قبل أن يتفشّى فيروس كورونا الجديد، كان مشهد الأقنعة والكمامات في الأماكن العامة مستغرباً. وفي شوارع باريس أو لندن أو بروكسل، على سبيل المثال، لطالما تسبّب وضع الكمامة في عدم ارتياح بين الناس، علماً أنّ ذلك أمر مقبول منذ فترة طويلة في بعض المدن الآسيوية وسط التلوّث خصوصاً.
وفي الأشهر الأخيرة، باتت الكمامات في كلّ مكان وتحمل معنى إيجابياً جديداً. في السياق، قال فرانك كوتشوي، وهو أستاذ علم الاجتماع في جامعة تولوز - جان جوريس، في تصريح لوكالة "أسوشييتد برس" إنّ "الكمامة، في البداية، كانت تسبّب قلقاً عندما يراها الناس في الشارع، ويشعرون بأنّهم يواجهون خطر المرض. اليوم، ما يجده الناس مخيفاً هو عدم وجود كمامة التي صارت مهدئة". وبعد دعوة المواطنين إلى عدم اللجوء إلى أغطية الوجه في خلال المراحل المبكرة من الجائحة، توصي بها اليوم الحكومات بمعظمها أو تجعل استخدامها إلزامياً في إطار محاولاتها إبطاء تفشّي الفيروس. ويعبّر كوتشوي عن مفاجأته من مدى سرعة اعتماد الأشخاص الكمامات، وقام مع فريق من الباحثين بمسح استخدامها في خلال الأزمة الصحية الأخيرة. وشرح أنّ الكمامة خلقت "انقساماً اجتماعياً بين أولئك الذين يضعون كمامات وأولئك الذين هم من دونها"، فهؤلاء الأخيرون يشعرون بأنّهم "عراة".
يُذكر أنّه في بداية الجائحة، دفع نقص الكمامات الطبية كثيرين إلى صناعتها يدوياً على الرغم من أنّ المهنيين الطبيين يقولون إن الحماية التي تقدّمها ليست مثالية. لكنّها عُدّت ناجحة لاحقاً، وتحولت قطع القماش الصغيرة التي تغطي الأنف والفم إلى "علامة اجتماعية" مثل أيّ قطعة ملابس أخرى.
(العربي الجديد)