أرى متسكعين بفانيلات بيضاء
يستلقون على صخور ظليلة في الحدائق
يضحكون وهم يراقبون مارّة منهمكين بإشارات المرور.
أرى باعة الموسيقا والأفلام المسروقة والقلائد
يتنقلون بين عربات القطار
غير آبهين بالموت تحت العجلات الحديدية غير خائفين من الشرطة والضريبة.
أرى عرّافات يقرأن الراحات والوجوه
ويخبرن الجميع بآتٍ يعرفه الجميع
في متاهة من مرايا اسمها النهايات الرتيبة.
أرى مجانين ضعفاء
في حِلٍّ من السكون المرتّب والقروض والمهن
يتدربون على الطيران في الطرقات.
ارى جنوداً مشلولين عائدين من رحلات بعيدة
يتسولون بأكفّ مجرّحةٍ متسخة
تلمع فيها القروش النحاسية
وترفرف على كراسيهم الكهربائية المتحركة أعلام الوطن.
أرى المدينة الصغيرة
من زجاج ملوّن في النوافذ
أرى الضباب
أزرق أصفر أحمر أخضر
أرى النباتات في حديقة السجن
تنمو على الأسلاك الشائكة
أرى شاهدات القبور
صفراء حمراء خضراء زرقاء.
أرى رذاذاً خفيفاً
تطلع منه أضواء السيارات
والتاريخ
والزنود الداكنة
وخوذ العمال
والأحذية الثقيلة
والأطفال الرجال
كل صباح في برونكس.
* شاعر سوري مقيم في نيويورك