كنيسة القيامة تعيد فتح أبوابها بعد تراجع الاحتلال عن إجراءاته

28 فبراير 2018
أغلقت الكنيسة أبوابها ثلاثة أيام احتجاجاً (مصطفى الخروف/الأناضول)
+ الخط -

أعادت كنيسة القيامة في القدس المحتلة، اليوم الأربعاء، فتح أبوابها بعد ثلاثة أيام من الإغلاق، وذلك بعد إعلان السلطات الإسرائيلية تعليق قرار فرض الضرائب ضد ممتلكات الكنائس في القدس، تحت ضغط شعبي ورسمي فلسطيني.

وشهدت الأيام الثلاثة الماضية خطوات احتجاجية على إجراءات الاحتلال، كما أغلق رؤساء الكنائس في القدس المحتلة كنيسة القيامة منذ الأحد الماضي.

وقال رئيس التجمع الوطني المسيحي، ديمتري دلياني لـ"العربي الجديد"، إن "الكنيسة فتحت أبوابها بوجود عدد من الرهبان وبوجود عدد من عائلة جودة الذين يحملون مفتاح الكنيسة"، موضحاً أن "فتح أبواب الكنيسة في هذا التوقيت لأن الكنيسة تفتح أبوابها عادة وبشكل يومي في مثل هذا التوقيت".

وأشار دلياني إلى تنظيم "العديد من الفعاليات سيعلن عنه لاحقاً احتفالاً بهذا الانتصار"، كاشفاً عن "برنامج احتجاجي تصاعدي كان من المفترض أن يصل إلى الإضراب عن الطعام، في حال لم تتراجع حكومة الاحتلال عن قرارها".


في هذا السياق، بين دلياني أن "برنامج الفعاليات سيكون من جزءين هما الاحتفال بهذا الانتصار والتأكيد على أن الوحدة الوطنية الفلسطينية الإسلامية والمسيحية والتي تجمع جميع الفصائل الفلسطينية، وهي طريقنا للنصر، وهو ما جربنا في الاحتجاجات على البوابات الإلكترونية على الأقصى العام الماضي، وما جربناه في الاحتجاجات على فرض الضرائب على الكنائس وما تلاها من إغلاق كنيسة القيامة".

أما الجزء الثاني من برنامج الفعاليات، فإنه ووفق دلياني، يجب أن "يشتمل على التيقظ من خداع إسرائيل في هذا الملف، لأن الاحتلال لا يزال يمارس أشكالاً مختلفة من الاضطهاد ضد الكنائس والمساجد".

لفت، في هذا الإطار، إلى أن "إعلان حكومة الاحتلال عن تجميد قراراتها بشأن الضرائب على ممتلكات الكنائس جاء من طرف واحد، من دون استشارة وبدون مفاوضات".

وكانت حكومة الاحتلال قررت، مساء الثلاثاء، تجميد خطوات تشريع قانون يجيز لها مصادرة أراض من الكنائس في محيط القدس، جرى بيعها عام 2010 لشركات إسرائيلية من القطاع الخاص، فيما أعلنت بلدية الاحتلال أنها ترجئ حالياً فرض ضرائب على أملاك الكنائس في مدينة القدس.

وعقب القرار خرج بطريرك القدس، ثيوفيلوس الثالث، المتهم من قبل رعيته بتسريب أراضٍ للإسرائيليين، ببيان يشكر فيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على قرار تجميد فرض الضرائب على ممتلكات الكنيسة.

ووفق البيان، فقد أعلن رؤساء الكنائس المسؤولون عن كنيسة القيامة و"الوضع القائم" (الستاتوس كوو) – بطريركية الروم الأرثوذكس وحراسة الأرض المقدسة وبطريركية الأرمن في ختام اجتماع عقد مساء الثلاثاء، عن إعادة فتح كنيسة القيامة الساعة الرابعة من فجر اليوم الأربعاء، بعد تجميد الإجراءات الإسرائيلية.

وجاء في البيان الذي وقع عليه، ثيوفيلوس الثالث، وفرانشيسكو باتون حارس الأرض المقدسة ونورهان مانوغيان بطريرك القدس للأرمن: "نحن، رؤساء الكنائس المسؤولين عن كنيسة القيامة والوضع القائم (الستاتوس كوو) – بطريركية الروم الأرثوذكس وحراسة الأرض المقدسة وبطريركية الأرمن – نشكر الله على البيان الذي صدر اليوم عن رئيس الحكومة نتنياهو ونقدم شكرنا لكل من بذل جهودا جبارة للحفاظ على الوجود المسيحي في القدس والدفاع عن الوضع القائم".

وتابع البيان: "بعد تدخل بناء من رئيس الحكومة، فإن الكنائس تتطلع للعمل مع الوزير هنغبي وجميع من يحب القدس لضمان بقاء مدينتنا المقدسة، حيث لا يزال وجودنا المسيحي يواجه تحديات، مكاناً تعيش وتنمو فيه الديانات التوحيدية الثلاث".