كلاسيكو أقل من التوقعات..لم ينجح أحد رغم إثارة النهايات

04 ديسمبر 2016
الكلاسيكو انتهى بالتعادل ولم يرتق للمستوى المنتظر (Getty)
+ الخط -
تعادل قاتل في اللحظات الأخيرة، وكعادته يقدم راموس أداء سلبياً في الشق الدفاعي، ويعود من بعيد ليسجل برأسه في النهايات، إنها متلازمة قائد الملكي التي أعطت لفريقه نقطة من فم الأسد، وحرمت الكتلان من فوز قريب، ليبقى الوضع على ما هو عليه، فارق الست نقاط مستمر بين الغريمين، وفريق زيدان بعيد بمفرده في صدارة ترتيب الليغا الإسبانية لهذا الموسم.


شوط متوقع
قدم الفريقان عرضاً ضعيفاً في الشوط الأول، ربما السبب الرئيسي في ذلك توقع طريقة لعب كل فريق من جانب الأجهزة الفنية، فالريال دخل بنفس خطته في الديربي، 4-5-1 لكن بوجود مهاجم صريح هذه المرة، بنزيمه في المقدمة وفاسكيز على اليمين أمام كارفخال، بينما حصل رونالدو على الساعد الهجومي الأيسر بالثلث الأخير.

كلما حصل الريال على الكرة ينطلق إيسكو في وبين الخطوط تجاه اليسار، بينما يدخل كريستيانو إلى قلب منطقة الجزاء كمهاجم آخر، لتتحول الطريقة إلى ما يشبه 4-4-2 الهجومية، لذلك وصل الضيوف في بعض المحاولات القليلة من جهة روبرتو، لكن اللمسة الأخيرة حالت دون إكمال الهجمة، ليفشل الفريق في هز شباك شتيغن وأخذ الأفضلية.

في المقابل حافظ إنريكي على نفس خطته، 4-3-3 دون تغيير، حتى من غير أي مفاجآت في التشكيلة، فقط أندريا غوميش مكان إنييستا الذي جلس على الدكة، ليحافظ أصحاب الأرض على نسقهم داخل الملعب، لكن دون أي محاولات حقيقية، بسبب فشل خط الوسط في الخروج بالكرة إلى الهجوم، وندرة صناعة الفرص عن طريق غوميش وراكيتيتش، مما جعل ميسي يبتعد كثيرا عن مرمى الريال من أجل استلام الكرات، فظهر سواريز بعيدا عن زملائه، وحاول نيمار على استحياء حتى نهاية الشوط الأول.

عودة الرسام
قدم البارسا شوطا ثانيا مثاليا في معظم تفاصيله، خصوصا بعد دخول أندريس إنييستا بعد غياب طويل، لتنقلب المباراة رأسا على عقب، ويحصل فريق إنريكي على أفضلية شبه مطلقة، بسبب قدرة قائد الفريق على الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط، وصعوده بالهجمة من الخلف إلى الأمام، مما أعطى نيمار فراغاً أكبر في أنصاف المسافات خلف كاربخال، وجعل ميسي متحررا من الضغط، بسبب خلخلة عمق الوسط المدريدي، بإجبار كوفاسيتش على الخروج من مركزه لمقابلة الرقم 8 في تشكيلة المنافس.

ساعدت عودة إنييستا في تحسن مستوى بوسكيتس، نظرا لوجود لاعب متحرك في وبين الخطوط، يجبر الريال على العودة إلى المناطق الخلفية وترك ارتكاز برشلونة دون ضغط، لذلك وصل البلاوغرانا في أكثر من فرصة، وتفنن لاعبوه في إضاعة فرص سهلة أمام مرمى نافاس حتى لحظة التعادل.

وإذا كان تغيير أندريس مثالياً لبرشلونة، فإن عدم الدفع بمدافع إضافي جاء كالصاعقة على الفريق، فالتركي توران ضعيف في منطقة الوسط، ولم يضف أي جديد على مستوى التحولات، لذلك جاءت رهانات لوتشو خاطئة تماما، لأن أفضل شيء ممكن التحول إلى ثلاثي دفاعي صريح، بنزول الفرنسي أومتيتي ولعب ماسكيرانو كوسط مائل لليمين، لإغلاق المجال الهوائي تماما أمام لاعبي الريال، وسد الطريق أمام تقدم مارسيلو على اليسار.

تغييرات متوقعة
خرج زيدان من المباراة منتصرا رغم أنف التعادل مع صافرة الحكم، مع حفاظه على فارق النقاط وعدم هزيمته في كامب نو. ورغم إنقاذ كاسيميرو التاريخي في الثانية الأخيرة، إلا أن خروج إيسكو كان بمثابة تسليم المباراة تكتيكيا لبرشلونة، خصوصا أن الإسباني هو الوحيد الذي يقوم بنقل الهجمة من الوسط إلى الهجوم، ومع التضحية به مبكرا بعد تقدم برشلونة، انفصل تماما الوسط المدريدي عن بقية الخطوط.

ولم تنقل بقية التغييرات المباراة إلى مستوى أعلى، بل كانت متوقعة إلى حد كبير، بخروج لاعب وسط ومهاجم ودخول ثنائي بديل، لتستمر المباراة في الدقائق الأخيرة على وتيرة واحدة، مجرد كرات ثابتة متبادلة وكرات عرضية يمينا ويسارا، حتى لحظة الحصول على مخالفة في التسعين، وارتقاء راموس المثالي في رأسية رائعة سكنت شباك الحارس الألماني.

قدم الكلاسيكو هذا الموسم نسخة سيئة السمعة للكرة الإسبانية، من خلال أداء ضعيف في البدايات، وتغييرات قللت متعة النهايات كثيرا، لتبقى الضربات الثابتة هي الحل للفريقين، ومع كل الأسماء الرنانة داخل الملعب، إلا أن إنريكي وزيدان لم يقدما أي جديد يذكر في أشهر مباريات الأرض لهذا الأسبوع.

المساهمون