كندا: تعليم متطور توجهه التكنولوجيا

01 نوفمبر 2016
لعبت التكنولجيا دوراً كبيرا في تطور التعليم الكندي (Getty)
+ الخط -


لم يأت مستوى التعليم المتطور الذي بلغه المنهج التعليمي في كندا من فراغ، فاعتماد التقنيات التكنولوجية وتدريب الطالب على استخدامها منذ المرحلة الابتدائية له أثره الإيجابي على تعليم الطالب وتوسيع مداركه، ومن بين هذه البرامج Google Slides ،Prezi Viewer والتي يتعلمها الطالب ليتمكن من تقديم بحثه أو بعض واجباته المدرسية من خلال عرض تقديمي بحثي يستخدم فيه أحد هذه البرامج.

تقول أسماء أريب، مدرسة في المدارس الابتدائية في مقاطعة أونتاريو، لـ"العربي الجديد": "منذ 15 عاما عندما بدأت رحلتي التعليمية في كندا كان الطالب آنذاك يستخدم برنامج "البوربوينت" ومع تطور التكنولوجيا بدأ الطالب يعتمد برامج أخرى".

وتبين أسماء أن التدريس في كندا يعتمد بقدر كبير على استخدام التكنولوجيا كجزء رئيس وحيوي لإيصال المعلومة للطالب، وأيضا لكي يقوم الطالب بتقديم واجباته المدرسية باستخدام تلك البرامج والتقنيات.

وتضيف: هذا الأمر يبدأ تدريجيا من الصف الثاني الإاتدائي ويتطور مع الصف الثالث والرابع إلى بقية الصفوف الدراسية.


منافع للجانبين

وتؤكد أسماء على أن اعتماد مثل هذه البرامج في التعليم بكندا يعود بالإيجابية على الطالب والمدرس، فمن ناحية سيكتسب الطالب مهارة استخدام الكومبيوتر والبرامج المختلفة منذ الصغر، وأيضا ستزداد ثقته بنفسه حينما يتمكن من تقديم عرض أمام المدرسة وبقية الأطفال كما تتيح له تعلم منهجية البحث والاستقراء منذ الصغر.

ومن ناحية المدرس، فإن الأمر أيضا يساعده في إيصال المعلومة بطريقة أسرع ومتطورة خاصة إذا ما أدركنا أن تلقي الطالب للمعلومة وفهمها واستيعابها تختلف من طالب إلى آخر وبالتالي، فإن المدرس في كندا يبتعد عن منهج التلقين للمعلومة ويستبدله بمنهج عرض المعلومة بطريقة مشوقة يحبها الطالب.

كيف يمكننا نقل التجربة إلى المنظومة التعليمية في العالم العربي؟

تقول أسماء إنه إذا أردنا أن نضيف تجربة اعتماد البرامج المتطورة للكومبيوتر واستخدامها من قبل الطالب والمدرس، فإننا لابد أن نحيط بعدة أمور لابد من توفيرها لكي نتمكن من تحقيق ذلك في الدول العربية، ومنها توفير الموارد المالية التي يمكن من خلالها الاستعانة بالتكنولوجيا، أيضا إعادة صياغة المقرر التدريسي بشكل يتلاءم مع إمكانية استخدام برامج الكومبيوتر في العملية التعليمية، وتهيئة المعلم للمادة وتشجيع الطلاب على منهج البحث عن

المعلومة بدلا من قراءتها فقط من المنهج، وإضافة إلى ذلك فإن القاعة الدراسية لابد أن تكون مجهزة بتقنيات التكنولوجيا التي تساعد المدرس والطالب على تحقيق ذلك، وأخيرا فإنه يجب على الطالب أن يكون مهيأ وعنده استعداد لاستخدام هذه التقنيات ومنذ المراحل الإبتدائية في العملية التدريسية.

ويرى الطالب عبد الله بدري من جامعة وتورلو في أونتاريو، أنه عندما هاجر قبل تسع سنوات مع عائلته إلى كندا، وحينما دخل المدرسة وجد صعوبة في أن يقدم واجباته وبحوثه من خلال استخدام أحد برامج العرض التقديمي أو الـ Presentation، ولكن مساعدة المدرسين له قلل من صعوبة ذلك، ويختم حديثه بالقول أن استخدام تلك البرامج "نفعني في دراستي الجامعية وأيضا في العروض البحثية التي أقوم بتقديمها اليوم في الجامعة".



دلالات
المساهمون