وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي، إنّ "أحد المتطلبات من وجهة نظر كندا، بالإضافة إلى العدالة، هو التعويض. التعويض يجب أن يقدّمه المذنبون، الذين كان لهم دور في هذا الحادث المأساوي".
وأضاف: "أولويتنا في الوقت الراهن هي دعم أسر وأصدقاء الكنديين الـ57 الذين فقدوا أرواحهم في هذه المأساة"، مؤكّداً أنّ أيّاً من جثامين هؤلاء لم يعد حتى اليوم إلى كندا.
وتابع: "حتى إذا كنّا غير قادرين على أن نعيد لهم أحباءهم، إلا أنّه يمكننا أن نتأكّد من حصولهم على تعويض لمساعدتهم في تجاوز هذه الأوقات العصيبة".
وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أعلن، الأسبوع الماضي، أنّ حكومته تعتزم مطالبة طهران بدفع تعويضات لعائلات الضحايا الكنديين.
وكان رئيس الوزراء الأوكراني أوليكسي هونشاروك، قال، الإثنين الماضي، إن أوكرانيا ستدفع 200 ألف هريفنا (8350 دولاراً) عن كل راكب إلى عائلات ضحايا الطائرة التي تحطمت في إيران يوم الأربعاء، مضيفاً أن شركة الخطوط الدولية الأوكرانية ستدفع تعويضات لعائلات أفراد طاقم الطائرة الذين لقوا حتفهم في الحادث. وأكد هونشاروك أن دبلوماسيين أوكرانيين يعكفون على دراسة سبل الحصول على تعويضات من السلطات الإيرانية.
وكان قد أعلن فجر الأربعاء الماضي عن سقوط طائرة أوكرانية من طراز بوينغ 737 جنوب العاصمة الإيرانية، وسط أجواء حرب، عاشتها المنطقة وإيران، على خلفية قيام الأخيرة بضربات صاروخية ضد قواعد أميركية في العراق، رداً على اغتيال قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني، الذي اغتيل برفقة آخرين في غارة أميركية، في الثالث من الشهر.
والطائرة المنكوبة وهي من طراز بوينغ737 تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية الدولية، تحطّمت فجر الثامن من الجاري بعيد دقائق من إقلاعها من طهران متّجهة إلى كييف، ما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصاً بينهم 57 كندياً.
وبعد أيام من الكارثة، اعترفت القوات المسلّحة الإيرانية بأنّها أسقطت الطائرة بصاروخ عن طريق الخطأ.
وأتى تصريح الوزير عشيّة اجتماع سيُعقد في لندن، اليوم الخميس، بدعوة من كندا لمجموعة التنسيق بين الدول التي قضى مواطنوها في كارثة الطائرة الأوكرانية.
وهذه المجموعة التي أنشأتها أوتاوا في أعقاب المأساة، تضمّ بالإضافة إلى كندا كلا من بريطانيا وأوكرانيا والسويد وأفغانستان.
وقال غارنو إن الدول الخمس ستدعو، في اجتماع لندن، "السلطات الإيرانية إلى التعاون الكامل" معها.
ودعت إيران خبراء من كندا وفرنسا وأوكرانيا والولايات المتحدة للمشاركة في التحقيق، لكنّ الوزير الكندي قال في مؤتمره الصحافي إنّ بلاده تطالب أيضاً السلطات الإيرانية بـ"إضفاء طابع رسمي على مشاركة كندا النشطة في التحقيق كممثل معتمَد".
والإثنين، قال وزير الخارجية الكندي، فرنسوا فيليب شامباين، في تغريدة على تويتر: "لقد دعونا لعقد أول اجتماع مباشر للمجموعة الدولية للتنسيق والتدخّل يوم الخميس في البيت الكندي في لندن"، مقرّ المفوضية العليا الكندية في بريطانيا. وسيحاول وزراء خارجية الدول الخمس، التي تشكّل هذه المجموعة، الضغط على إيران للحصول منها على حقّ الزيارات القنصلية وتنظيم عمليات إعادة رفات الضحايا وطلب إجراء تحقيق شفّاف.
Twitter Post
|
(العربي الجديد، فرانس برس)