قبل أشهر، وربما أكثر، لم يكن هؤلاء الأطفال (الصورة) يجلسون في هذا الصف في مخيم النبي يونس قرب العاصمة بغداد. كان لكل واحد منهم مدرسته وأصدقاؤه وألعابه وحياته. بسبب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، صار عليهم بناء حياة جديدة. حاولوا الحفاظ على بعض من حياتهم السابقة، لكنه النزوح.
في هذا السياق، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان، في تقرير أصدرته أمس، عن نزوح 250 ألف شخص خلال شهر فبراير/شباط الماضي، نتيجة العمليات العسكرية في محافظات ديالى (شرق) والأنبار (غرب) وصلاح الدين (شمال)، متوقعة نزوح 250 ألفاً آخرين مع بدء عملية تحرير الموصل.
وقال عضو المفوضية مسرور أسود لوكالة "الأناضول" إن "عدد النازحين من ديالى والأنبار وصلاح الدين خلال الشهر الماضي، بلغ 250 ألف شخص بسبب العمليات العسكرية ضد داعش"، مشيراً إلى أن "عدد النازحين في البلاد وصل إلى مليونين و200 ألف". وأشار إلى أن "هذا هو العدد الدقيق للنازحين بحسب إحصاءاتنا، وما تردد عن أن مجموع النازحين هو مليونان ونصف المليون نازح هو غير دقيق، بسبب وجود أسماء مكررة". وبين أن "أوضاع هؤلاء النازحين صعبة جداً"، داعيا القوات الأمنية العراقية التي تقاتل في صلاح الدين إلى حماية المدنيين وتوفير ممر آمن للنزوح من مناطق القتال.
وتابع أسود: "نتوقع نزوح 250 ألفاً آخرين إذا ما بدأت العمليات العسكرية لتحرير مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى".