طبعاً هذا التعليق للشاب، يأتي في إطار ارتفاع أسعار مراكز التجميل في الدول العربية كافة، إذ الأمر لا يتعلق فقط بمصر، ولكن كذلك في لبنان، الأردن، وغيرها من الدول، حيث تتطلب تكاليف تحضير العروس ليلة زفاقها مبالغ طائلة، تزيد عن الدخل الفردي في هذه الدول.
ضريبة الجمال
يضع خبراء التجميل عادة أسعارا محددة نظير القيام بأعمال تحضير الفتاة لمناسبة ما، وتحتلف الأسعار فيما لو كانت المناسبة زواجا أو خطبة، أو تخرجا من الجامعة. تقول فاطمة "إنها دفعت 750 دولاراً في لبنان عند أحد أشهر خبراء التجميل ليلة زفافها".
وتظهر فاطمة علامات الندم لدفع هذا المبلغ الذي يفوق الحد الأدنى المعمول به في لبنان، والذي لا يتعدى 450 دولاراً.
تلفت فاطمة إلى أنها نصحت شقيقتها بعدم دفع هذا المبلغ ليلة زفافها، وتضيف "طلبت من شقيقتي أن تخفي خبر زفافها عن خبير التجميل، إذ إن التكاليف تكون أقل بكثير مما تدفعه العروس، وأن تطلب فقط موعداً عادياً من الخبير.
برأي فاطمة، أن ما يتم وضعه على وجه العروس لا يختلف عن ما يتم وضعه لأي فتاة في مناسبة عادية، ولكن مجرد ذكر حفلة زفاف، ترتفع الأسعار بحجة أن هناك ترتيبات كثيرة تحتاجها العروس قبل يوم زفافها.
في باقي الدول العربية، لا يبدو المشهد أيضاً مختلفاً، فتكاليف تزيين العروس تصل إلى أضعاف معدل الرواتب المعمول بها.
تقول خبيرة التجميل لمى يوسف وصاحبة مركز "فيفا لاميتاـ viva lamita" في بيروت، "إن متطلبات العروس تختلف بشكل كبير عن تلك التي تتطلبها فتاة عادية، فالعروس تحتاج إلى الكثير من الاهتمام والرعاية، من وضع مستحضرات طبية حتى تبدو أكثر إشراقاً، معالجة بعض الشوائب في حال وجودها، تهيئة عضلات الوجه حتى تتمكن من امتصاص الأضواء ليلة الزفاف، وغيرها من الأشياء التي ربما لن تحتاجها أي فتاة أخرى مدعوة إلى حفل زفاف أو مناسبة أخرى.
أسعار نارية
صحيح أن للعروس متطلباتها الخاصة كونها نجمة الحفل، إلا أن هذه التكاليف تكون أحيانا أعلى من متوسط ما يتقاضاه المواطن العربي من راتب شهرياً، تخيل أنك تحتاج راتب شهرين أو أكثر حتى تتمكن من تسديد أجرة خبير التجميل. هيا بنا نستعرض كم راتبا تحتاج في بلدك لتسديد أجرة خبير التجميل.
في مصر، يتقاضى الموظف راتباً ضئيلاً لا يتعدى 185 دولاراً، وتبدأ أسعار تصفيف الشعر و الماكياج من 100 دولار وترتفع إلى أكثر من 500 دولار، وهو ما يوازي ثلاثة أضعاف الأجر الشهري لموظف، وبمعدل عام، يمكن القول إن الأسعار تصل إلى 300 دولار، أي ما يوازي راتباً ونصف الراتب تقريباً.
أما في تونس، فتتراوح معدلات الأجور بين 250 و260 دولاراً، ما يعني أن المعدل العام بحدود 255 دولاراَ وتصل تكلفة تزيين النساء لأفراحهن بعد ليلة الحنة إلى 1000 دولار في حدها الأعلى، أما الحد الأدنى فيبدأ من 150 دولاراً. وعليه فإن تكاليف هذه الليلة تساوي أكثر من راتب الموظف في الشهر الواحد، على اعتبار أن المعدل العام يصل إلى نحو 400 دولار، أي نحو راتب ونصف الراتب تقريباً.
وفي قطاع غزة، يتقاضى المواطن راتباً يصل إلى 259 دولاراً تقريباً، ما يعني أنه سنوياً يتقاضى نحو 3108 دولارات. وتحتاج العروس في يوم زفافها إلى ما يقارب 300 دولار بين تزيين للشعر وتجميل الوجه، وهو ما يزيد عن راتب الموظف في الشهر الواحد.
أما في العراق، فتبدأ الأجور من نحو 569 دولاراً، في ما تراوح تكلفة تصفيف الشعر وتجميل الوجه بين 400 دولار و600 دولار، أي ما يقارب راتب موظف شهري، أما في حال احتسبنا تكلفة التجميل فقط، فهي تتراوح بين 200 و400 دولار، بمعدل 300 دولار، أي نحو 70% من أساس الراتب.
وفي لبنان، يصل الدخل الفردي الإجمالي سنوياً الى 11200 دولار، ما يعني أن الموظف يتقاضى شهرياً نحو 933 دولاراً، في المقابل، وبحسب بحث قمنا به في مراكز التجميل اللبنانية، فإن الأسعار تبدأ من 300 دولار وتصل إلى 1000 دولار، بمعدل عام.
وبالتالي فإن أسعار مراكز التجميل لزفاف العروس، تكون بحدود 600 دولار، ناهيك عن ما يتطلبه مصفف الشعر أيضاً، إذ تتراوح تسريحة العروس بين 300 دولار و500 دولار تقريباً، أي بمعدل 400 دولار. وعليه على العروس تسديد نحو 1000 دولار تقريباً لخبير التجميل ومزين الشعر، وهو ما يوازي راتب شهر تقريباً.
وفي سورية، يتقاضى الموظف راتبا يبدأ من 89 دولاراً، فيما تصل تكاليف تجهيز العروس إلى 10 ألاف ليرة سورية في بعض المناطق، وترتفع إلى 80 الف ليرة في العاصمة، وعند سؤال أكثر من خبير تجميل عن الأسعار، كان ردهم، أن الأسعار تتفاوت من منطقة إلى أخرى.
وحتى تبدو العروس بأبهى حلتها، يتطلب ذلك تكاليف تبدأ من 50 ألف ليرة سورية. ويعود السبب في ارتفاع هذه الأسعار إلى نقص المواد التجميلية وندرتها بسبب الحرب. بحسبة بسيطة، فإن أسعار الماكياج وتزيين العروس تساوي تقريباً راتب موظف، إذ يبلغ متوسط الأسعار ما يقارب 100 دولار تقريباً.
في الأردن يصل معدل الرواتب إلى ما يقارب 650 دولاراً، أما بالنسبة إلى تكاليف التزيين والتجميل فهي متباينة بين منطقة وأخرى. في العاصمة، وتحديداً في مراكز التجميل المتخصصة، تبدأ الأسعار من 300 دولار، أي نصف الراتب الشهري، إلا أنها ترتفع إلى نحو 600 دولار في بعض الأحيان، بحسب متطلبات العروس، وهو ما يوازي أجر شهر كامل. في المقابل، في المناطق البعيدة عن العاصمة تنخفض الأسعار إلى نحو النصف تقريباً، وتبدأ من 100 دولار.
وفي اليمن، لا يتجاوز راتب الموظف 200 دولار في أفضل الأحوال، في المقابل، تبدأ أسعار التجميل في المراكز المخصصة من 100 دولار وترتفع إلى 800 دولار.
وذلك بحسب المواد المستخدمة، ومتطلبات العروس، وعليه فإن تكاليف ليلة العمر تساوي في أبسط الأحوال نصف راتب شهرياً، وتصل إلى 4 أضعاف الراتب لبعض المراكز المتخصصة في العاصمة.
في الجزائر، تتراوح معدلات الأجور بين 300 و350 دولاراً، أي بمعدل عام يصل إلى 325 دولاراً، في المقابل يتطلب تمشيط العروس وتزيينها ليلة زفافها ما يقارب 120 دولاراً، ويمكن أن يرتفع السعر، في حال طلب العروس لخدمات أخرى، كوضع الحنة قبل حفل الزفاف، وترتيب شعرها، وغيرها، وعليه يساوي تزيين العروس ليلة زفافها نحو نصف الراتب الذي يتقاضاه الموظف.
في المغرب، تصل الأجور الى ما يقارب 530 دولاراً، إلا أن هناك اختلافا في العادات والتقاليد الخاصة بتجهيز العروس، فهناك ليلة "الحنة" مادة خاصة للتلوين تضعها العروس على يديها، وتصل تكاليف ليلة الحنة إلى نحو 120 دولاراً، أما بالنسبة إلى تزيين العروس ووضع المكياج المناسب لها، فتصل التكاليف إلى 150 دولاراً، وترتفع في بعض مراكز التجميل إلى نحو 200 دولار، وهو يوازي 30% تقريباً من راتب الموظف الشهري.