"جيروزالم بوست": كوشنر وبن سلمان بحثا تدشين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل

07 نوفمبر 2017
"الرياض وتل أبيب تتبادلان المعلومات الاستخبارية"(فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت صحيفة "جيروزالم بوست" أن جارد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره، بحث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في زيارته السرية إلى السعودية، أخيراً، فرص تدشين علاقات دبلوماسية بين الرياض وتل أبيب.

وفي تقرير نشره موقع الصحيفة، مساء أمس الاثنين، أشار الكاتب بوب مايسون إلى أن "الحوار المفتوح بين السعودية وإسرائيل يعد أهم تحول طرأ في المنطقة"، معتبراً أن الزيارة التي قام بها بن سلمان لتل أبيب في سبتمبر/أيلول الماضي "تدل على أن الرغبة السعودية بتحسين العلاقات مع إسرائيل لم تكن في يوم من الأيام أقوى مما هي عليه الآن". وشدد على أنه كلما تعاظمت حدة "الصدع السني الشيعي"، وعلى وجه الخصوص بين إيران والسعودية، فإن ذلك، سيدفع كلاً من الرياض وتل أبيب لاتخاذ المزيد من الخطوات لتعزيز التعاون بينهما لمواجهة الهيمنة الإيرانية.


وبحسب مايسون فإن "تعاظم مظاهر الصدع "السني الشيعي" عزز من قدرة إسرائيل على إيجاد حلفاء في العالم العربي، لا سيما مع السعودية"، مشدداً على أن "بناء هذه التحالفات يعزز من قدرة إسرائيل على مواجهة الأعداء المشتركين". وأوضح أن كلاً من السعودية وإسرائيل تشعران بالقلق إزاء حصول إيران على 100 مليار دولار من مدخراتها في الولايات المتحدة، في أعقاب قرار إدارة الرئيس باراك أوباما برفع العقوبات عنها بعد التوصل للاتفاق النووي؛ على اعتبار أن تعزيز الاقتصاد الإيراني يعني تمكين طهران من تعزيز قوتها العسكرية، لا سيما على صعيد الصواريخ.

كما أشار إلى أن "كلاً من الرياض وتل أبيب تتبادلان المعلومات الاستخبارية حول الأعداء المشتركين في المنطقة"، لافتاً إلى أن "الجانبين يتبنيان تصوراً موحداً حول خطورة دور إيران الإقليمي". وذكّر بتقارير تحدثت عن استعداد السعوديين لتقديم خدمات تسهل على سلاح الجيش الإسرائيلي ضرب أهداف داخل إيران.

إلى ذلك، رأى مايسون أن "التحالف السعودي الإسرائيلي مهم لمواجهة مرامي السياسة الخارجية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيما توجهه لتعزيز العلاقات مع طهران".

واعتبر أن ما يفاقم خطورة التقارب التركي الإيراني، حقيقة أن مؤسسة " Global Firepower’s military strength " قد وضعت تركيا على رأس قائمة دول المنطقة من ناحية القوة العسكرية، منوهاً إلى أن التعاون الإيراني التركي في المجال العسكري وتنسيق السياسات الإقليمية يمثل تحدياً لكل من السعودية وإسرائيل. كما رأى أن الإدارة الأميركية معنية بإحداث تحول على مسار حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من أجل تحسين فرص تطوير العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، مشيراً إلى أن كلاً من واشنطن وتل أبيب، معنيتان بتوظيف تطوير العلاقة مع السعودية في إحداث تحول على موازين القوى في المنطقة لغير صالح إسرائيل.

وأضاف أن تطوير العلاقات مع الرياض يمكن أن ينعكس إيجابياً على الأوضاع الاقتصادية في إسرائيل، على اعتبار أن استيراد تل أبيب النفط ومشتقاته من السعودية سيخفض كلفة استيراد الطاقة، إلى جانب أن هناك إمكانية أن تستفيد إسرائيل من لعب دور في توفير المقتنيات والعتاد العسكري للسعودية، التي تعد أكبر مستهلك للسلاح في المنطقة.

واستدرك مايسون أن إسرائيل التي تبدي حساسية تجاه المشروع النووي الإيراني ستبدي نفس الحساسية في حال طورت قوى سنية مثل هذا المشروع.

من ناحيته، قال تسفي بارئيل معلق الشؤون العربية في صحيفة "هارتس" إن السياسة الخارجية السعودية التي يمليها ولي العهد محمد بن سلمان "تواجه الفشل تلو الفشل". في مقال نشرته الصحيفة اليوم الثلاثاء.

وأشار بارئيل إلى أن الحرب في اليمن "أبعد ما تكون عن الحسم في الوقت الذي تورط الجيش السعودي عميقاً في الوحل اليمني، ناهيك عن سلب الورقة السورية من يد السعودية بعد تهاوي رهانها على عوائد الدعم الذي قدمته لمنظمات سورية بعينها". ونوه إلى أنه قد تبين بشكل واضح أن الأزمة مع قطر وحصارها كان "خطأ إستراتيجياً" لأنها أفضت إلى تشرذم مجلس التعاون الخليجي دون أن تنجح في إجبار الدوحة على تغيير سياساتها. واعتبر أن تدخل بن سلمان للإسهام في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يفض إلى أية نتيجة حتى الآن. وأن رهان السعودية على "إجبار" رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على الاستقالة في مراكمة متاعب لإيران وحزب الله في غير مكانه.

وسخر بارئيل من مزاعم السلطات السعودية بأن الاعتقالات الأخيرة التي طاولت عدداً من الأمراء والوزراء تستهدف محاربة الفساد، مؤكداً أنها تأتي في إطار جهود بن سلمان لتمهيد الطريق أمام توليه مقاليد الحكم في الرياض. وتساءل ساخراً "هل فجأة تفجرت مسوغات أخلاقية دفعت لتطهير البلاد من الفساد أم أن هناك من هو في عجلة من أمره لنقل الحكم إليه في ظل وجود والده حياً".