يكاد يكون القلق هو القاسم المشترك الأعظم بين كل السياسيين البريطانيين، لكن بالتأكيد رئيس الوزراء الحالي، ديفيد كاميرون، هو الأكثر قلقاً إزاء موعد استفتاء اسكتلندا، غداً الخميس. يحاول الرجل جاهداً أن يبدو في حالة طبيعية، لكنّ حركاته، وهمساته، وكلماته وكتاباته، كلّها تشي بتوتر، وتنمّ عن قلق يصل إلى حدّ الخوف. كاد كاميرون أن يبكي، وقد حشرج صوته، واحتبست الكلمات في جوفه، بينما كان يرجو جمهور السامعين من الإسكتلنديين بالبقاء مع بريطانيا. حتّى إنّه ذهب إلى حد الاستجداء، مناشداً إياهم عدم التفريق بين "الأمة البريطانية" بسبب "أفعال غبيّة ارتكبها حزبه".
الحالة القلقة التي يعيشها كاميرون، لا تشبهها ربّما، إلا تلك اللحظات العصيبة التي مرّ بها الزعيم البريطاني ونستون تشرشل، عندما كان يتابع سير العمليّات على جبهات الحرب العالمية الثانية، من غرفة لا تبعد كثيراً عن مكتب كاميرون الحالي.
هي حرب جديدة وجد كاميرون نفسه في خضّمها، ولا يدري كيفية درء مخاطرها. حرب قد تطيح ببريطانيا العظمى، وبحزب المحافظين الحاكم، ناهيك عن إطاحتها به شخصياً، حاضراً ومستقبلاً.
في ماي/ايار المقبل، يحل موعد الانتخابات العامة، ويبلغ كاميرون 48 عاماً. إذا خسر معركة اسكتلندا، ولم يكن مصيره السياسي قد انتهى بعد، فمن المؤكّد أنّ حياته السياسيّة ستنتهي في ذلك اليوم وإلى الأبد.
الحالة القلقة التي يعيشها كاميرون، لا تشبهها ربّما، إلا تلك اللحظات العصيبة التي مرّ بها الزعيم البريطاني ونستون تشرشل، عندما كان يتابع سير العمليّات على جبهات الحرب العالمية الثانية، من غرفة لا تبعد كثيراً عن مكتب كاميرون الحالي.
هي حرب جديدة وجد كاميرون نفسه في خضّمها، ولا يدري كيفية درء مخاطرها. حرب قد تطيح ببريطانيا العظمى، وبحزب المحافظين الحاكم، ناهيك عن إطاحتها به شخصياً، حاضراً ومستقبلاً.
في ماي/ايار المقبل، يحل موعد الانتخابات العامة، ويبلغ كاميرون 48 عاماً. إذا خسر معركة اسكتلندا، ولم يكن مصيره السياسي قد انتهى بعد، فمن المؤكّد أنّ حياته السياسيّة ستنتهي في ذلك اليوم وإلى الأبد.
انتقد أصدقاء كاميرون وخصومه طريقة تعامله مع ملف اسكتلندا. اتّهمه البعض بالعجرفة والتعالي، والبعض الآخر بالاستخفاف. بكل الأحوال، لم يُعِر كاميرون ملفّ استفتاء اسكتلندا اهتماماً يساوي أهميّة القضيّة وخطورتها، على غرار تعامله الآن مع مسألة الاستفتاء على استقلالها.
والأكيد أنّه ما كان ليشعر بأهميّة الاستفتاء وخطورته، لولا الصدمة التي أصيب بها، عندما كشفت نتائج الاستطلاعات الأخيرة، تقدّم معسكر المؤيّدين للانفصال.
وفي محاولة لتفسير حالة التعالي أو الاستخفاف التي تعاطى بها كاميرون في ملف استفتاء اسكتلندا، يربط البعض ذلك بالخلفيّة الاجتماعيّة التي يتحدّر منها. ولد عام 1966 لعائلة أرستقراطية، ودرس الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة أكسفورد العريقة. اهتمّ كاميرون بتوجّهات حزب المحافظين، منذ نعومة أظافره.
وخلال المراحل المبكرة من دراسته في جامعة أكسفورد، انضمّ إلى "نادي بلنجدون"، الذي يستقطب أولاد العائلات الأرستقراطيّة، وتخرّج منه الكثير من الساسة البارزين في حزب المحافظين، أمثال وزير الخزانة الحالي، جورج أوزبون، وعمدة لندن بورس جونسون.
بعد تخرّجه من الجامعة، التحق كاميرون بعدد من المؤسسات التي يديرها حزب المحافظين، وأصبح مستشاراً لعضو حزب المحافظين ووزير الخزانة السابق، نورمان لامونت، ثم مستشاراً لزعيم حزب المحافظين السابق، مايكل هوارد.
خاض كاميرون انتخابات 1997، كمرشح عن دائرة "ستافورد"، لكنّه لم ينجح. ثمّ عاد ورشّح نفسه في انتخابات عام 2001، ونجح هذه المرة بدخول "وستمنستر"، ممثلاً عن دائرة "أوكسفوردشاير".
تدرّج كاميرون، بعد ذلك، بشكل سريع، في تقلّد المناصب السياسية، ليصبح منسّق حملات حزب المحافظين في انتخابات 2005. وقد يعود لشبابه وحسن مظهره، الفضل في استقطاب الشباب البريطاني. تسلم كاميرون زعامة حزب المحافظين، قبيل انتخابات مايو 2010، التي فاز بها، ولكنّ بغالبية بسيطة، الأمر الذي دفعه إلى الائتلاف مع حزب الأحرار الديمقراطيين، بزعامة نيك كليج، لتشكيل الحكومة الحالية، وهي أول حكومة ائتلافيّة منذ الحرب العالمية الثانيّة.