عاد الكتاب ليكون جزءاً أساسياً من حياة الناس اليومية في زمن الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي. البقاء في البيت كان فرصة لكثيرين ليتفقد الناس كتباً ورثوها أو اشتروها، ولم يكن لديهم الوقت لقراءتها. هذه العودة إلى المطالعة ساهمت في زيادة الطلب على كتب محددة، ما دفع العديد من المكتبات في لبنان إلى إعلان خدمات التوصيل بأسعار رمزية، مع تطمينات حول التزامها بالإجراءات الوقائية ووسائل التعقيم الآمنة.
وفي اتصال مع "العربي الجديد"، يقول نائب مدير عام مكتبة أنطوان إميل تيّان، إنّ المكتبة توفر خدمة التوصيل والشراء "أونلاين" منذ 10 سنوات. وعلى الرغم من تراجع حركة المبيع منذ إعلان حالة التعبئة العامّة في لبنان بسبب السماح لنا بفتح أربعة فروع فقط من أصل 15 فرعاً ولفترة لا تتعدّى ثلاث ساعات يوميا، شهدنا تغيّراً في أنواع الكتب المطلوبة. وقد ارتفع الطلب على دفاتر وكتب التلوين للكبار والصغار، وألعاب أحجية التركيب (Puzzles)، إضافة إلى كتاب "La peste d'Albert Camus"، الذي يتمحور حول الحجر المنزلي، وكتاب آخر عن رجل الأعمال اللبناني كارلوس غصن، وغيرها من الروايات التي نوصلها إلى المنازل مع اتباع إجراءات الوقاية اللازمة. ويلتزم الموظفون بالبقاء على مسافة بعيدة من مدخل المنزل ووضع الكتب أمام الباب وعدم الاحتكاك مع القرّاء. كما يتمّ الدفع إمّا بالبطاقة الإلكترونية أو نقداً مع الحرص على التعقيم الدائم.
وختم تيّان بالقول: "لقد باتت مجتمعاتنا اليوم مجتمعات تقرأ، وهذا هو المهمّ، إذ إنّ دول العالم السبّاقة والرياديّة هي تلك التي تتميّز بشعوبٍ تقرأ".
من جهته، يتحدث مؤسّس المكتبة الإلكترونية Book Outlet وموقع Kotobon.com حسن باجوق، عن "ارتفاع الطلب على شراء الكتب والروايات والأفلام والتهافت الكبير عليها منذ بدء انتشار فيروس كورونا وملازمة الأفراد منازلهم وشعورهم بالملل. كمكتبة إلكترونية، شهدنا إقبالاً كبيراً وغير متوقّع، كما يمكن القول إنّه إقبال نوعي متميّز لناحية الكتب، وقد اقترب مخزوننا من النفاد، إن لناحية الكتب الواردة من خارج لبنان أو تلك المطبوعة في البلاد، حتّى أنّ دُور النشر استغربت حجم الطلب والمبيع".
اقــرأ أيضاً
ويقول لـ"العربي الجديد": "ساهمت جائحة كورونا في إحياء هذا القطاع، بعدما كنّا على شفير النهاية في ظل الأزمة الاقتصادية وانتفاضة 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019"، مشيراً إلى أنّ "الكتب الأدبية كانت من الأكثر مبيعاً، فالذوق اللبناني العام يبدو ميّالاً إلى الأدب، وبعيداً عن كتب السياسة والفلسفة، باستثناء بعض الأطباء والأساتذة الجامعيّين وطلاب الماجستير والدكتوراه الذين يتّجهون نحو كتب الفلسفة. كما أنّ معدّل الطلبات لدينا أظهر أنّ النساء كن أكثر توجّهاً للقراءة من الرجال".
ويذكّر باجوق بأنّ مكتبتهم التي تقوم على مبدأ المبيع الإلكتروني منذ تأسيسها عام 2016 تحت شعار "كتابك لحد (بجانب) بابك"، تهتم حالياً باعتماد "وسائل التعقيم اللازمة، سواء لناحية استلام الكتب مغلّفة بالنايلون أو لناحية تعقيمها وتوصية القرّاء بتعقيمها مجدّداً"، لافتاً إلى أنّهم يعملون أيضاً عبر موقع Kotobon.com على تسهيل عمل الباحثين، إذ تقوم هذه المنصّة الإلكترونية بفهرسة وأرشفة نحو مائة ألف كتاب باللغة العربية، بحسب المواضيع، وبالتالي إتاحتها وتوصيلها لمنازل القرّاء.
وفي السياق نفسه، يؤكّد المشرف على قسم الكتب في الفرع الأساسي لمكتبة "مالك"، عبد أبو عسّاف، أنّ "توصيل الكتب إلى المنازل زاد مع انتشار فيروس كورونا الجديد، علماً أنّنا نقوم بهذه الخدمة منذ سنوات. الفارق اليوم هو اتّخاذ الإجراءات الوقائيّة الكاملة وارتداء القفّازات والكمّامات مع الحرص على التعقيم المتواصل".
ويتحدث لـ"العربي الجديد"، عن ارتفاع الطلب على خدمة توصيل الكتب، يقول: "تتركّز طلبات القرّاء والزبائن على كتب ودفاتر التلوين للصغار وكتب النشاطات التي تساعد في عمليّة تعليم الأطفال، لا سيّما في ظلّ التعلّم عن بُعد. وكان لافتاً تزايد الطلب على كتب التلوين للكبار (Mandala)، التي تساهم في التخفيف من التوتّر والقلق وتمضية الوقت خلال فترة الحجر المنزلي".
يضيف: "كان هناك طلب على الروايات باللغات الثلاث، العربية والإنكليزيّة والفرنسيّة، إضافة إلى الكتب الباعثة على الأمل والإيجابيّة التي تحفّز على تطوير الذات وفهم شخصيّتنا والشوائب التي تعتريها، على غرار كتب المساعدة الذاتيّة (Self- help Books). ويعد هذا جديداً، لكن نتمنّى أن يكون دائماً وغير مرتبط بالوباء العالمي، إذ إن القراءة غذاء للروح والعقل، ويجب أن تكون نمطاً مستداماً".
وختم تيّان بالقول: "لقد باتت مجتمعاتنا اليوم مجتمعات تقرأ، وهذا هو المهمّ، إذ إنّ دول العالم السبّاقة والرياديّة هي تلك التي تتميّز بشعوبٍ تقرأ".
من جهته، يتحدث مؤسّس المكتبة الإلكترونية Book Outlet وموقع Kotobon.com حسن باجوق، عن "ارتفاع الطلب على شراء الكتب والروايات والأفلام والتهافت الكبير عليها منذ بدء انتشار فيروس كورونا وملازمة الأفراد منازلهم وشعورهم بالملل. كمكتبة إلكترونية، شهدنا إقبالاً كبيراً وغير متوقّع، كما يمكن القول إنّه إقبال نوعي متميّز لناحية الكتب، وقد اقترب مخزوننا من النفاد، إن لناحية الكتب الواردة من خارج لبنان أو تلك المطبوعة في البلاد، حتّى أنّ دُور النشر استغربت حجم الطلب والمبيع".
ويقول لـ"العربي الجديد": "ساهمت جائحة كورونا في إحياء هذا القطاع، بعدما كنّا على شفير النهاية في ظل الأزمة الاقتصادية وانتفاضة 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019"، مشيراً إلى أنّ "الكتب الأدبية كانت من الأكثر مبيعاً، فالذوق اللبناني العام يبدو ميّالاً إلى الأدب، وبعيداً عن كتب السياسة والفلسفة، باستثناء بعض الأطباء والأساتذة الجامعيّين وطلاب الماجستير والدكتوراه الذين يتّجهون نحو كتب الفلسفة. كما أنّ معدّل الطلبات لدينا أظهر أنّ النساء كن أكثر توجّهاً للقراءة من الرجال".
ويذكّر باجوق بأنّ مكتبتهم التي تقوم على مبدأ المبيع الإلكتروني منذ تأسيسها عام 2016 تحت شعار "كتابك لحد (بجانب) بابك"، تهتم حالياً باعتماد "وسائل التعقيم اللازمة، سواء لناحية استلام الكتب مغلّفة بالنايلون أو لناحية تعقيمها وتوصية القرّاء بتعقيمها مجدّداً"، لافتاً إلى أنّهم يعملون أيضاً عبر موقع Kotobon.com على تسهيل عمل الباحثين، إذ تقوم هذه المنصّة الإلكترونية بفهرسة وأرشفة نحو مائة ألف كتاب باللغة العربية، بحسب المواضيع، وبالتالي إتاحتها وتوصيلها لمنازل القرّاء.
وفي السياق نفسه، يؤكّد المشرف على قسم الكتب في الفرع الأساسي لمكتبة "مالك"، عبد أبو عسّاف، أنّ "توصيل الكتب إلى المنازل زاد مع انتشار فيروس كورونا الجديد، علماً أنّنا نقوم بهذه الخدمة منذ سنوات. الفارق اليوم هو اتّخاذ الإجراءات الوقائيّة الكاملة وارتداء القفّازات والكمّامات مع الحرص على التعقيم المتواصل".
ويتحدث لـ"العربي الجديد"، عن ارتفاع الطلب على خدمة توصيل الكتب، يقول: "تتركّز طلبات القرّاء والزبائن على كتب ودفاتر التلوين للصغار وكتب النشاطات التي تساعد في عمليّة تعليم الأطفال، لا سيّما في ظلّ التعلّم عن بُعد. وكان لافتاً تزايد الطلب على كتب التلوين للكبار (Mandala)، التي تساهم في التخفيف من التوتّر والقلق وتمضية الوقت خلال فترة الحجر المنزلي".
يضيف: "كان هناك طلب على الروايات باللغات الثلاث، العربية والإنكليزيّة والفرنسيّة، إضافة إلى الكتب الباعثة على الأمل والإيجابيّة التي تحفّز على تطوير الذات وفهم شخصيّتنا والشوائب التي تعتريها، على غرار كتب المساعدة الذاتيّة (Self- help Books). ويعد هذا جديداً، لكن نتمنّى أن يكون دائماً وغير مرتبط بالوباء العالمي، إذ إن القراءة غذاء للروح والعقل، ويجب أن تكون نمطاً مستداماً".