لم تكن الفلسطينية، كفاح دويكات، تعلم أنّ شغفها الكبير الذي دفعها، في أوقات الفراغ خلال الدراسة وفي أيام الإغلاقات العسكرية في أثناء الانتفاضة الثانية، إلى تعلم حرفة التطريز والأعمال اليدوية التراثية الفلسطينية، سوف يرافقها ليتحوّل مشروعاً تحفظ من خلاله إرثاً تاريخياً ووطنياً وكذلك مصدر دخل لها وللعاملات معها.
بدأت حكاية دويكات مع التطريز والعمل الحرفي وصنع الأدوات التراثية الفلسطينية، في المدرسة. هناك، تعلمت الخياطة وصناعة الأثواب الفلسطينية والأوشحة المطرّزة. كانت النساء الفلسطينيات يرتدينها قديماً، وقد تحوّلت اليوم إلى رمز للهوية الفلسطينية.
في أحد المجمّعات التجارية وسط مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية المحتلة)، تقف دويكات مع قريبتَيها رواند وحلا. تستقبلان الزبائن الذين لفتت أنظارهم مطرّزاتها المعروضة في إحدى زاويا المجمّع، بالإضافة إلى الحليّ والزينة المنسّقة على طاولة خشبية في المكان. تقول دويكات لـ"العربي الجديد": "في البداية، كنت أطرّز الأثواب وإطارات للمرايا والصور، وأعلقها في البيت. صار ضيوفنا يصفون بيتنا بالمتحف، لكثرة الأغراض التراثية المعروضة فيه". تضيف أنّ "في تلك الفترة، شجّعتني عائلتي وصديقات عديدات على البدء بمشروع مشغل للمنتجات التراثية، والترويج لها وبيعها. اقتنعت بالفكرة وبدأت العمل عليها، وأصبح لديّ عدد مع العاملات اللواتي يساعدنني في إنجاز الطلبيات".
قبل عشر سنوات، بدأت دويكات خطوتها الأولى في حياكة قطعة قماش وتطريزها بطريقة جميلة، لتصبح اليوم صاحبة "جمعية التراث الجميل"، وتعمل على المشاركة في المعارض التراثية، التي تنظم على مدار العام في مختلف مدن الضفة.
بالنسبة إلى دويكات، فإنّ مطرّزاتها هدايا مميّزة يقدّمها الفلسطينيون إلى بعضهم بعضاً، لافتة إلى أنّ "الزبائن يطلبون أحياناً قطعاً تراثية بألوان وأشكال معينة، فنعدّها لهم في المشغل. إلى ذلك، يشتريها الأجانب الذين يحضرون من مدن أوروبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني. هؤلاء يعجبون دائماً بما نصنعه، وكذلك فلسطينيو الأراضي المحتلة في عام 1948". تضيف أنّهم كثيراً ما يقصدون مدن الضفة للتسوق.
اقــرأ أيضاً
بدأت حكاية دويكات مع التطريز والعمل الحرفي وصنع الأدوات التراثية الفلسطينية، في المدرسة. هناك، تعلمت الخياطة وصناعة الأثواب الفلسطينية والأوشحة المطرّزة. كانت النساء الفلسطينيات يرتدينها قديماً، وقد تحوّلت اليوم إلى رمز للهوية الفلسطينية.
في أحد المجمّعات التجارية وسط مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية المحتلة)، تقف دويكات مع قريبتَيها رواند وحلا. تستقبلان الزبائن الذين لفتت أنظارهم مطرّزاتها المعروضة في إحدى زاويا المجمّع، بالإضافة إلى الحليّ والزينة المنسّقة على طاولة خشبية في المكان. تقول دويكات لـ"العربي الجديد": "في البداية، كنت أطرّز الأثواب وإطارات للمرايا والصور، وأعلقها في البيت. صار ضيوفنا يصفون بيتنا بالمتحف، لكثرة الأغراض التراثية المعروضة فيه". تضيف أنّ "في تلك الفترة، شجّعتني عائلتي وصديقات عديدات على البدء بمشروع مشغل للمنتجات التراثية، والترويج لها وبيعها. اقتنعت بالفكرة وبدأت العمل عليها، وأصبح لديّ عدد مع العاملات اللواتي يساعدنني في إنجاز الطلبيات".
قبل عشر سنوات، بدأت دويكات خطوتها الأولى في حياكة قطعة قماش وتطريزها بطريقة جميلة، لتصبح اليوم صاحبة "جمعية التراث الجميل"، وتعمل على المشاركة في المعارض التراثية، التي تنظم على مدار العام في مختلف مدن الضفة.
بالنسبة إلى دويكات، فإنّ مطرّزاتها هدايا مميّزة يقدّمها الفلسطينيون إلى بعضهم بعضاً، لافتة إلى أنّ "الزبائن يطلبون أحياناً قطعاً تراثية بألوان وأشكال معينة، فنعدّها لهم في المشغل. إلى ذلك، يشتريها الأجانب الذين يحضرون من مدن أوروبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني. هؤلاء يعجبون دائماً بما نصنعه، وكذلك فلسطينيو الأراضي المحتلة في عام 1948". تضيف أنّهم كثيراً ما يقصدون مدن الضفة للتسوق.
تعيش دويكات في بلدة عسكر، شرق مدينة نابلس، ومع ازدياد الطلب على منتجاتها وكثرة الزبائن، استعانت بثلاثين عاملة، من بينهنّ طالبات جامعيات وربات منزل وأخريات معوّقات، ليعملن في تطريز الأثواب والقطع الأثرية والجزادين (حقائب صغيرة) والإطارات. وكانت قد نجحت في إقناع الناس بما تصنعه في مشغلها، "فصار الإقبال على الشراء جيّداً. واستطعت تشغيل فتيات لا يعملن في الجمعية، بعضهنّ في حاجة إلى العمل من أجل توفير دخل ولو بسيط، وسط الغلاء المعيشي". وتشير إلى أنّهنّ يعملن في منازلهنّ، من دون أن يبتعدن عن عوائلهنّ. لكنّ الإنتاج سريع، ونسعى دائماً إلى ابتكار قطع ومطرّزات جديدة لتجنّب التكرار ولنتميّز عن غيرنا".
لا تخفي دويكات أنّها واجهت صعوبة في البداية في تسويق ما تنتجه. كانت تسوّق بضاعتها في مؤسسة "ركن المرأة"، التي ساعدتها حتى يتعرّف إليها الناس. وبعدما أغلقت المؤسسة، توجّهت إلى معارض في المجمعات التجارية، علماً بأنّ "بدل إيجار الزاوية التي نعرض فيها منتجاتنا مكلف، وأدفع أحياناً نحو 200 دولار أميركي لليوم الواحد".
ولأنّها تسعى إلى تسويق بضاعتها بالطريقة المناسبة، أنشأت حساباً لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحت اسم " التراث الجميل"، وعبره تقوم بعرض كل المصنوعات والمطرزات والحلي على المتابعين. وهذا ما جعل الناس يعرفونها أكثر ويختارون ما يريدون بعد الاطلاع على الصور. فيشترونها إمّا من المعارض التي تعلن عنها، أو من خلال التوجّه إلى منزلها.
من جهة أخرى، تشدّد دويكات على أنّ ثمّة تقصيراً كبيراً من قبل المؤسسات الرسمية خصوصاً، مشيرة إلى أنّ "الاحتلال الإسرائيلي يسرق تراثنا للإثبات أنّهم أصحاب الأرض. أمّا هنا، فيتعرّض الحرفيون للإهمال، هم الذين يحاولون أن يعتاشوا ويحافظوا على التراث والهوية الفلسطينية في الوقت ذاته، من قبل المؤسسات الرسمية". وتدعو تلك المؤسسات إلى توفير معارض دائمة لتطوير المشاريع، فيما تأمل أن تمتلك محلاً تجارياً لبيع المطرزات التراثية، وأن تزيد عدد العاملات معها إلى 50 عاملة. وتقول: "بذلك، تنتشر الملابس المطرّزة بين الناس ونحافظ على الهوية، بالإضافة إلى توفير مصدر دخل لي ولعشرات العائلات الفلسطينية".
اقــرأ أيضاً
لا تخفي دويكات أنّها واجهت صعوبة في البداية في تسويق ما تنتجه. كانت تسوّق بضاعتها في مؤسسة "ركن المرأة"، التي ساعدتها حتى يتعرّف إليها الناس. وبعدما أغلقت المؤسسة، توجّهت إلى معارض في المجمعات التجارية، علماً بأنّ "بدل إيجار الزاوية التي نعرض فيها منتجاتنا مكلف، وأدفع أحياناً نحو 200 دولار أميركي لليوم الواحد".
ولأنّها تسعى إلى تسويق بضاعتها بالطريقة المناسبة، أنشأت حساباً لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحت اسم " التراث الجميل"، وعبره تقوم بعرض كل المصنوعات والمطرزات والحلي على المتابعين. وهذا ما جعل الناس يعرفونها أكثر ويختارون ما يريدون بعد الاطلاع على الصور. فيشترونها إمّا من المعارض التي تعلن عنها، أو من خلال التوجّه إلى منزلها.
من جهة أخرى، تشدّد دويكات على أنّ ثمّة تقصيراً كبيراً من قبل المؤسسات الرسمية خصوصاً، مشيرة إلى أنّ "الاحتلال الإسرائيلي يسرق تراثنا للإثبات أنّهم أصحاب الأرض. أمّا هنا، فيتعرّض الحرفيون للإهمال، هم الذين يحاولون أن يعتاشوا ويحافظوا على التراث والهوية الفلسطينية في الوقت ذاته، من قبل المؤسسات الرسمية". وتدعو تلك المؤسسات إلى توفير معارض دائمة لتطوير المشاريع، فيما تأمل أن تمتلك محلاً تجارياً لبيع المطرزات التراثية، وأن تزيد عدد العاملات معها إلى 50 عاملة. وتقول: "بذلك، تنتشر الملابس المطرّزة بين الناس ونحافظ على الهوية، بالإضافة إلى توفير مصدر دخل لي ولعشرات العائلات الفلسطينية".