كورونا... حاكم الرياضة الجديد

06 مايو 2020
فيروس كورونا فرض واقعه على كل شيء(Getty)
+ الخط -

ما يحدث في العالم كابوس حقيقي.. ملاعب ومدرجات فارغة، ونجوم كرة القدم والرياضة بشكل عام في كل أنحاء المعمورة، أضحوا يتعمقون في التفكير في مشاريع أخرى في منازلهم بدلا من نثر إبداعاتهم في الملاعب، وكلٌ يجتهد في ملء وقته في أماكن إقامته.

كنت تصفحت مواقع التواصل ومررت على لقطة فيديو يظهر فيها النجم الأرجنتيني ميسي يداعب ابنه الصغير بعبوة ماء، يجلس في فناء منزله رغم متعته في إرضاء طفله الصغير وتقديمه لإبداع أسري من نوع آخر شبيه بما يفعله من إبداعات داخل الملاعب العالمية مع برشلونة تحديدا، إلا أن الملل والترقب كان حاضرا في عينيه حاله حال جميع نجوم اللعبة.

ليست الرياضة ولا كرة القدم؛ بل الحياة بشكل عام أخذت منحنى آخر مغايرا تماما لما كان قبل غزو هذا الفيروس اللعين للعالم، فيروس ضرب كل شيء وكل النواحي صحيا واقتصاديا واجتماعيا ورياضيا ولا مفر منه.

لم نعد نشاهد الدوريات الأوروبية، ولم نعد نستلذ باللقطات كما كان سابقا، بل حتى لو عادت اللعبة إلى سابق عهدها بكل تأكيد ستعود "يتيمة" بلا جماهير، تماما مثل الأرض بلا زرع، كورونا سواء اقتحم كل شبر من تلك الأرض أو لم يقتحم فإنه أثر بشكل مباشر فيها.

ومع ذلك كله، فإن هذا الوباء سيكون له أوجه إيجابية على الرياضة، فعلى سبيل المثال سيخفف من وطأة النفقات والأموال المهدورة في الصفقات وسيل العملات التي نسمع عنها لاستقطاب النجوم، من قبل الأندية العالمية، على غرار ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس والسيتي وغيرهم كثير.

كل هؤلاء اللاعبين الذين وصلوا إلى أسعار فلكية، حوّلهم كورونا إلى صفقات عادية وبأسعار معقولة نزلت قيمتهم المالية كثيرا، وكأنه أعاد كرة القدم إلى وضعها الطبيعي كما كان في غابر الأزمان، نعم فرض قوانين جديدة وقواعد مخيفة، وهو ما لمسته مع اقتراب عودة النشاط الرياضي في العالم بعد فترة من التوقف.

ليس هذا فحسب، بل كان الوباء وسيكون فرصة مثالية لزيادة الوعي الصحي لكل رياضي ولكل شخص في أنحاء المعمورة، عبر اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر منذ لحظة الخروج من المنزل وحتى العودة إليه.

لفت انتباهي أيضا تأثير الوباء على القواعد الجديدة للملاعب وللجماهير، ففي تقرير بثته وكالة الأنباء الإسبانية حول القواعد الجديدة للملاعب، سيشاهد المشجعون إجراءات جديدة بمجرد وصولهم للملعب، أولها في المنعطفات، حيث سيكون هناك نظام كاميرات التصوير الحراري التي ستقيس درجة حرارة كل جسم بشري لمعرفة ما إذا كان يعاني من حمى أم لا. وسيتم توصيل الكاميرات مباشرة بحاسب آلي سيقوم بتحليل البيانات التي تصل إليه مباشرة، بحيث يتم إرسال إشارة للبوابة في حالة وجود زيادة في الحرارة لمنع دخول المشجع.

فيروس كورونا فرض قواعد جديدة على الحياة بكل نواحيها، والرياضة ستصبح بلا لذة ولا طعم وبقوانين جديدة تكسر كل الذي "كان" وتحوله لـ"يكون" أمرا حتميا لا مفر منه.

المساهمون