كما أشار إلى أنه قد يكون هناك حاجة لممارسة "ضغوط عسكرية" لإنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه "داعش" من جهة، والمعارضة المتحالفة مع الغرب من جهة أخرى.
ووصل كيري إلى الرياض، حيث اجتمع في قاعدة عسكرية مع وزراء خارجية الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، بعد ثلاثة أيام من المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني، في سويسرا مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف.
وقال للصحافيين "حتى وإن كنا نخوض هذه المحادثات مع إيران حول هذا البرنامج، فلن نتغاضى عن أعمال إيران التي تسبب زعزعة للاستقرار في المنطقة"، معددا "سورية ولبنان والعراق والجزيرة العربية، وخصوصا اليمن".
وتبدي السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الخمس الأخرى قلقاً حيال أي تقارب مع النظام الشيعي.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل "سواء تم أو لم يتم التوصل إلى اتفاق، ستكون الولايات المتحدة ملتزمة تماما بالتصدي لباقي المسائل مع إيران، بما فيها دعمها للإرهاب".
وتسعى دول مجموعة 5+1 التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا وألمانيا إلى إبرام اتفاق مع إيران، بهدف منعها من حيازة السلاح النووي، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
من جهته، حذر الفيصل من تنامي دور إيران في العراق، متهما طهران بفرض سيطرتها عليه عن طريق مساعدته في الحرب ضد تنظيم "داعش".
وقال إن "تكريت مثال ساطع على ما يقلقنا. إيران في طريقها لوضع يدها على البلاد".
وكان قائد الجيوش الأميركية الجنرال مارتن دمبسي قد قال، أول من أمس، إن دور إيران في استعادة تكريت قد يكون "إيجابيا" إذا لم يتسبب في نزاعات طائفية جديدة.
وحول الأزمة في سورية، قال كيري إن الأسد "فقد كل ما يمت إلى الشرعية بصلة، لكن لا أولوية لدينا أهم من ضرب داعش ودحره".
وأضاف "في نهاية المطاف سنحتاج إلى مزيج من الدبلوماسية والضغط لتحقيق انتقال سياسي"، موضحاً أن "الأمر قد يحتاج إلى ضغوط عسكرية".
وبعد انتهاء اللقاء، توجه كيري إلى الدرعية في ضواحي الرياض، حيث بدأ مباحثات مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
وبهدف طمأنة حلفائه، قال كيري، أمس الأربعاء، إن واشنطن ما زالت قلقة من مساعي إيران نشر نفوذها في المنطقة.
وأضاف للصحافيين قبل مغادرته سويسرا، أمس الأربعاء، "في ما يتعلق بكل الاعتراضات التي أبدتها بلدان على الأنشطة الإيرانية في المنطقة (...) تقضي الخطوة الأولى بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. ومن دون اتفاق ستتمكن إيران من المضي قدما في برنامجها النووي ونحن متأكدون من ذلك".
ورداً على قلق الخليج بشأن احتمال عدم اهتمام واشنطن بالعمل على اتفاق يتضمن تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة، أكد مسؤول في الخارجية الأميركية "نحن نعمل بشكل وثيق جدا مع شركائنا في الخليج حول سورية، ليس فقط لمواجهة تنظيم "داعش"، بل لنوضح أننا نعتقد بأنه لا يمكننا أن نرى السلام والأمن في سورية إلا في حال حصول تغيير في النظام في دمشق".
تفاؤل إيراني بجدية المفاوضات النووية: واشنطن تريد الوصول لاتفاق