قال مسؤولون في إقليم كردستان العراق، اليوم الأحد، إن الجانب الإيراني أغلق معبري برويز خان وباشماخ الدوليين بين الإقليم وإيران، في الساعة العاشرة بتوقيت بغداد دون إنذار سابق. وأكد المسؤولون أن المعبرين يستخدمان في نقل البضائع والمواد الغذائية اليومية التي يحتاجها الإقليم، فضلاً عن كونهما يسهلان حركة السفر وتنقل المواطنين والسياح.
وفي وقت لاحق، نفت الخارجية الإيرانية إغلاق المعابر البرية مع إقليم كردستان، وأكدت الوزارة اليوم، الأحد، أن الحدود الإيرانية البرية مع الإقليم "مفتوحة".
ويأتي الحديث عن إغلاق إيران الحدود مع إقليم كردستان مع تردي الأوضاع بمحيط كركوك، حيث يحتشد الآلاف من أفراد القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي بمحيط المدينة، وسط مخاوف من تقدمهم لاقتحام المدينة، وتحذير البشمركة بالتصدي لتلك القوات في حال تحركت نحو كركوك.
وقال مسؤول في حكومة الإقليم بمدينة أربيل، لـ"العربي الجديد"، إنه "من أصل أربعة معابر تم إغلاق معبرين رئيسيين بين إيران والإقليم". وبيّن أن الجانب الإيراني لم يخطر حكومة الإقليم بهذه الخطوة في وقت سابق.
من جانبه قال آرام سيخان، مسؤول الإعلام في دائرة جمارك أربيل، لـ"العربي الجديد"، إن معبري برويز خان وشيخان الدوليين، تم إغلاقهما فعلاً صباح اليوم دون إنذار. وأضاف سيخان أن المعبرين يستخدمان في النقل التجاري واستيراد البضائع وعبور الأشخاص، مؤكداً تكدس عشرات الشاحنات التجارية على جانبي المعبرين.
ويأتي الإغلاق بعد تهديد طهران الأسبوع الماضي بإغلاق المعابر، في حال استمرت حكومة كردستان على موقفها المتعلق بقضية استفتاء الانفصال، الذي أجري في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.
وقال مراسل "العربي الجديد" في أربيل إن إغلاق المعبرين أدى الى حصول إرباك في الأسواق، خاصة أنهما يعتبران منفذين رئيسيين لدخول المواد الغذائية والخضار إلى الإقليم، مؤكداً أنه من المتوقع أن يتحول الاستيراد إلى المعابر التي تربط الإقليم بتركيا، إلا أن هناك مخاوف أيضاً من إقدام أنقرة على الخطوة نفسها في وقت لاحق.
في المقابل، نقلت وكالة إيسنا الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية، بهرام قاسمي، قوله إنه لم يطرأ أي تغيير على وضع الحدود البرية بين بلاده وأراضي الإقليم، مجددا التأكيد على أن إيران تغلق مجالها الجوي من وإلى كردستان العراق، بناء على طلب حكومة بغداد.
وقبل صدور موقف الخارجية، ذكر موقع تسنيم الإيراني المقرب من الحرس الثوري أن البلاد علقت بالفعل عمل منفذها الحدودي الرسمي مع أراضي الإقليم في منطقة مريوان، والمعروف باسم باشماق، دون تحديد مصدر الخبر، ودون نقل أي معلومات وتأكيدات تتعلق بالمنافذ الثلاثة الأخرى.
وكانت إيران قد أغلقت مجالها الجوي أمام عبور الطائرات من وإلى إقليم كردستان العراق قبيل إجراء استفتاء الانفصال في سبتمبر/أيلول الماضي، وجاء ذلك عقب موافقة مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى حينها، على طلب الحكومة العراقية المركزية، كما هدد مسؤولون إيرانيون سابقا بإغلاق كافة الحدود وقطع كل التعاملات الاقتصادية والتجارية مع الإقليم، في حال تم إعلان استقلاله عن العراق.
وبحسب مصادر، تم تعليق عمل المنافذ الحدودية البرية بين إيران وكردستان العراق بشكل مؤقت عقب إجراء استفتاء الانفصال مباشرة، وعزت طهران الأمر للمناورات البرية التي أجراها الحرس الثوري الإيراني في تلك المناطق الواقعة شمال غربي إيران والمحاذية للإقليم، وشاركت وحدات من الجيش العراقي في جزء منها.
إضافة لذلك، تدرس طهران مع المعنيين في الحكومة العراقية إمكانية تسليم مسؤولية الحدود المشتركة بين إيران وكردستان العراق لبغداد، وقد أكد مسؤولون سياسيون وعسكريون خلال زيارة لرئيس هيئة الأركان العراقية عثمان الغانمي إلى طهران، ومن بعدها أثناء زيارة لقائد أركان الجيش التركي خلوصي أكار، على ضرورة تحقق هذا السيناريو، طالما أن هذه المنافذ تشكل معبرا لمرور غالبية البضائع الإيرانية للأراضي العراقية.
من ناحية أخرى، أشارت مصادر صحافية غير إيرانية أن قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، يتواجد حاليا في كردستان العراق لبحث مسألة تسوية الخلاف بين الإقليم وحكومة بغداد ولدعم سيناريو التراجع عن نتائج الاستفتاء المطالب بالاستقلال، فيما نشرت مواقع إيرانية قبل ذلك صورة لسليماني وهو يتواجد في السليمانية بالقرب من قبر الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني.