كعكة طرابلسية في رمضان عين الحلوة
بعد انقضاء نهار رمضان الطويل، يخرج خالد وليد عقب الإفطار مع عائلته إلى سوق الخضار في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في صيدا، جنوب لبنان، حيث يعيش. يحمل الكانون (موقد حديدي) بين يديه، ومعه الفحم، والكعك، والجبنة، واللبنة، والمارتديلا، والزيت، وفرشاة صغيرة لدهن الكعك بالزيت.
خالد، وهو من بلدة صفورية في فلسطين المحتلة في الأصل، تبدأ حكايته اليومية بالوقوف في زاوية من زوايا السوق. هناك يحضّر الأجواء لبيع الكعكة الطرابلسية، فيشعل الفحم ويضعه في الكانون حين يصبح جمراً. في هذه الأثناء يبدأ في تجهيز احتياجات الكعك على بسطة زجاجية أمامه.
في منطقة السوق الحيوية التي تضج بالمارة يبدأ عمله بابتسامة رضا على وجهه مرحباً بزبائنه، وبسعادة كبرى يقدم لهم كل ما يطلبونه. خالد ابن المخيم معروف لدى الجميع ببشاشة وجهه ولطفه الزائد.
يقول ابن الثالثة والعشرين عاماً: "في شهر رمضان تتوقف معظم الأعمال، خاصة في هذا الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيش فيه أبناء مخيم عين الحلوة، لذلك وجدت أنّ بيع الكعكة الطرابلسية قد يكون مصدر رزق لي خلال هذا الشهر. الكعكة الطرابلسية أخذت اسمها من مدينة طرابلس، شمال لبنان. تتنوّع خيارات مواد الكعكة فمنها ما أضع فيه اللبنة ومنها الجبنة ومنها المرتديلا بحسب طلب الزبون". يضيف: "لهذه الكعكة زبائنها، وعلى الرغم من أنّ الشباب في معظمهم يكونون قد تناولوا الإفطار، لكنّهم يحبون هذه الكعكة لما فيها من دلالة على الشهر المبارك ويقبلون عليها. أصبحت بالنسبة لهم طقساً رمضانياً تغويهم بعد خروجهم من منازلهم عقب الإفطار، فيطلبونها مني".
يراعي خالد الظروف الاقتصادية والمنطقة الشعبية التي يبيع فيها: "ثمن هذه الكعكة ليس غالياً، فالواحدة بألف ليرة لبنانية (0.67 دولار أميركي) فقط، وقد يرتفع سعرها إلى ألف وخمسمائة ليرة (دولار واحد)، وذلك بحسب نوع الجبنة التي يطلبها الزبون، فلكلّ نوع سعره". يتابع: "هذه الكعكة أدخلتها أنا إلى مخيم عين الحلوة للمرة الأولى، وقد تعرفت عليها عندما كنت في زيارة إلى أحد أقاربي في طرابلس، فرأيت أنّ الجميع هناك يرغب فيها، ويتهافتون على شرائها، ورأيت مبيعاتها كبيرة جداً، فأحببت أن أنقل الفكرة إلى المخيم، وفي الوقت نفسه تكون مصدر رزق لي. وكان ذلك في رمضان قبل الماضي".
يقول خالد: "في أول خمسة عشر يوماً من شهر رمضان المبارك يكون الإقبال على الكعكة الطرابلسية خفيفاً، لكن بعد انقضاء النصف الأول يزيد الطلب، وتزيد نسبة المبيعات، لأنّ الناس بعد انقضاء النصف الأول من رمضان يبدؤون في شراء ما يحتاجونه من ملابس وأحذية للعيد، وكذلك ما يحتاجونه من أغراض خاصة بالعيد، وحلويات وهدايا للأقارب والأصدقاء. ازدحام الناس يسهم في زيادة المبيع لديّ، فمنظر الكعكة على النار يغويهم، خصوصاً أنّ بمقدرة الجميع شراءها". يتابع: "لقد بدأت في بيع الكعكة قبل حلول شهر رمضان بيومين. نسبة المبيعات قليلة وليست مشجعة، ولا أعلم إن كان السبب هو الوضع الاقتصادي، أو أنّ الموسم لم يحلّ بعد، سأنتظر لأرى كيف سيكون البيع، وأتمنى أن يكون جيداً في النصف الثاني، لأنّ كلّ مدخولي مرتبط بالكعكة الطرابلسية".
معظم العائلات التي تعيش في مخيم عين الحلوة فقيرة، وتعتمد في قوتها على ما تجنيه في ساعات عملها القليلة في بيع الخضار واللحوم والحلويات وغيرها. وإذا كان الوضع الأمني في المخيم مستتباً يستبشر السكان برمضان موسم خير، أما إذا تأزمت الأوضاع فلن يستطيع أحد العمل بحسب خالد، علماً أنّ المخيم شهد قبل شهرين معارك كبيرة هجّرت بعض سكانه.
جميع الباعة في المخيم انتظروا شهر رمضان علّه يعوضهم بعض خسائرهم التي ألمت بهم جراء الاشتباكات. يتمنون ألّا تتكرّر الأحداث الأليمة التي أثرت على المستوى الاقتصادي للمخيم، ومن هؤلاء خالد الذي يعمل يومياً في بيع الكعكة الطرابلسية وينتظر ربحاً أكبر يكافأ فيه على جهوده.
اقــرأ أيضاً
خالد، وهو من بلدة صفورية في فلسطين المحتلة في الأصل، تبدأ حكايته اليومية بالوقوف في زاوية من زوايا السوق. هناك يحضّر الأجواء لبيع الكعكة الطرابلسية، فيشعل الفحم ويضعه في الكانون حين يصبح جمراً. في هذه الأثناء يبدأ في تجهيز احتياجات الكعك على بسطة زجاجية أمامه.
في منطقة السوق الحيوية التي تضج بالمارة يبدأ عمله بابتسامة رضا على وجهه مرحباً بزبائنه، وبسعادة كبرى يقدم لهم كل ما يطلبونه. خالد ابن المخيم معروف لدى الجميع ببشاشة وجهه ولطفه الزائد.
يقول ابن الثالثة والعشرين عاماً: "في شهر رمضان تتوقف معظم الأعمال، خاصة في هذا الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيش فيه أبناء مخيم عين الحلوة، لذلك وجدت أنّ بيع الكعكة الطرابلسية قد يكون مصدر رزق لي خلال هذا الشهر. الكعكة الطرابلسية أخذت اسمها من مدينة طرابلس، شمال لبنان. تتنوّع خيارات مواد الكعكة فمنها ما أضع فيه اللبنة ومنها الجبنة ومنها المرتديلا بحسب طلب الزبون". يضيف: "لهذه الكعكة زبائنها، وعلى الرغم من أنّ الشباب في معظمهم يكونون قد تناولوا الإفطار، لكنّهم يحبون هذه الكعكة لما فيها من دلالة على الشهر المبارك ويقبلون عليها. أصبحت بالنسبة لهم طقساً رمضانياً تغويهم بعد خروجهم من منازلهم عقب الإفطار، فيطلبونها مني".
يراعي خالد الظروف الاقتصادية والمنطقة الشعبية التي يبيع فيها: "ثمن هذه الكعكة ليس غالياً، فالواحدة بألف ليرة لبنانية (0.67 دولار أميركي) فقط، وقد يرتفع سعرها إلى ألف وخمسمائة ليرة (دولار واحد)، وذلك بحسب نوع الجبنة التي يطلبها الزبون، فلكلّ نوع سعره". يتابع: "هذه الكعكة أدخلتها أنا إلى مخيم عين الحلوة للمرة الأولى، وقد تعرفت عليها عندما كنت في زيارة إلى أحد أقاربي في طرابلس، فرأيت أنّ الجميع هناك يرغب فيها، ويتهافتون على شرائها، ورأيت مبيعاتها كبيرة جداً، فأحببت أن أنقل الفكرة إلى المخيم، وفي الوقت نفسه تكون مصدر رزق لي. وكان ذلك في رمضان قبل الماضي".
يقول خالد: "في أول خمسة عشر يوماً من شهر رمضان المبارك يكون الإقبال على الكعكة الطرابلسية خفيفاً، لكن بعد انقضاء النصف الأول يزيد الطلب، وتزيد نسبة المبيعات، لأنّ الناس بعد انقضاء النصف الأول من رمضان يبدؤون في شراء ما يحتاجونه من ملابس وأحذية للعيد، وكذلك ما يحتاجونه من أغراض خاصة بالعيد، وحلويات وهدايا للأقارب والأصدقاء. ازدحام الناس يسهم في زيادة المبيع لديّ، فمنظر الكعكة على النار يغويهم، خصوصاً أنّ بمقدرة الجميع شراءها". يتابع: "لقد بدأت في بيع الكعكة قبل حلول شهر رمضان بيومين. نسبة المبيعات قليلة وليست مشجعة، ولا أعلم إن كان السبب هو الوضع الاقتصادي، أو أنّ الموسم لم يحلّ بعد، سأنتظر لأرى كيف سيكون البيع، وأتمنى أن يكون جيداً في النصف الثاني، لأنّ كلّ مدخولي مرتبط بالكعكة الطرابلسية".
معظم العائلات التي تعيش في مخيم عين الحلوة فقيرة، وتعتمد في قوتها على ما تجنيه في ساعات عملها القليلة في بيع الخضار واللحوم والحلويات وغيرها. وإذا كان الوضع الأمني في المخيم مستتباً يستبشر السكان برمضان موسم خير، أما إذا تأزمت الأوضاع فلن يستطيع أحد العمل بحسب خالد، علماً أنّ المخيم شهد قبل شهرين معارك كبيرة هجّرت بعض سكانه.
جميع الباعة في المخيم انتظروا شهر رمضان علّه يعوضهم بعض خسائرهم التي ألمت بهم جراء الاشتباكات. يتمنون ألّا تتكرّر الأحداث الأليمة التي أثرت على المستوى الاقتصادي للمخيم، ومن هؤلاء خالد الذي يعمل يومياً في بيع الكعكة الطرابلسية وينتظر ربحاً أكبر يكافأ فيه على جهوده.
المساهمون
المزيد في مجتمع