يعتبر البرازيلي كوتينيو بمثابة الهدية التكتيكية لأي فريق يلعب في صفوفه، إنه الدينامو الذي يشارك في أكثر من مركز، ويستطيع النجاح في مختلف الطرق الخططية، نظراً لمهارته الشديدة بالكرة، وحسن تمركزه بعيداً عنها، بالإضافة إلى ذكائه الفطري الذي يعطيه الأفضلية خلال الأوقات الحاسمة من عمر المباريات.
تكتيكا
لعب كوتينيو في بداياته مع الريدز على الطرف، كجناح حقيقي مع تحوله إلى العمق، ثم بعد ذلك كلاعب وسط ثالث في المركز 8 بطريقة 4-3-3، أي اللاعب الثالث رفقة ثنائي المحور. يراقب صانع لعب الخصم ويحاول قطع التمريراتفي نصف ملعبه، كما فعل من قبل في موسم 2013-2014، أفضل مواسم رودجرز مع الليفر.
يجيد فيليب أيضاً اللعب في مركز صانع اللعب المتأخر من العمق، لأنه يحافظ على الكرة، ويزيد من استحواذ فريقه، مع الربط بين الدفاع والهجوم، أي يستخدمه مدربوه كهمزة الوصل الرئيسية في التحولات من الدفاع إلى الهجوم. بينما في طريقة 4-4-2، يتحول اللاعب من الجناح إلى العمق مع الهجمة.
أي يبدأ على الورق كلاعب على الطرف، لكن أثناء الاستحواذ الإيجابي، يدخل اللاعب سريعاً في العمق خلف ثنائي الهجوم، يصنع الفرص ويسدد تجاه المرمى، هو باختصار صانع لعب عند الحاجة، ولاعب وهمي على الرواق، والقطعة الأهم لأي مدير فني يفضل التغييرات المستمرة في الخطة خلال التسعين دقيقة.
برشلونة
يتابع البارسا كوتينيو بشكل مضاعف، ويريد المسؤولون في كتالونيا جس نبض اللاعب، من أجل ضمه إلى كامب نو، خصوصاً بعد صداقته الوطيدة مع الثنائي نيمار وألفيش، ويبدو أن هذه الصفقة ستكون أهم من صفقة المهاجم المنتظر بالنسبة للمدرب لويس إنريكي.
يعتمد لوتشو على لاعب الوسط المتحرك، الذي يشغل باستمرار منطقتي الطرف والعمق في آن واحد، لذلك يريد لاعب بنفس المواصفات، وكوتينيو واحد من هؤلاء الذين يجيدون شغل منطقة لاعب الوسط الثالث على اليسار، مع تعاون مثمر رفقة لاعب الجناح المتقدم، من أجل صناعة الهجمة بعيدا عن مناطق الضغط في عمق الملعب.
إنييستا في وضعية غير جيدة، إصابات كثيرة وغيابات مستمرة، بينما لم يقدم الكرواتي راكيتتش بعد الدور المحوري هجوميا، إيفان لاعب رائع في ضبط المرتدات، لكنه بعيد تماما عن اللمسة الحاسمة بالثلث الأخير، كذلك معظم تمريراته تأخذ طابع اللعب المباشر، البعيد عن تقاليد برشلونة الكروية، لذلك الحصول على خدمات كوتينيو، سيكون أمر أقرب إلى الحاجة لا الرفاهية كما يعتقد البعض، وحتى في حالة إتمام التعاقد، تبقى صفقة بوجبا مهمة أيضاً، لأن العبرة بالتعاقدات المستقبلية التي يستفيد منها الفريق بالسنوات القادمة.
ليفربول
بعد قرار إدارة ليفربول بالاعتماد على المدرب الألماني يورغن كلوب، باتت هناك فرصة حقيقية لبقاء البرازيلي كوتينيو. يحتاج الليفر الجديد إلى كل نجومه، ومن المنطقي محاولة المدير الفني الجديد إقناع النجم اللاتيني بالبقاء، على الأقل لمدة موسم آخر، وفي أسوأ الأحوال حتى الميركاتو الصيفي.
كلوب له تاريخ مبهر مع أصحاب المهارات، الياباني كاجاوا قبل ذهابه إلى مانشستر في أجمل فترات دورتموند، كذلك ماريو غوتزه والرباعية التاريخية أمام ريال مدريد في 2013، ثم ماركو رويس خلال الفترة الأخيرة، والمثير للاهتمام في القصة أن كل هؤلاء النجوم، بدأوا المسيرة في مركز الجناح، ثم تحولوا تدريجياً إلى دور الكل في الكل بمركز صانع اللعب رقم 10 بعمق الهجوم.
ترتفع نسبة نجاح لاعب الجناح في عمق الملعب، لأنه يجد مساحة أكبر للتحرك، حينما يتحول من الطرف إلى المركز، يمينا ويسارا، في الخلف وإلى الأمام، عكس الخط الجانبي الذي يعاكسه. وبالتالي من الممكن بناء ليفربول الجديد على ثنائية "كلوب-كوتينيو"، لكن الأمر يحتاج إلى تغيير وجهة اللاعب، من التفكير في برشلونة إلى المواصلة في الأنفيلد.