نفى نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتولموش، الإشاعات التي تحدّثت عن إمكانية إلغاء الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية، والمقرّر في 16 من أبريل/نيسان المقبل، معتبراً أنّ خلاف بلاده مع دول أوروبية، ساعد في فهم أفضل للتعديلات.
وقال، خلال لقاء مع وكالة "الأناضول"، اليوم الأربعاء، "لا يمكن لأيّ قوة أن تنجح في إلغاء الاستفتاء"، مشيراً إلى أنّ "الرأي العام يسير في اتجاه الموافقة على التعديلات، ومعسكر الموافقين يزداد قوة يوماً بعد يوم".
وعن الصلاحيات التي ستمنحها التعديلات الدستورية لمنصب الرئيس، قال كورتولموش، "نعم. إنّ الرئيس سيمتلك صلاحيات، ولكنّه أيضاً سيحمل الكثير من المسؤوليات، فهو لن يمتلك أي صلاحيات أعلى من البرلمان، فيما يخص تشريع القوانين".
واتهم نائب رئيس الوزراء، المعارضة، بالعمل على استخدام اللاجئين السوريين كوسيلة انتخابية، في إشارة إلى ادعاءات زعيم حزب "الشعب الجمهوري"، كمال كلجدار أوغلو، المعارض للتعديلات الدستورية، بأنّ حكومة حزب "العدالة والتنمية" ستعمد إلى منح اللاجئين السوريين الجنسية التركية، بعد الاستفتاء.
وقال كورتولموش، إنّ "الحديث أنّ ثلاثة ملايين لاجئ سوري، سيُمنحون الجنسية التركية، يتم استخدامه كوسيلة انتخابية. السوريون إخوتنا، ونحن نريد أن نكون متأكدين من أنّهم سيتمكّنون من العيش في بلادهم بأمان".
وفي هذا السياق، ندّد بقيام الحكومة النرويجية بمنح حق اللجوء لعدد من الضباط الأتراك من المتهمين بالمشاركة في محاولة الانقلاب.
وقال إنّ "ما حصل أمر لا يمكن قبوله على الإطلاق، وهو أمر خاطئ. إنّ هذا ليس إلا وقوفا بشكل واضح مع عصابة المتمردين. نود أن نؤكد أننا لا نوافق على ذلك، ولا بد من إعادة أعضاء عصابة المتمردين من حركة الخدمة إلى تركيا من الذين لجؤوا إلى أوروبا"، في إشارة إلى حركة "الخدمة" بزعامة فتح الله غولن، والذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب.
كما أكد، أنّ مسؤولين في الحكومة التركية لا يزالون يشاركون في فعاليات للرعايا الأتراك في أنحاء أوروبا، لكنّهم لا يروّجون للاستفتاء الشعبي.
ودخلت تركيا في خلاف مع ألمانيا وهولندا، بسبب منع مسؤولين أتراك من لقاء الجالية التركية، في إطار حملات ترويج لحشد التأييد للاستفتاء.
ورأى كورتولموش، أنّ "وقع خطوات النازية الجديدة والعنصرية المتطرفة" مسموع في أوروبا، مضيفاً أنّ "الخلاف مع دول أوروبية ساعد الأتراك في أوروبا، على فهم أفضل للتعديلات الدستورية التي يقترحها الاستفتاء".
وذكرت وسائل إعلام ألمانية، أنّ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يعتزم زيارة ألمانيا هذا الشهر، لحشد التأييد للاستفتاء، لكنّ برلين قالت إنّها لم تتلق طلباً رسمياً لهذه الزيارة.