بدأت روساريو في معرفة ليونيل لأنه كان يتألق في بطولات المدارس مثل تلك التي يطلق عليها (ليغا ألفي) والتي كان يحضرها منسقو وكشافو ومدربو فرق الناشئين للبحث عن المواهب الصغيرة.
كان رودريغو وماتياس، شقيقا ليو، يلعبان حينها في قطاع الناشئين بنيولز أولد بويز، حيث اقترح الأول على منسق القطاع خورخي جاريفا مشاهدة ميسي مؤكدا جاهزيته للعب مع بداية الموسم الجديد.
لعب ليو وعمره ست سنوات وسبع شهور في مطلع 1994 لمدة شهر مع عدد من فرق الناشئين في نيولز، حيث يقول أحد مدربي قطاع الناشئين في النادي غابرييل ديخيرولامو: "بعد انتهاء هذه الفترة أخبرنا ميسي برغبتنا في استمراره معنا".
يضيف ارنيستو فيكيو زميل ديخيرولامو في تلك الفترة: "بعدما شاهدناه يلعب تحدثنا مع والديه ووافقا وانضم إلينا".. بهذه الطريقة وفي 21 مارس 1994 دون أن يكمل ميسي حتى عامه السابع أصبح لاعبا في نيولز أولد بويز.
تقول جريدة (أوليه) الرياضية الأرجنتينية: "ليونيل ميسي يعرف جيدا أن مستقبله لن يكون في عالم التدريب، إنه لا يتخيل نفسه يعطي توجيهات من على الخط، إنه ليس أمرا يهتم به، ولكنه حينما يتحدث عن كرة القدم فإن مرجعيته لها ملامح واضحة وتتلخص في فريق يهاجم كثيرا وخط دفاع متقدم والضغط المبكر لإجبار الخصم على تشتيت الكرة وتسجيل الأهداف.. الكثير منها.. هل هذا هو برشلونة بيب غوارديولا؟ لا بل (ماكينة 1987).. ذلك الفريق الخارق في قطاع الناشئين بنيولز والذي لعب فيه ليو".
يقول دييغو روفيرا الذي زامل ميسي في تلك المجموعة "فريق مواليد 1987 كان لا يهزم، نافسنا على كل شيء في 1999 وبالمثل في 2000 وفزنا تقريبا بأغلب الألقاب.. بعض المباريات كانت تنتهي بنتائج مثل 8-0 و7-2".
بالعودة لجريدة (أوليه) تضيف في نفس المقال: "ذلك الفريق كان قائما على مبدأ التضامن كما يحدث في مستعمرات النمل العامل، كان كل فتى يستمد قوته من الآخر وليو في سن الثماني سنوات كان الأبرز، كان هو الترس الأهم في تلك الماكينة المجنونة".
يعتقد الكثير من الأشخاص أن الهدف الذي بدأ شهرة ميسي في كل أنحاء العالم كان ذلك الذي سجله في خيتافي بعدما راوغ كل لاعبي الخصم تقريبا ولكن هذه لم تكن أول مرة يفعل فيها "البرغوث" هذا الأمر وفقا لكلمات خوان كروز ليجيزامون الذي زامل ميسي في قطاع الناشئين بنيولز: "لقد أصبح شهيرا في أوروبا بسبب هذا الهدف، ولكن بالنسبة لنا ومع ليو فهذا أمر طبيعي كنا نشاهده يفعله كل يوم".
يضيف أنخل رواني والد لاعب نيولز السابق لولي رواني: "ربما لا يصدق الناس في يومنا هذا ما سأقوله، ولكن ليو كان يسجل ما يقرب من 100 هدف في الموسم الواحد في كل المباريات التي كنا نلعبها، وإذا ما قلنا إنه دخل نيولز في 1994 ورحل في 2000 فنحن نتحدث عما يتخطى 500 هدف في مرحلة الطفولة، وهذا ليس بالشيء الهين، إنه أمر متوحش".
كانت أول مرة يسافر فيها ميسي خارج الأرجنتين لخوض منافسات ودية في 1996 حينما كان عمره تسع سنوات وذلك للمشاركة في (بطولة كأس الصداقة الدولية) الودية وبالطبع أذهل الجميع بمستواه وفاز مع فريقه بالبطولة التي كانت جائزتها على شكل دلفين، ولكنه قبل ذلك كان عانى كثيرا في المباراة الأولى.
لأسباب تتعلق بتوفير الميزانية، كان يتم توزيع لاعبي الفرق الضيفة على بيوت عائلات لاعبي الفرق المستضيفة، وكان نصيب ميسي الإقامة في بيت عائلة كيفين مينديز، ولكن حظه لم يكن جيدا بالمرة بسبب اختلاف ثقافات الطعام بين البلدين.
يحكي مينديز القصة ويقول: "لقد تناول ليلا دجاجا على الطريقة البيروفية ولكن معدته لم تتقبله، في اليوم التالي لم يقدر على الحركة، أما في ذلك الذي يليه فكان موعد المباراة.. حينما وصل للملعب تعرض للإغماء وقال المدرب فلتلعبوا أنتم وسأذهب بليو للمستشفى، ولكن حينما سمع ليو هذا نهض وتناول مشروب الـ(جاتوريد) السكري وطلب اللعب، سأقول لك إن نيولز فاز بعشرة أهداف سجل منها ميسي ثمانية لوحده، لقد كان الأفضل وشغفه هو كرة القدم، أهم شيء هو أنه قبل رحيله ترك لي قميصه".
اقرأ أيضاً
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً