كذبة أول أبريل

01 ابريل 2016
لماذا لا يعيش الناس سعداء؟ (Getty)
+ الخط -
اليوم هو الأول من أبريل/نيسان، في هذا اليوم من كل عام يبحث كثيرون حول العالم عن كذبة، يسمونها كذبة أبريل، أو كذبة نيسان، ليس هذا هو المهم.

غرض البحث عن كذبة اليوم الأول من الشهر الرابع الميلادي ليس مكروها بقدر كراهية الكذب ذاته، بالأساس الكذب مباح في بعض الحالات المحدودة طالما أنه سيؤدي إلى نتائج محمودة.

ربما تكون كذبة اليوم التي هي بالأساس مزحة؛ محاولة للتحايل على واقع كئيب نعيشه، وربما ينتج عنها بعض من السعادة الغائبة عن عالمنا، المهم ألا نصدقها ونعيش فيها باعتبارها جزءاً من الحقيقة؛ يكفينا ما نعيشه من أكاذيب هي في الأصل سبب البؤس والشقاء المنتشر حول العالم.

***

يختلف الناس حول مفهوم السعادة، فالبعض يراها راحة البال، والبعض يراها في كثرة المال، وآخرون يرون السعادة في امتلاك مقومات الحياة، بينما قلة من البشر تروج أن السعادة في الحرية من القيود.

لا شك أن السعادة ككل المشاعر الإنسانية قيمة غير ملموسة، لكنها ضرورة يسعى البشر في كل مكان وزمان لتحصيلها، لا أحد يرغب أن يعيش تعيساً، ولا أحد يرضى أن تسلب منه سعادته، أيا كان مفهومه لها.

لكن لماذا لا يعيش الناس سعداء؟ ما الذي يدفع البعض للبحث عن السعادة بالأساس؟ ماذا يمنعهم من الشعور أن حياتهم سعيدة؟

في تفصيل الإجابة عن تلك الأسئلة مصاعب أكبر من تفصيل معنى السعادة نفسه، ولو كانت الإجابة عن تلك الأسئلة تؤدي إلى نتائج إيجابية لانشغل كثيرون بها، لكن الواقع أنها تزيد من غموض مفهوم السعادة.

الأهم أن ما يزيد البؤس والتعاسة حول العالم، ليس عدم وجود تعريف للسعادة، وإنما لأن الناس لا يسعون إلى السعادة بالقدر نفسه الذي يسعون به إلى تحقيق المصالح المادية، من مال ومناصب ونفوذ، ولا يدرك معظمهم أن سعيه الدؤوب إلى تلك المصالح المادية هو السبب الأساسي لغياب السعادة عن حياته التي تتحول إلى مسيرة من الشقاء والتعب والكآبة.

***

قبل يومين، وبعد ساعات قليلة من خطف مواطن مصري لطائرة كانت في رحلة محلية إلى قبرص، انتشرت أخبار أنه قرر خطف الطائرة لمقابلة زوجته السابقة، فكتب صديق على "فيسبوك": "ما فعله الرجل خطير ومزعج بالفعل، ليس لأنه خطف الطائرة، ولكن لأنه رفع مستوى تطلعات النساء، كيف لي أن أستطيع إرضاء امرأتي من الآن؟ لست مجنونا لأخطف طائرة لأقابلها".

وفي نفس السياق كتبت صديقة على "تويتر": "أنا سعيدة. أخيرا فهم رجل ما تطلبه النساء، من حق خاطف الطائرة أن نضع له تمثالا بجوار مرآة الزينة في غرف نومنا. كيف لي برجل يحبني هكذا؟".

في النهاية اتضح أن القصة كاذبة.

دلالات
المساهمون