يواصل فيروس كورونا انتشاره في لبنان، وخصوصاً بعد فتح البلاد بشكل شبهِ كاملٍ واستئناف الرحلات الجوية عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث عادت الاحتفالات إلى المجمّعات السياحية والمطاعم والملاهي الليلية وصالات الأعراس من دون الالتزام بالتدابير والإجراءات الوقائية، ولا سيما المتعلقة بالتباعد الاجتماعي والقدرة الاستيعابية التي تمنع حصول اكتظاظ واحتكاكٍ مباشر بين الناس.
وفي ظلّ تراجع واضح في الرقابة على مدى التزام المؤسسات السياحية بالتدابير الواجب اتخاذها تبعاً للمعايير الدولية وتلك التي وضعتها وزارة الصحة، وحالات الاكتظاظ التي تسجَّل في أكثر من منتجعٍ وملهى ليليّ، ومجمعات تقيم الحفلات على الشواطئ وأحواض السباحة، يتجه مجلس الوزراء اللبناني إلى اتخاذ إجراءات صارمة من أجل ضبط الانفلات الحاصل والحدّ من انتشار الفيروس.
في السياق، تردّدت معلومات في وسائل الإعلام عن إصابة عدد من التلاميذ في مدرستي "الليسيه الفرنسية اللبنانية" و"الإنترناشونال كوليج" خلال رحلة إلى منطقة فقرا (محافظة جبل لبنان) نتيجة الاختلاط مع أحد المصابين بفيروس كورونا. وقال مستشار وزير الصحة رضا الموسوي لـ"العربي الجديد" إن وزارة الصحة لا تدخل في لعبة الأسماء، سواء المؤسسة أو الطلاب، باعتبار أن الهدف الأساسي بالنسبة إليها هو معرفة المصاب وتعقّب مسار الإصابة والاختلاط، وهناك فحوصات عدّة أجريت في الأيام القليلة الماضية مع تزايد عدد الإصابات في لبنان.
وفي وقتٍ فضّلت إدارة "الإنترناشونال كوليج" عدم التعليق على الخبر، أشار مصدر في مدرسة "الليسيه" لـ"العربي الجديد" إلى أنّ المدرسة مقفلة منذ فترة، وبالتالي لا رحلات مدرسية تنظمها الإدارة، وإذا حصلت فهي تكون خاصة وجرى الإعداد لها من قبل التلاميذ أنفسهم.
بدوره، قال مختار كفرذبيان وسيم مهنا، لـ"العربي الجديد"، إنه بعد مراجعة الجهات الصحية المعنية والإدارية، تبين حتى الساعة أن لا إصابة بفيروس كورونا في المنطقة وضمنها فقرا، ولا اشتباه بحالة مصابة بالفيروس، ونحن نتابع الموضوع، خصوصاً أن هناك شائعات كثيرة تطاول المنطقة، وفي حال تبين أو ثبت وجود إصابة ستتحرك خلية الأزمة فوراً لاتخاذ الإجراءات المطلوبة، كما نشدد على ضرورة تحمل المسؤولية الشخصية لناحية ارتداء الكمامة واحترام التباعد الاجتماعي وتعقيم الأيدي وغير ذلك.
وأشار إلى أنه قام بجولة على المؤسسات والمجمعات السياحية لمتابعة التقيد بالإجراءات، خصوصاً أن هناك مخالفات تسجل في إطار التباعد الاجتماعي والقدرة الاستيعابية، وشددنا على أننا سنتجه لإقفال أي مجمع لا يلتزم بالتدابير الوقائية لأن هدفنا الأول والأخير سلامة أبناء البلدة.
أما نادي فقرا، الذي أفيد بأن الإصابة سجلت خلال حفلة أقيمت فيه، فقد نفى في بيان الموضوع.
وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، اليوم الثلاثاء، في تغريدة على حسابها عبر "تويتر"، أنّ لبنان سجل خلال الأيام السبعة الأخيرة 486 إصابة، طالبة من المواطنين عدم الاستهتار والالتزام بالإجراءات الوقائية.
الخطر ما راح وبعدو عم بزيد، بلغ عدد الإصابات بـفيروس #كورونا بلبنان خلال ال7 ايام الأخيرة 486 إصابة.
— قوى الامن الداخلي (@LebISF) July 21, 2020
خلّينا ما نستهتر و نلتزم بالإجراءات الوقائية #خليك_بعيد بشغلك، بالسوبرماركت ووين ما كنت ومحافظ على التباعد الإجتماعي وملتزم وضع الكمامة لأن كلنا معرّضين للإصابة#خلينا_عنفس_الموجة pic.twitter.com/5zPf1coxTW
وطلب رئيس الجمهورية ميشال عون من مجلس الوزراء، في جلسة عقدها اليوم الثلاثاء في قصر بعبدا، اعتبار الدكتور لؤي إسماعيل، الذي توفي يوم أمس الاثنين نتيجة إصابته بفيروس كورونا، شهيداً من شهداء لبنان، لأنه سقط وهو يقوم بواجبه الإنساني.
وقرّر مجلس الوزراء اللبناني في جلسته اعتبار طواقم الأطباء والممرضين والمسعفين والمتطوعين وجميع العاملين في القطاع الصحي والمراكز الصحية، الذين يصابون من جراء عملهم بفيروس كورونا ويتوفون من جراء ذلك، شهداء الواجب.
وقال رئيس الحكومة حسان دياب إننا "نمرّ اليوم بالموجة الثانية من كورونا، ووأضح أن الإصابات تزيد أكثر من المرحلة الأولى، ولم نصل بعد إلى ذروة هذه الموجة". مضيفاً، "الخوف من أن عدم التزام اللبنانيين سيرفع عدد الإصابات بشكل كبير، وسيؤدي إلى أن نخسر أحباءنا، كما خسرنا بالأمس الدكتور لؤي إسماعيل الذي نعتبره شهيد الواجب".
في حين دعا وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي المواطنين إلى التشدد في تطبيق الإجراءات الوقائية للحد من تفشي كورونا، وذلك في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي اليوم الثلاثاء.
ودعا القطاعات كلها، من بينها المؤسسات التجارية والمحال والمقاهي والمطاعم والفنادق، إلى التقيد التام بتدابير السلامة العامة، وإلزام موظفيها وزبائنها بوضع الكمامات والمحافظة على المسافات الآمنة والتباعد الاجتماعي، وتخفيف الاكتظاظ وعدم تقديم النرجيلة في الأماكن المغلقة، تحت طائلة تحمل تلك المؤسسات المسؤولية الكاملة.
وتمنى وزير الداخلية على الجميع الانتباه في هذه المرحلة الحساسة، لأن الوضع دقيق على حد قول فهمي، وعلى الجميع التقيد بالإرشادات الوقائية حفاظاً على سلامتهم ورغبة من الوزارة بعدم العودة إلى تطبيق تدابير التعبئة العامة.
من جهة ثانية، أصدرت وزارة الصحة تعميماً اليوم، طالبت فيه جميع المسافرين القادمين إلى لبنان، ابتداء من 1/7/2020، ضرورة التسجيل على المنصة الإلكترونية الخاصة بوزارة الصحة والتأكد من صحّة المعلومات قبل إرسالها، لإمكانية متابعة وضعهم الصحّي.