتل مئات المدنيين.
(Getty)
الحرية الدائمة: تحت هذا الشعار المترافق مع محاربة الإرهاب بدأت الولايات المتحدة عام 2001 حربها على أفغانستان، للتخلص من حكم حركة "طالبان" والقضاء على تنظيم "القاعدة". ونظراً إلى أن العملية لا تزال حديثة نسبياً، فإن نتائجها لا تزال ماثلة، لجهة العدد الكبير للقتلى المدنيين، والقصف العشوائي، إلى جانب انتهاكات ضخمة لحقوق الإنسانكشفت عنها "منظمة العفو الدولية" "وهيومن رايتس ووتش" في أكثر من تقرير.
(Getty)
إعادة الأمل: في إبريل/ نيسان 2015، انتهت عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، وبدأت عميلة "إعادة الامل"، وهي العملية العسكرية التي تقودها السعودية والإمارات ضدّ الحوثيين في اليمن. وقد اسفر هذا الأمل، عن فرض حصار خانق على اليمن، وخلق مجاعة بين المدنيين، ونقص في الأدوية والمواد الغذائية، وانتشار الأوبئة، فضلاً عن قتل وتشريد عشرات الآلاف.
(Getty)
عملية حرية العراق: وهو الاسم الذي اختارته الولايات المتحدة، لاجتياح ثم احتلال العراق عام 2003. ومن هذا الاسم تفرعت أسماء عمليات كثيرة داخل العراق. ورغم الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، لم يعرف العراق الحرية، بعد هذه العملية بل غرق في الدماء والحروب الأهلية والطائفية. كما ارتكبت أميركا باسم هذه الحرية عشرات الجرائم التي انتهكت حق العراقيين وإنسانيتهم، نذكر أبرزها، فضيحة أبو غريب.
من بركات الحرية الاميركية للعراق، انتهاك إنسانية المعتقلين في أبو غريب! (Getty)
(العربي الجديد)