كوميديا الإعلام المصري: إدانة التحالف ضد داعش ودعم الأسد!

23 سبتمبر 2014
خريطة توضح انتشار "داعش"
+ الخط -

لطالما تعامل الإعلام المصري على اختلاف أنواعه، مع الملفّ السوري، بحساسيّة تعكس مدى تراجع الدور المصري عربيّاً وإقليميّاً. كما أنّ الإعلام المصري، لطالما وظّف الملف السوري في خدمة الصراع السياسي الداخلي في مصر.
فمع توافد اللاجئين السوريين إلى مصر إبّان اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار من عام 2011، تعرّض هؤلاء إلى حملات إعلاميّة اتّهمتهم بالخيانة للوطن تارةً، والتدخل في الشأن المصري تارةً أخرى.
وتعامل الإعلام المصري بعنصريّة مع السوريين، إذ عملت بعض الوسائل الخاصة على تشويه صورة النساء السوريّات من خلال فبركة تقارير عن ممارستهن الدعارة، أو مشاركة السوريين في التظاهرات التي شهدتها الميادين المصريّة.
مواقف الإعلام المصري إزاء سورية وما يجري فيها، تحوّلت في الآونة الأخيرة إلى التركيز على الشأن السياسي، وملف التحالف الدولي المتشكل إزاء تنظيم "داعش"، وتوجيه ضربات عسكريّة له في كلّ من سورية والعراق (الذي حصل صباح اليوم)، والتي يلفّ الموقف المصري فيها الغموض إزاء المشاركة فيه وحجمها.
وشرعت أقلام مصريّة في مهاجمة التحالف الجديد وسياساته، وكان دافع هذه الأقلام في هذا الهجوم مناصرة النظام السوري، واعتبار الغاية من التحالف هو تدمير سورية، انطلاقاً من مواقف "عروبيّة" و"قوميّة".
وكتبت الإعلاميّة المصريّة، سناء السعيد، في مقال نشرته صحيفة "الوفد" أن التحالف الذي تشكله أميركا كما تدّعي لمحاربة "داعش" الإرهابي غامض في أساسه، والمهمة التي يضطلع بها هذا التحالف مسمومةٌ، وتتعارض مع القانون الدولي ومع قرار مجلس الأمن 2170.
وأشارت السعيد إلى أن أميركا تستغل التنظيم الإرهابي لاستهداف سورية، مؤكدة أنها لا تريد القضاء على هذا التنظيم لأنه بمنزلة كنز استراتيجي بالنسبة لها، وتعتبره الذريعة التي تستخدمها ضد أية دولة في المنطقة من أجل تحصيل مكاسب سياسية وتحقيق أهدافها.
وكتب جلال دويدار، في صحيفة "الأخبار" المصرية، أنه تم اختلاق تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي على هامش مؤامرة تدمير سورية، وهو ما يجعل أميركا المسؤولة عن ظهوره على الساحة في المنطقة. ورأى أن الجديد في التحرك الأميركي الحالي هو "التخطيط لأن يتحول التنظيم الإرهابي إلى خطر يهدد أمن واستقرار كل الدول العربية؛ ليسهل عليها تبرير الدعوة إلى تشكيل حلف دولي لمواجهة هذا العمل الإرهابي التتاري قاطع الرؤوس".
أما صحيفة "الأهرام" المصرية، فنشرت مقالاً لمرسي عطا الله، قال فيه "إن أميركا لم تستوعب دروس الماضي، ولا تزال تتجاهل وتنكر مسؤوليتها عن تفاقم أخطار التطرف والإرهاب في العالم؛ بسبب انحيازها الظالم ضد العرب والمسلمين في مختلف القضايا، وهو ما أدى إلى اتساع قاعدة التطرف وانخراط آلاف الأوروبيين ومئات الأميركيين في صفوف تنظيم داعش الإرهابي".
وأجمعت المقالات التي يغلب عليها النَفَس "القومي"، على إدانة التحالف الجديد وشبهة توقيته، معتبرةً أن الغاية منه تدمير سورية بعد أن ظلّت تقاوم وحدها تنظيم "داعش" لسنوات خلت، رافضةً عدم إشراك النظام السوري ولاعبين إقليميين كإيران وروسيا في التحالف الجديد، ما يعزز من الشبهات والمخاوف إزاءه، على حد تعبيرها.
المساهمون