كورونا: 5 ضحايا جدد في السعودية

14 مايو 2014
كورونا يواصل تقدمه في قنص الأرواح (Getty)
+ الخط -

فيما بقيت المشاورات في أروقة المؤسسات الصحية المحلية والعالمية محصورة في رصد ومتابعة خطوات الفيروس القاتل، ولم يسجل أي تقدم في تحديد دقيق لأسبابه أو طريق انتشاره أو علاج يوقف نهمه الذي لم يتوقف، يظل فيروس كورونا يلتهم كل يوم مزيدا من الضحايا.
فقد أعلنت السلطات السعودية الأربعاء عن خمس وفيات جديدة بفيروس كورونا، ما يرفع حصيلة الوفيات في المملكة إلى 157 منذ اكتشاف المرض عام 2012.

وأفاد الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة السعودية أن عدد الإصابات بالفيروس ارتفع إلى 511 مصابا، توفي منهم 157 شخصا، وبين الوفيات ثلاث نساء في الرياض في الستينات من العمر كنّ يعانين من مشاكل صحية، بالإضافة إلى رجلين في محافظة جدة في الخمسينات.

وأضاف المصدر نفسه أن ثلاثة أشخاص أصيبوا بالفيروس تماثلوا إلى الشفاء.

وفي سياق متصل، أعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان لها الأربعاء عقب اجتماع طارئ عقدته الثلاثاء حول كورونا، أنه لا ضرورة لإعلان حالة "طوارئ صحية عامة شاملة"، في ظل غياب أدلة حول انتقال الفيروس بين البشر.

وأكدت المنظمة الاربعاء أن لجنة الطوارئ التي عقدت اجتماعها الرابع حول هذا المرض، اعتبرت "أن خطورة الوضع ارتفعت قياسا على تأثيرها على الصحة العامة"، ولفتت اللجنة إلى الارتفاع الكبير لعدد الحالات وضعف التدابير الوقائية للسيطرة على انتقال العدوى، ودعت بشكل خاص إلى تطبيق السياسة الوقائية في جميع البلدان، وتكثيف عمليات التوعية الموجهة إلى المهنيين في القطاع الصحي وأيضا إلى عامة الشعب، وأن تخضع كل حالة لتحقيق لفهم كيفية انتقال العدوى.

وقد تمت الدعوة الى انعقاد هذا الاجتماع على إثر الارتفاع الكبير لعدد الإصابات في بلدان مختلفة، وعقد الاجتماع السابق في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

والسعودية هي البلد الأكثر إصابة بالمرض، وتم إحصاء حالات إصابة في بلدان عدة بينها الأردن ومصر ولبنان والولايات المتحدة، لكن غالبية المصابين سافروا أو عملوا في السعودية مؤخرا.

يضاف إلى ذلك تسجيل أول حالة خطرة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في هولندا لدى رجل سافر إلى السعودية، حسبما أعلنت السلطات الصحية في وقت لاحق اليوم الأربعاء.

وأكد المعهد الوطني الهولندي للصحة العامة والبيئة في بيان أن الرجل "أصيب أثناء زيارة إلى المملكة العربية السعودية وتمت معالجته" في مستشفى لاهاي، موضحا أن تشخيص المرض تم الثلاثاء، وأبقي الرجل في حجر تام لكن وضعه مستقر، فيما تجري السلطات اتصالات بكل الأشخاص الذين خالطوا المريض.

ويعرف فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أيضاً بـ"فيروس كورونا الجديد" أو "كورونا نوفل"، وقد اكتشفه في 2012 الطبيب المصري، علي محمد زكي، المتخصص في علم الفيروسات في المملكة العربية السعودية، ويعتبر من فصيلة تُعرف بالفيروسات التاجية "corona" التي ظهر أول فيروس منها عام 1960، وأطلقت عليه في البداية أسماء عديدة، مثل شبيه سارس أو سارس السعودي، حتى اتّفق أخيراً على تسميته: "فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي"، ويرمز إليه اختصار"MERS-CoV" .

ويعتقد خبراء أن تفشي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية يشبه بشكل يدعو للقلق تفشي متلازمة الجهاز التنفسي الحادة المعروفة باسم "سارس" والتي أصابت نحو 8000 شخص عام 2003 وتسببت في وفاة نحو 800، وبوجود أوجه تشابه بين الجينات الوراثية لمسببات متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ومتلازمة الجهاز التنفسي الحاد.

ولا يزال العلماء غير واثقين من كيفية إصابة الناس بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، إلا أنهم يشكّون في وجود علاقة بين المرض والإبل، حيث أفادت دراسة، نشرت نهاية شباط/ فبراير في الولايات المتحدة، وأخرى قبل أيام في فيينا، بأن الجِمال تعتبر ناقلة لفيروس كورونا. وأصدرت السلطات السعودية إرشادات، الأحد الماضي، للمتعاملين مع الإبل ومنتجاتها باتخاذ إجراءات احترازية إضافية.

المساهمون