كيت ميليت.. رحيل صاحبة الـ "طيران"

09 سبتمبر 2017
(كيت ميليت، تصوير: جوانا بولد)
+ الخط -
أثناء زيارة إلى باريس، كانت تودّ خلالها الاحتفال بعيد ميلادها الـ 82 والذي يصادف 14 من الشهر الجاري، رحلت الكاتبة الأميركية كيت ميليت (1934-2017)، واحدة من أبرز رائدات الموجة الثانية في الحركة النسوية، والتي وضعت اسمها ككاتبة مؤثرة في هذا الحقل، إثر نشر كتابها الأول "سياسات جنسية" عام 1970، وفيه استكشفت آليات عمل السلطة من حيث علاقتها بـ الجندر والجنسوية.

الكتاب كان أطروحتها التي نالت عنها درجة الدكتوراه من جامعة كولومبيا، وكان مزيجاً من التحليل الأدبي والسوسيولوجي والأنثروبولوجي، وفيه أيضاً حدّدت ميليت أهداف واستراتيجيات الحركة النسوية في تلك المرحلة. لن تمر سنوات قليلة قبل أن تضع ميليت كتابها الثاني "طيران" وهو سيرتها الذاتية التي تتحدّث فيها عن معاناة لم يعرف كثيرون أنها عاشتها بسبب المقربين منها، وموقفهم منها بعد أن كتبت "سياسات جنسية"، إلى جانب انتحار صديقتها ومشاكلها النفسية واضطراباتها الشخصية، كما كتبت أيضاً سيرتين الأولى بعنوان "سيتا" (1977) والثانية "مذكرات" (1995).

ومن الأعمال التي تعتبر مركزية في قائمة مؤلفاتها، "الذهاب إلى إيران"، وقد كتبته عام 1981، بعد زيارتها إيران للمشاركة في مؤتمر نسوي عقب الثورة الإسلامية، ويبدو أن مشاركتها اتسعت عن النطاق النظري في المؤتمر، حيث نزلت ميليت إلى المظاهرات النسوية التي ملأت ساحة الحرية في طهران آنذاك وقوبلت بعنف، وقُبض عليها وجرى ترحيلها من البلاد، التجربة التي جعلتها تؤمن بتأسيس حركات تضامنية نسائية عالمية.

وضعت ميليت أيضاً كتباً عن معاناتها الاجتماعية وتجربتها مع المرض النفسي، مثلما فعلت في "قبو: تأملات في التضحية البشرية" و"رحلة لوني بن"، حيث كانت تتلقّى العلاج طيلة حياتها بسبب إصابتها بالاكتئاب ثنائي القطب ودخولها في نوبات مرضية شخّصها الأطباء بأنها فصام في الشخصية، تقول ميليت "حين يقال لك إن عقلك ليس سوياً، ثمة نوع من اليأس يستولي عليك ويهيمن على كل شيء في حياتك".

لكنها حتى وهي في هذه الحالة، وضعت كتباً لقيت نجاحاً كبيراً، وربما يكون من أهمها "سياسات القسوة"، وأقامت عدة معارض لأعمالها الفنية وتجهيزاتها الفراغية الإشكالية. أسست ميليت في نيويورك "مستوطنة" صغيرة للفنانات النساء تقدم لهن إقامات للعمل على مشاريعهن الفنية، ولكي يستمر هذا المشروع كانت تنفق عليه من عدّة أعمال شخصية من بينها بيع أشجار عيد الميلاد، وظلت تعيله إلى أن تحوّل إلى جمعية عالمية غير ربحية.

المساهمون