أعلن مسؤولون في كوريا الشمالية أنهم سيقومون بعزل أجانب لمدة 21 يوما، بسبب مخاوف من انتشار فيروس إيبولا.
وجاء في إعلانٍ تم توزيعه على كافة البعثات الدبلوماسية الأجنبية في بيونج يانج، أنه بغض النظر عن الدولة أو منطقة المنشأ، فسيتم عزل كافة الأجانب ووضعهم تحت الملاحظة الطبية لمدة 21 يوما.
وأوضح البيان أن الأجانب من المناطق المصابة سيتم عزلهم في مجموعة محددة من المواقع، بينما سيرسل آخرون من مناطق غير متضررة بالفيروس إلى مواقع أخرى، منها فنادق. وأضاف أنه سيسمح لأفراد البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية في كوريا الشمالية بالبقاء في مقرات سكنهم.
ولم ترد تقارير عن اكتشاف أي حالات إصابة بفيروس الإيبولا في كوريا الشمالية.
كان أكثر من 13700 شخص قد أصيبوا في تفشي فيروس الإيبولا الأخير، ومات منهم حوالى خمسة آلاف شخص. وتتركز معظم الحالات تقريبا في ليبيريا وسيراليون وغينيا، بالرغم من ظهور عشرين حالة في نيجيريا، وأربعة في الولايات المتحدة، وواحدة في كل من مالي والسنغال وإسبانيا. ولم ترد تقارير عن إصابة أي حالات في آسيا.
ويعتبر رد فعل كوريا الشمالية المحموم على الإيبولا، ويشمل حظرا واسعا لكنه لا ينفذ بصرامة على السياحة الأجنبية، مفاجئا أيضا، بسبب الحالات القليلة للغاية التي تسمح فيها البلاد المعروفة بانعزالها بدخول الأجانب إليها من الأساس.
وبعيدا عن البعثات الدبلوماسية والحكومية، فليس لدى كوريا الشمالية تقريبا أي اتصال بأي من الدول التي تفشى فيها فيروس الإيبولا في غرب أفريقيا، بالرغم من أنها حاولت إنشاء علاقات جيدة مع بعض الدول الأفريقية.
ويجوب كيم يونج نام، رئيس برلمان كوريا الشمالية، حاليا بعض المناطق في أفريقيا.
وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية أن المسافرين والشحنات سيخضعون إلى مراقبة أكثر صرامة في المطارات والموانئ البحرية ومعابر القطارات الحدودية. وبثت التحذيرات أيضا على شاشات التليفزيون لزيادة الوعي العام بالمرض وبأعراضه.
ولا يعتبر رد فعل كوريا الشمالية غير مسبوق، فقد أغلقت حدودها لعدة أشهر في 2003 خلال تفشي مرض سارس.
لكن ذلك كان تهديدا أكثر وضوحا بكثير، فقد تفشى في الصين، وبيجين هي مقر معظم الرحلات الجوية إلى بيونج يانج. ولكن في حالة الإيبولا، يمكن أن تؤدي جهود كوريا الشمالية للدفاع عن نفسها من الفيروس، الذي لا يبدو أنه يشكل إلا خطورة ضئيلة، إلى عزلها عن الأجانب الذين بدوا مستعدين للاستثمار هناك.
واعتبرت منظمة أطباء بلا حدود التي تبذل جهودا حثيثة لمكافحة إيبولا في غرب أفريقيا الخميس، أن تراجع الإصابات الجديدة في ليبيريا الأكثر معاناة من الوباء، قد يكون خادعا، أو عابرا.
وذكر وكيل وزارة الصحة تولبرت نينسوا أن الفيروس ينتشر على شكل "موجات" وأن تدني الإصابات لا يمكن أن يكون دائما إلا إذا شهدنا حالة مماثلة في سيراليون وغينيا المجاورتين. وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في ليبيريا فاضل تزيرا: "من المبكر جدا استخلاص نتائج بشأن تراجع حالات إيبولا في مونروفيا. ليست لدينا رؤية شاملة حول انتشار المرض والتقديرات قد لا تكون موثوقة"، مشيرا إلى احتمال أن يكون الأمر ناجما عن الامتناع عن تسليم جثث المتوفين بإيبولا لحرقها، أو ضعف عمل سيارات الإسعاف أو جهاز الرعاية. وأضاف أن موجة الوباء الحالية "غير متوقعة. شهدنا أحيانا تراجعا في منطقة، لتعود الإصابات للارتفاع بشكل كبير لاحقا"، داعيا إلى "المزيد من المساعدات على الأرض، وتكثيف البحث عمن يحتكون بالمرضى، وتشديد العمل على التخلص بأمان من الجثث".
ورحب وكيل وزارة الصحة بتراجع عدد الإصابات في مونروفيا، لكنه قال إن ذلك قد يكون محصورا في هذه المنطقة. وأضاف أن "ليبيريا شهدت في أبريل/نيسان تراجعا في عدد الإصابات، ولم تسجل أي إصابة جديدة لستين يوما، لكن غينيا وسيراليون كانتا تسجلان إصابات جديدة. ثم شهدنا عودة جديدة للمرض وموجة جديدة للوباء".
وقال بروس ايلوراد مسؤول منظمة الصحة العالمية في جنيف الأربعاء إنه صدم من إساءة تفسير النبأ المتعلق بتراجع الإصابات الجديدة في ليبيريا، ومن القول إن المرض تحت السيطرة. وسجلت ليبيريا وحدها نصف الإصابات بإيبولا، أي 6535 إصابة، أدت 2413 منها إلى الوفاة، وفق منظمة الصحة العالمية.