كوبلر يحذّر من السيناريو العراقي في ليبيا

04 مايو 2016
كوبلر أوضح أنه لا يملي على الليبيين أي حلول(الأناضول)
+ الخط -
يواصل المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، تحركاته لحشد الدعم للعملية السياسية، وذلك خلال جولة تقوده إلى عدد من الدول، بينها الإمارات وقطر، وصولاً إلى موسكو، في الوقت الذي حذر من "دخول البلاد في سيناريو عراقي"، بعدما أكد أن "العالم تخلى عن ليبيا".

وقال كوبلر، في تصريحات صحافية خلال زيارته التي تواصلت اليوم الأربعاء إلى الدوحة: "أتفهّم المخاوف في برلمان طبرق، لكن على الليبيين أن يجلسوا معاً لبحث الخلافات، خصوصاً العسكرية منها. دعم الجيش الوطني بالسلاح ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) غير ممكن في ظل استمرار الانقسام". ولم يخف "إحباطه" من عدم قيام برلمان طبرق بمنح الثقة لحكومة فايز السراج، محذراً من أن استمرار هذا الانقسام لا يخدم إلا مصالح "داعش" وتمددها في البلد، معبّراً عن قلقه من هذا "التمدّد". وقال "هناك إنجازات عسكرية ضد داعش في بنغازي ودرنة، ونرحب بها، لكن يجب أن يكون هناك جيش ليبي موحّد لمحاربة التنظيم".

وقال كوبلر إن ما يجري في ليبيا خطأ جسيم، محمّلاً المجتمع الدولي المسؤولية في التخلي عن الملف الليبي عقب التدخل العسكري في 2011، قبل أن يحث الأطراف الليبية على تطبيق الاتفاق السياسي الذي جرى التوصل إليه في الصخيرات المغربية وبقية اللقاءات "حتى يمكن تفادي عدم استنساخ السيناريو العراق في ليبيا".

وأوضح كوبلر أنه ليس في وراد أن يملي "على الليبيين أي حلول. على الشعب الليبي أن يجد الحل المناسب لبلاده. دوري كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة أن أساعد في ترتيب وتنظيم الانتقال السياسي".

والتقى كوبلر، اليوم، مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني. وتركز الاجتماع حول أولوية تنشيط العملية السياسية بضخ أفكار جديدة.

ودعا الوزير القطري كوبلر إلى ضرورة انخراط المنطقة الشرقية في العملية التفاوضية، والدفع بمشاركة دولية فاعلة في إعادة إعمار بنغازي، كما نوه إلى أهمية عودة مؤسسة النفط إلى مدينة بنغازي.


وفي سياق متصل، قال مسؤول بقطاع الموانئ، وفق ما نقلت "رويترز"، إن الناقلة "سي تشانس"، التي كان من المقرر أن تقوم بتحميل 600 ألف برميل من النفط لصالح المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، غادرت الميناء باختيارها.

وينذر الخلاف في الحريقة، الذي يأتي في إطار صراع سياسي أوسع بين الفصائل في شرق ليبيا وغربها، بتقليص إنتاج البلاد على نحو أكبر بعد انخفاضه إلى أقل من ربع ذروته المسجلة في عام 2011، والبالغة 1.6 مليون برميل يوميا.

ويتركز جزء كبير من إنتاج النفط الليبي في الشرق. ولدى المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس خطط طموحة لإنعاش الإنتاج، لكنها مهددة مع استمرار الصراع السياسي والهجمات المتكررة لمسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" على مرافق نفطية في الشرق.

وكانت مؤسسة النفط الموازية، التي تتخذ من بنغازي مقرا، أمرت عمال الميناء بعدم تحميل "سي تشانس"، بعدما أدرجت الأمم المتحدة أولى شحنات النفط التي حاولت مؤسسة الشرق تصديرها على القائمة السوداء، وأعادت الناقلة التي كانت تحمل الشحنة لتفريغ حمولتها في غرب ليبيا.

دلالات