كرة قدم في ميدان التحرير

28 يناير 2015
"لكم الحق في التظاهر.. لكن ليس في الشارع"
+ الخط -

لعل أكثر المشاهد سخرية في فيلم "تمبكتو"، لعبد الرحمن سيساكو، هو مباراة كرة القدم التي يجريها شباب تمبكتو "بدون كرة"، بعد أن حرّم التكفيريون "الكرة". وفي ذكرى الثورة المصرية، حدث أن حُرم الشعب المصري من زيارة ميدان التحرير.

في بلد الأهرامات والنيل والشعب المصري، حدث أن نُسج قانون لمنع التظاهر في "زمن الحريات المسترجعة". وكما أن كرة القدم تلعب في تمبكتو "بدون كرة"، فإن الحريات في مصر يراد لها أن تمارس "بدون ناس".

وأنا أتابع جدل مثقفين في مصر حول "منع التجمع في ميدان التحرير"، اعترضتني صفحة فايسبوكية بعنوان "ثورة المثقفين (الثورة القادمة)". صفحة تساند قرار المنع، وتقول كتعريف "نحتاج لثورة فكرية حتى لا نكرر أخطاء الماضي". من يريد أن يختبئ وراء انتظار "الثورة الفكرية" والنضج الشعبي، يبدو لي مقتنعاً بإمكانية لعب كرة القدم من دون كرة، بل وتسجيل أهداف أيضاً.

أتذكر أيضاً، في مظاهرة سنة 2004، حين بدأت الكتلة الطلابية التي تجمعت في ساحة كلية العلوم تزحف نحو البوابة؛ يعترضها صوت شرطي يقف على بعد مترين من البوابة، يقول في مكبر الصوت: "لكم الحق في التظاهر.. لكن ليس في الشارع".

لا تفارق روح النكتة الساخرة البوليس والعسكريتاريا، ولا حتى "جماعة إرهابية" في قلب الصحراء.


* كاتب صحافي من تونس

المساهمون