كوريا الشمالية تقلّل من أهمية تهديد ترامب... وألمانيا ترفضه

21 سبتمبر 2017
يونغ-هو عن خطاب ترامب: "القافلة تسير والكلاب تنبح" (Getty)
+ الخط -


قلّلت كوريا الشمالية، من تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بتدميرها، ووصفته بأنّه "نباح كلب"، في وقت أكدت فيه واشنطن أنّها ستواصل الضغط على بيونغ يانغ لوقف برنامجها النووي، بينما صدر موقف من ألمانيا أكد رفض التهديدات الأميركية، ودعم الجهود الديبلوماسية.

وكان ترامب قد شنّ الثلاثاء، في خطاب ناري هو الأول له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، هجوماً حاداً على بيونغ يانغ، متوّعداً كوريا الشمالية بـ"تدميرها بالكامل"، إذا ما هدّدت الولايات المتحدة. وقال أيضاً إنّ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، انطلق في "مهمة انتحارية له ولنظامه".

كوريا الشمالية: تهديد ترامب "نباح كلب"

وما إن وصل وزير خارجية كوريا الشمالية ري يونغ-هو، الأربعاء، إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حتى انهالت الأسئلة عليه من الصحافيين حول خطاب ترامب.

وردّ ري يونغ-هو، فيما كان يدخل فندقه في نيويورك، قائلاً: "هناك مثل يقول إنّ القافلة تسير والكلاب تنبح". وأضاف "إذا كانوا يحاولون إحداث صدمة لنا بصوت نباح كلب فإنّهم بلا شك لديهم أحلام كلاب".

وتصاعدت حدة التوترات بين البلدين، عندما أجرى نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، اختباراً لقنبلة هيدروجينية أقوى بكثير مما قبلها، إضافة إلى إطلاق صواريخ بالستية فوق اليابان.

وسعت الصين، الحليف الكبير الوحيد لكوريا الشمالية وشريكها التجاري، إلى تهدئة التصعيد في مسعى لإحياء المحادثات المجمدة. لكنّها واجهت انتقادات لرفضها على ما يبدو، السماح بزعزعة استقرار نظام بيونغ يانغ.


واشنطن ستواصل الضغط

في المقابل، أعرب نائب الرئيس الأميركي مايك بينس، الأربعاء، عن عزم بلاده "الضغط" على كوريا الشمالية، لـ"إجبارها على التخلّي عن برنامجيها النووي والصاروخي البالستي".

وجاء ذلك خلال لقاء جمعه مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، على هامش الدورة الـ72 لجمعيتها العامة، بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض.

وذكر البيان أن "بينس التقى وزير خارجية الصين، وانغ يي؛ لبحث التهديد المتنامي للبرنامجين النووي والصاروخي لكوريا الشمالية، كما تم تناول استفزازات كوريا الشمالية المتكررة، وأفعالها المزعزعة للاستقرار".

وأشار البيان، إلى أنّ بينس "أفصح عن عزم الولايات المتحدة ممارسة الضغط على جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية حتى تغير مسارها الخطير".

وشدّد الجانبان، على ضرورة "التنفيذ الصارم لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، واتخاذ خطوات إضافية للرد على تصرف كوريا الشمالية المتحدي".

وتنشر الولايات المتحدة 28 ألفاً و500 جندي في كوريا الجنوبية، وذلك في أعقاب الحرب الكورية بين 1950-1953 والتي انتهت بوقف إطلاق النار وليس بمعاهدة سلام.

وإضافة إلى التهديد النووي، تنتصب المدفعية الكورية الشمالية على الحدود المتوترة مما يضع سيول المجاورة والملايين من سكانها في مرمى الأسلحة التقليدية والكيميائية.

وتهدّد صواريخ بيونغ يانغ أيضاً اليابان ومدنها الكبرى، وأي هجوم أميركي ينذر برد هائل يمكن أن يؤدي إلى إزهاق أرواح لا حصر لها.


ألمانيا على "خلاف واضح" مع ترامب

في الأثناء، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الأربعاء، أنّها على "خلاف واضح" مع الرئيس الأميركي بشأن كوريا الشمالية، بعد أن هدّد بـ"تدمير" هذا البلد "بشكل كامل".

وقالت ميركل، في مقابلة مع إذاعة "دوتشي فيلي" الألمانية، "أنا ضدّ تهديدات من هذا النوع. نعتبر أنّ أيّ حل عسكري، غير مناسب على الإطلاق، ونحن مع الجهود الدبلوماسية".

وأكدت ميركل رفضها لأي خيار آخر غير الخيار الدبلوماسي، مضيفة "هناك خلاف واضح مع الرئيس الأميركي بشأن هذه النقطة".

واعتبرت أنّ الملف الكوري الشمالي "يعنينا نحن أيضاً. لذلك أنا مستعدة -ووزير الخارجية مستعد- لتحمّل مسؤولياتنا".

ودعت ميركل، إلى حل الخلاف حول الملف النووي الكوري الشمالي، على غرار الحل الذي تمّ التوصّل إليه بشأن الملف النووي الإيراني.

(فرانس برس)

المساهمون