كريستين طعمة.. "مذكّرة إخضاع" للفنون المعاصرة

22 يناير 2016
كريستين طعمة
+ الخط -

فوجئت رئيسة جمعية "أشكال ألوان" كريستين طعمة ومؤسِّسة "أشغال داخلية"، التظاهرة الثقافية العربية الأبرز في مجال الفنون المعاصرة، بعدم السماح لها، أول أمس، بتجديد جواز سفرها، نظراً لصدور "مذكّرة إخضاع" بحقّها.

تُعتبر المذكّرة بمثابة عقوبة إدارية تصدرها "مديرية الأمن العام" وليس أي جهة قضائية، من دون سند قانوني، بحق أي مواطن لبناني ترى أنه مسؤول عن عمل أو أطلق تصريحاً مستفزاً للمديرية. المفارقة أن مجلس الوزراء اللبناني كان قد أصدر قراراً في تمّوز/ يوليو 2014 بإلغاء هذه المذكرات، لكن على ما يبدو، فإن القرار وحده لا يكفي لإيقافها.

وكتبت طعمة على صفحتها في فيسبوك أمس: "توجّهت منذ يومين إلى المديرية العامة للأمن العام بغرض تجديد جواز السفر. وحين عدت لاستلام الجواز الجديد أُبلغتُ بتعليق التجديد، وذلك بموجب صدور مذكّرة إخضاع بحقي".

وأضافت: "ليس ثمّة شك في أن صدور مذكرة إخضاع بحقي هي مسألة متّصلة بنطاق عملي كمديرة للجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية، "أشكال ألوان"، وهو بالتالي شأن غاية في الخطورة، وذلك لما يمثّله من مساس بنطاق عمل جمعيات أهلية أخرى من جهة، وبعملي شخصياً في المجال العام من جهة أخرى. إن عرقلة إجراءات استصدار جوازات السفر بموجب مذكرات الإخضاع يمثّل تقييداً مجحفاً لحقي بالتنقل والسفر، كونها عقوبة إدارية نافذة تصدر عن جهاز أمني، لا عن جهة قضائية".

لبنان البلد العربي الذي تصرّ مؤسساته على الظهور بثوب الديمقراطية الكبير عليها، والتي تزعم التحلّي بحرية التعبير والحرية السياسية وانخفاض مستوى الرقابة، كان قد أصدر عام 2014 نفس المذكّرة بحق كل من المحامي نزار صاغية من دون ذكر للأسباب، والصحافية بيسان الشيخ بسبب مقالاتها، والمخرج لوسيان بورجيلي بسبب مسرحية منعتها المديرية أصلاً، كان موضوعها الرقابة على الأعمال الفنية.

لعلّ المفارقة الأكبر ظهرت في التعليقات التي تبادلها فنّانون وكتّاب على صفحاتهم في فيسبوك، والتي تلمّح إلى الإفراج عن ميشال سماحة الأسبوع الماضي، وهو المتّهم بملف التفجيرات في لبنان، بينما يعرقَل عمل الفنانين ويُمنعون من الحصول على أوراق ثبوتية. وكم فيك يا لبنان من المضحكات!

دلالات
المساهمون