30 اغسطس 2020
+ الخط -

تطورت كرة القدم العُمانية كثيراً مع بداية القرن الحالي، الذي شهد وجود المنتخب الأول في نهائيات كأس آسيا لأول مرة عام 2004 في الصين، وهو الأمر الذي تكرر ثلاث مرات أيضاً في أعوام 2007، 2015، و2019.

ووصل المنتخب العُماني إلى قمة المجد مرتين، الأولى كانت عام 2009 وحقق فيها لقب بطولة كأس الخليج، والثانية عندما أضاف إلى خزائنه اللقب الثاني على صعيد المسابقة ذاتها في عام 2017، وهما أبرز إنجازات الكرة العُمانية على مستوى المنتخب الأول.

وتملك عُمان العديد من الأندية التي ساهمت في إثراء مشوار المنتخب الأحمر، في مقدمتها نادي ظفار الذي فاز بلقب أكثر الأندية شعبية في سلطنة عُمان في استفتاء نظمه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، واستمر على مدار خمسة أيام، وشهد مشاركة كبيرة وصلت إلى أكثر من 125 ألفاً من زوار الموقع.

وحصل نادي ظفار على نسبة 45% من أصوات المشاركين، متقدماً أمام السويق الذي جاء ثانياً بنسبة 38% من أصوات المشاركين، وتلاهما العروبة ثم النصر ثم فنجاء.

ويحمل نادي ظفار الرقم القياسي بعدد مرات الفوز ببطولة الدوري العُماني حينما اعتلى منصات التتويج 11 مرة، كما حقق لقب مسابقة كأس السلطان 8 مرات وكأس السوبر 4 مرات، وثلاث مرات في بطولة كأس الاتحاد العُماني، وظهر في الكثير من المناسبات الخارجية على المستوى القاري والعربي.

وتأسس نادي ظفار في عام 1970 وساهم عبر مسيرته في إثراء كرة القدم العُمانية عبر قائمة طويلة من النجوم، من بينهم يونس أمان وهاني الضابط وبدر الميمني وهلال حميد وعوض سالم ومحمد ربيع وسيف الغافري وسعيد فرج وحسين الحضري وغيرهم من النجوم.

من جهته، يعتبر نادي فنجاء أول الأندية العُمانية التي تُوجت بلقب الدوري، وكان ذلك في الموسم 1976-1977، ويحتل المرتبة الثانية من حيث عدد الألقاب ولديه 9 منها، كما يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب كأس السلطان عندما تُوج باللقب 9 مرات، بالإضافة للكثير من البطولات المحلية الأخرى.

وتأسس نادي فنجاء عام 1970، ويُحسب له أيضاً أنه النادي العُماني الوحيد الذي حقق لقب بطولة الأندية الخليجية عام 1989، ولعب في صفوفه الكثير من النجوم، من ضمنهم ناصر العامري وسليمان خميس وسلطان الطوقي وهارون عامر وعماد الحوسني.

بدوره تأسس نادي النصر عام 1970، وكان على موعد مع أول ألقابه على مستوى بطولة الدوري العُماني  في موسم 1979-1980، لكن التتويج الأول له في مسابقة كأس السلطان تأخر حتى عام 1995، ليفرض بذلك حضوره على صعيد البطولات الكروية المحلية.

ويمتلك نادي النصر خمسة ألقاب في بطولة الدوري ومثلها في كأس السلطان ولقبا وحيدا في بطولة كأس السوبر، وبرز في صفوفه عدة لاعبين، من ضمنهم محمد عامر الكثيري وفوزي بشير، وحمدي هوبيس ونبيل عاشور وهيثم تبوك وغيرهم.

وانتظر فريق العروبة 30 عاماً منذ تأسيسه عام 1970 ليُتوج بلقب الدوري العُماني للمرة الأولى في تاريخه موسم 1999-2000، وشكل ذلك بداية الطفرة للفريق في المنافسة بقوة على الألقاب المحلية.

ونجح العروبة في تعزيز مسيرته كأحد الأندية التي لها الحظوظ في التنافس الكروي بأربعة ألقاب في مسابقة الدوري، ومثلها في بطولتي كأس السلطان والسوبر، وقدم عبر مسيرته العديد من النجوم مثل خلفان زايد وأحمد كانو وحسن مظفر ومحمد خميس وغيرهم من اللاعبين المميزين.

بدوره، حقق فريق السويق نجاحات متعددة في القرن الجديد، لا سيما في العقد الأخير حينما ظفر بلقب الدوري العُماني 4 مرات مواسم 2009-2010، 2010-2011، 2012-2013، و2017-2018، وكأس السلطان ثلاث مرات، وكأس السوبر مرة واحدة فقط كانت في عام 2013.

ويعتبر فوز منتخب السلطنة بلقب كأس الخليج في عام 2009 إنجازا تاريخيا، حينما دون منتخب عُمان اسمه بأحرف من ذهب في سجل أبطال مسابقة كأس الخليج، بعد أن تُوج للمرة الأولى في تاريخه وعن جدارة واستحقاق بلقب النسخة التاسعة عشرة للحدث الكروي المهم الذي استضافته العاصمة العمانية مسقط في العام 2009.

ولم يكن التتويج العماني محض صدفة، لا سيما بعد التطور الكبير للعبة هناك منذ مطلع القرن الحالي، حينما وصل المنتخب الأول إلى نهائيات كأس آسيا التي جرت في الصين عام 2004، واحتل وصافة البطولة الخليجية مرتين، كانت الأولى في خليجي 17 بالخسارة أمام قطر المضيف بركلات الجزاء الترجيحية، والثانية في النسخة الثامنة عشرة التي أقيمت في أبوظبي عام 2007 بعد خسارته بهدف أمام أصحاب الأرض أيضاً في المباراة النهائية.

ونجح نجم الكرة العمانية علي الحبسي في تحويل أحلامه المتواضعة لتكون أعلى من مجرد مشاهدة كرة القدم فقط على شاشة التلفاز، وذلك بعد أن استثمر الوقت جيداً في مسيرة كروية شهيرة قادته إلى النرويج وإنكلترا والسعودية ليكون أفضل لاعب في الكرة العُمانية وسفيرها في العالم.

وأعلن الحبسي اعتزال اللعب بشكل نهائي مؤخراً بعدما كان قد اعتزل اللعب الدولي في وقت سابق من العام الجاري، والآن في سن 39 عاماً، تمتلئ مسيرته على مستوى الأندية بالتميز، بعدما سبق له اللعب في النرويج وإنكلترا والسعودية.

وبعد فترة لعبه في ويغان، أمضى الحبسي شهراً على سبيل الإعارة في برايتون وهوف ألبيون قبل التوقيع بشكل دائم في صيف عام 2015 مع فريق ريدينغ، حيث قضى هناك موسمين قبل أن يعود إلى آسيا من خلال فريق الهلال السعودي، حيث أمضى موسمين، وفاز بلقب الدوري السعودي للمحترفين عام 2018، وكأس السوبر السعودي بعد ذلك بأشهر. وفي صيف عام 2019، عاد إلى إنكلترا في صفقة انتقال حر إلى فريق وست بروميتش ألبيون، قبل أن يعلن اعتزاله الشهر الحالي مودعا كرة القدم كلاعب.

المساهمون