كرويف(أحب كرة القدم)11:من أي مكان ملعون يأتي هوغو سانشيز؟

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كتب حول أسرار الساحرة المستديرة وعالم نجومها، ونستكمل معاً الحلقة الحادية عشرة من كتاب الأسطورة الهولندية يوهان كرويف "أحب كرة القدم".

التمرير والمساحات
"يعد التمرير دون رؤية باقي الملعب وزملاء الفريق والمساحات الموجودة من ضمن الأشياء التي تحدث بشكل مبالغ فيه.. في الكثير من المباريات نشعر بالملل من كثرة رؤية التمريرات القصيرة وركض الظهير متقدما على أحد طرفي الملعب ليترك الكرة للجناح كما لو كان الأمر مثل سباقات التتابع.. فنيات الظهير أقل نظريا من الجناح ولهذا من المهم أن يحصل على وقت أطول للتفكير والسيطرة على الكرة".

"لا يجب على الجناح انتظار الظهير لكي يأتي له بالكرة على طرف الملعب.. هذا أمر واضح ولكن في نفس الوقت لا بد من أن يعمل على خلق مساحات جديدة تمنح الظهير وقتا لكي يرفع رأسه وينظر ويفكر ثم يمرر بصورة صحيحة أو يتخذ أفضل قرار بالنسبة للفريق".

"بالمثل لا يمكن للجناح النزول لمقابلة الظهير المتقدم بالكرة في ظل التصاق المدافع الذي يراقبه بظهره لأنه بهذه الطريقة يعمل على تقليل المساحة، لذا فإن ما يجب عليه القيام به هو الذهاب لجانب آخر وفتح مساحات لم تكن موجودة نظريا".

"في أيامنا هذه الأجنحة مهووسون بالنزول لمنتصف الملعب والبحث عن الكرة وكل التمريرات تكون من خمسة أمتار، هذا الأمر يعقد الأمور كثيرا لأن اللعب في أبعاد أصغر أصعب، وفي هذه الحالة يتم اللجوء للتمريرات الأفقية والتي تشكل خطورة بالغة اذا ما قطعت الكرة".

"المشكلة هي أنه في ظل غياب الفنيات يوجد لاعبون قلائل يعرفون كيف يمررون الكرة بحثا عن مثل هذه المساحات وهذا الخليط بين امتلاك الفنيات والمهارة اللازمة لرؤية المساحات وذكاء أو حدس اللاعب لتنفيذ شيء غير متوقع هو الأمر القادر دائما على تغيير نتيجة أي مباراة".

المهاجم الذكي
"أحيانا يقول البعض إن أفضل اللاعبين في التاريخ لم يكونوا أبدا متميزين في ضربات الرأس، أعتقد أن هذا ليس صحيحا بالمرة، ما يحدث هو أنهم يعرفون متى يستخدمون الرأسيات وهذا أمر مختلف تماما.. روماريو على سبيل المثال سجل الكثير من الأهداف بالرأس ولكنها لم تأت بهذه الطريقة إلا لكون الرأسيات السبيل الوحيد لتسجيلها سريعا، أما كما يحدث الآن بالقفز بين اثنين مدافعين لأنه يتوجب عليه ذلك، فهذا أمر مرفوض، يجب دائما التأقلم مع الظروف المحيطة".

"أتذكر أنني تحدثت كثيرا في تدريباتي مع فان باستن الذي كان متميزا للغاية في الرأسيات بخصوص الأمر وقلت له (إذا ما كانت الكرة تتعلق بالتسجيل بالرأسيات فقط، فستفوز لأنك رائع، ولكن تذكر دائما أن هناك الكثير من المدافعين).. مهارة التسجيل بالرأس شيء وخلق مساحتك الخاصة لتتمكن من التسديد بالرأس شيء آخر تماما".

"بعد انتهاء حديثي النظري معه قلت له (اختر لاعبا يرفع لك عرضيات وأراهنك أنه من أصل عشر عرضيات لن تسجل أكثر خمس).. في العرضية الأولى دفعته قليلا وفي الثانية لم أسمح له بالقفز.. بمعنى آخر، هذه هي الأوضاع والمواقف التي ستقابلها في الملعب، حواري معه لم يكن يهدف إلى إثبات أني على حق، أو الفوز بالرهان بل جعله يدرك أنه بضرورة التميز في الرأس يجب أن تتعلم كيفية خلق المساحات".

"كان هوغو سانشيز أفضل من يقوم بهذا الأمر.. كرويا ربما لم تكن لتراه ولكنه كان يظهر فجأة ليسجل ولتتساءل بعدها من أي مكان ملعون قد خرج؟ لم يره أحد لأنه كان متميزا في خلق المساحات، روماريو أيضا كان أكثر تعقيدا، كان يبدأ اللعبة وينهيها، لكن هوغو، ولا أعرف كيف، كان يتحرك فجأة ويغافل الدفاع ويستغل الثغرات ليسجل.. كان يخلق مساحته الخاصة باختصار.

اقرأ أيضاً : كرويف (أحب كرة القدم) 1 ... سحر كرة الشوارع
كرويف (أحب كرة القدم) 2: من هو المدرب الناجح؟
كرويف (أحب كرة القدم) 3 :التدرب في مرأب السيارات!
كرويف(أحب كرة القدم)4:تصعيد اللاعبين وأسخف ما في كرة القدم!
 كرويف (أحب كرة القدم)5:برميل البارود في مواجهة المدرب
كرويف (أحب كرة القدم) 6:فائدة التسلل وإشكالية التحكيم والتكنولوجيا
كرويف (أحب كرة القدم) 7: لماذا خسرنا مونديال 1974؟
كرويف (أحب كرة القدم)8: فلتقف ثابتاً يا رجل!
كرويف (أحب كرة القدم)9: النموذج الأميركي..وروماريو الكارثي في السلة!
كرويف (أحب كرة القدم)10:أكثر لاعب كان لديه مهام دفاعية؟..روماريو!