مع تفشي وباء كوفيد-19، أضحى الصحافيون يعيشون مخاوف دائمة من الإصابة مع تصاعد الأرقام التي تنشرها المصادر الحكومية اليمنية للمصابين وحالات الوفاة. فلم تعد كتابة أخبار انتشار وباء كورونا من وراء الشاشات مصدر قلق للصحافيين اليمنيين فحسب، بل باتت الإصابة المباشرة به هاجساً يومياً وواقعاً صعباً تضاهيه صعوبة التغطية الصحافية في زمن الحرب؛ والانتهاكات الواسعة التي تطاول حرية الصحافة. في الثامن من إبريل/ نيسان الماضي، أُعلنَت وفاة الصحافي والمؤرخ اليمني علي الواسعي (90) عاماً بعد أيام من إصابته بالفيروس في مدينة إسطنبول التركية. ولم تكن إصابة الواسعي هي الوحيدة، بل سُجلت إصابات عديدة في أوساط اليمنيين في تركيا وعدد من البلدان، لكنها وفق الإحصاءات المؤكدة والرسمية، من بين أولى حالات الوفاة ليمنيين خارج البلاد.
وتشير إحصاءات اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا (حكومية) إلى ارتفاع عدد الإصابات إلى 51 في محافظات عدن وتعز وصنعاء وحضرموت ولحج. ويحيط قلق في أوساط الصحافيين والمنظمات المحلية المعنية بالدفاع عن حرية التعبير من إصابة الصحافيين المعتقلين لدى الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً من تعرضهم للعدوى بالوباء جراء استمرار احتجازهم في المعتقلات. وجددت نقابة الصحافيين اليمنيين، في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافيين، مطالبتها للأطراف اليمنية بالإفراج عن جميع الصحافيين المختطفين، محملةً إياهم مسؤولية ما قد يتعرض له الزملاء من أذى ومخاطر، خصوصاً مع تفشي وباء كوفيد. وأشارت النقابة إلى أنها تعي المخاطر والتحديات التي خلفتها أزمة كورونا على الصحافيين، داعية كل الزملاء إلى التقيد بإرشادات الاتحاد الدولي للصحافيين، في تغطية هذه الأزمة بمسؤولية، وكذا التزام الإرشادات الخاصة بالسلامة لحماية الزملاء وأسرهم.
تجربة صحافي للتغلب على المرض
في الثاني عشر من مارس/ آذار المنصرم، أصيب الصحافي اليمني المقيم في فرنسا أحمد الجبر بفيروس كورونا وبعد ثمانية عشر يوماً من المرض استطاع التغلب عليه. وروى الجبر في تدوينة على فيسبوك، تجربته في مواجهة الفيروس وكيف استطاع تجاوز أزمة المرض، رغم "تطرفه" - على حد وصفه - بشأن التزام الإجراءات الاحترازية والامتناع عن المصافحة. وقال: "وحدهم فقط أولئك الذين ابتلاهم الله بكورونا يعرفون معنى 18 يوماً في قبضة هذا الفيروس الخبيث. هي مواجهة تحسب بالدقائق والساعات، تعيش الموت وتذوقه لحظة بلحظة مع عدو يخبرك أنه جاء ينقذك بالموت فلا يمنحك وأنت.. أنت من تتوق إليه للخلاص مما أنت فيه من عذاب". وتابع قائلاً إن "كورونا يا سادة ليس نزهة أو وعكة عابرة. إنه مجرم سفاح يزرع صدرك بالغام تتفجر كلما سعلت - وهو سعال لا يكاد ينقطع - فيحيل صدرك إلى أشلاء من دماء تسيل إلى فمك".
اقــرأ أيضاً
وأشار إلى ما عاناه من المرض وأعراضه من الإرهاق والفتور الشديد وارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية والشعور بالقشعريرة، بالإضافة إلى أنه يُطبق على الرأس إلى درجة الشعور بأنه سينفجر من شدة الألم. ونصح الجبر اليمنيين بالتزام الإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة، وخاطبهم قائلاً: "لا تستكثروا أو تستثقلوا البقاء في المنزل. فلو عرفتم حقيقته وسرعة انتقاله لبحثتم عن كهوف تحت الأرض بدلاً من المنازل". وتبدو اهتمامات المؤسسات الصحافية اليمنية متفاوتة مع موظفيها بشأن إلزامهم بالتقيد بالإجراءات الاحترازية خلال عملهم من أجل الوقاية من الإصابة بالفيروس. وألزمت مؤسسات إعلامية، وخصوصاً تلك التي تتخذ من بلدان كمصر والسعودية وتركيا مقراً لها، الصحافيين والعاملين لديها بالبقاء في المكاتب خلال فترة حظر التجول، والمبيت فيها من أجل استمرار العمل، بالتوازي مع تقليص عدد موظفيها للقدوم إلى مقارّ العمل.
شهادة صحافي في البحث عن العلاج
يحكي الصحافي عماد ياسر ما واجهه خلال محاولته البحث عن مستشفى في العاصمة اليمنية المؤقتة (عدن) للحصول على رعاية صحية بعد شعوره بالوهن والألم وإصابته بالحمى. وقال ياسر في تدوينة على فيسبوك، إنه تفاجأ بإغلاق المستشفيات أبوابها، فضلاً عن رفض الأطباء مزاولة مهماتهم بحجة عدم توافر المعدات الطبية اللازمة لفحص المصابين بالفيروس والتعامل معهم. وأوضح أنه تواصل مع أصدقائه للبحث عن مستشفى مفتوح، وأبلغه أحدهم بوجود مركز طبي، و"بمجرد دخولي بوابة المستوصف صُعقت بصوت بكاء وصراخ شاب عشريني، أعتقد أن والدته توفيت قبل ثوانٍ من دخولي". وتابع: "يبدو، حسب ما كان يقول من كلامه، أن والدته منذ العصر وهي تنتظر قدوم الطبيب وحتى لحظة وفاتها. يا إلهي! أي لعنة أصيبت بها هذه المدينة كي يموت سكانها دون الحصول على العلاج؟". ودعت منظمات حقوقية دولية إلى وضع حياة وسلامة الصحافيين الذين يقومون بتغطية تطورات كورونا في المقدمة، وإمدادهم بالمستلزمات التي يمكن أن تقيهم من الإصابة والعدوى خلال مزاولتهم لأعمالهم.
وضع كارثي
تصف الصحافية اليمنية صفية مهدي، وضع العمل الصحافي منذ سنوات في البلاد بالكارثي على مختلف المستويات الأمنية والسياسية والمادية. وتضيف في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه مع تفشي وباء كورونا، أصبح الوضع أصعب، بسبب قيود التنقل والمخاوف من تفشي الفيروس وسط بيئة صحية منهارة أساساً تجعل الوضع أكثر تعقيداً. وتشدد مهدي على ضرورة التقيّد بالإجراءات الوقاية، منها تقليل الاحتكاك قدر الإمكان والاستفادة من وسائل التواصل في إنجاز المادة الصحافية دون الاضطرار إلى التنقل إلا عند الضرورة.
تجربة صحافي للتغلب على المرض
في الثاني عشر من مارس/ آذار المنصرم، أصيب الصحافي اليمني المقيم في فرنسا أحمد الجبر بفيروس كورونا وبعد ثمانية عشر يوماً من المرض استطاع التغلب عليه. وروى الجبر في تدوينة على فيسبوك، تجربته في مواجهة الفيروس وكيف استطاع تجاوز أزمة المرض، رغم "تطرفه" - على حد وصفه - بشأن التزام الإجراءات الاحترازية والامتناع عن المصافحة. وقال: "وحدهم فقط أولئك الذين ابتلاهم الله بكورونا يعرفون معنى 18 يوماً في قبضة هذا الفيروس الخبيث. هي مواجهة تحسب بالدقائق والساعات، تعيش الموت وتذوقه لحظة بلحظة مع عدو يخبرك أنه جاء ينقذك بالموت فلا يمنحك وأنت.. أنت من تتوق إليه للخلاص مما أنت فيه من عذاب". وتابع قائلاً إن "كورونا يا سادة ليس نزهة أو وعكة عابرة. إنه مجرم سفاح يزرع صدرك بالغام تتفجر كلما سعلت - وهو سعال لا يكاد ينقطع - فيحيل صدرك إلى أشلاء من دماء تسيل إلى فمك".
وأشار إلى ما عاناه من المرض وأعراضه من الإرهاق والفتور الشديد وارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية والشعور بالقشعريرة، بالإضافة إلى أنه يُطبق على الرأس إلى درجة الشعور بأنه سينفجر من شدة الألم. ونصح الجبر اليمنيين بالتزام الإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة، وخاطبهم قائلاً: "لا تستكثروا أو تستثقلوا البقاء في المنزل. فلو عرفتم حقيقته وسرعة انتقاله لبحثتم عن كهوف تحت الأرض بدلاً من المنازل". وتبدو اهتمامات المؤسسات الصحافية اليمنية متفاوتة مع موظفيها بشأن إلزامهم بالتقيد بالإجراءات الاحترازية خلال عملهم من أجل الوقاية من الإصابة بالفيروس. وألزمت مؤسسات إعلامية، وخصوصاً تلك التي تتخذ من بلدان كمصر والسعودية وتركيا مقراً لها، الصحافيين والعاملين لديها بالبقاء في المكاتب خلال فترة حظر التجول، والمبيت فيها من أجل استمرار العمل، بالتوازي مع تقليص عدد موظفيها للقدوم إلى مقارّ العمل.
Facebook Post |
شهادة صحافي في البحث عن العلاج
يحكي الصحافي عماد ياسر ما واجهه خلال محاولته البحث عن مستشفى في العاصمة اليمنية المؤقتة (عدن) للحصول على رعاية صحية بعد شعوره بالوهن والألم وإصابته بالحمى. وقال ياسر في تدوينة على فيسبوك، إنه تفاجأ بإغلاق المستشفيات أبوابها، فضلاً عن رفض الأطباء مزاولة مهماتهم بحجة عدم توافر المعدات الطبية اللازمة لفحص المصابين بالفيروس والتعامل معهم. وأوضح أنه تواصل مع أصدقائه للبحث عن مستشفى مفتوح، وأبلغه أحدهم بوجود مركز طبي، و"بمجرد دخولي بوابة المستوصف صُعقت بصوت بكاء وصراخ شاب عشريني، أعتقد أن والدته توفيت قبل ثوانٍ من دخولي". وتابع: "يبدو، حسب ما كان يقول من كلامه، أن والدته منذ العصر وهي تنتظر قدوم الطبيب وحتى لحظة وفاتها. يا إلهي! أي لعنة أصيبت بها هذه المدينة كي يموت سكانها دون الحصول على العلاج؟". ودعت منظمات حقوقية دولية إلى وضع حياة وسلامة الصحافيين الذين يقومون بتغطية تطورات كورونا في المقدمة، وإمدادهم بالمستلزمات التي يمكن أن تقيهم من الإصابة والعدوى خلال مزاولتهم لأعمالهم.
Facebook Post |
وضع كارثي
تصف الصحافية اليمنية صفية مهدي، وضع العمل الصحافي منذ سنوات في البلاد بالكارثي على مختلف المستويات الأمنية والسياسية والمادية. وتضيف في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه مع تفشي وباء كورونا، أصبح الوضع أصعب، بسبب قيود التنقل والمخاوف من تفشي الفيروس وسط بيئة صحية منهارة أساساً تجعل الوضع أكثر تعقيداً. وتشدد مهدي على ضرورة التقيّد بالإجراءات الوقاية، منها تقليل الاحتكاك قدر الإمكان والاستفادة من وسائل التواصل في إنجاز المادة الصحافية دون الاضطرار إلى التنقل إلا عند الضرورة.