كاميرون في زلة لسان يخرق البرتوكولات الملكية

24 سبتمبر 2014
لا يسمح للملكة بالتعليق على أمور سياسية (Getty)
+ الخط -

وضع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، نفسه في موقف لا يحسد عليه، عندما كشف لعمدة نيويورك السابق، مايكل بلومبيرج، أن ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، عبرت عن غبطتها بنتائج الاستفتاء حول استقلال اسكتلندا، الجمعة الماضية.

وفي معرض حديثه حول نتائج الاستفتاء، قال كاميرون لعمدة نيويورك السابق، إنه هاتف الملكة ليخبرها بأن "كل شيء على ما يرام... وكادت أن تبكي من الفرح".

وجاءت زلة لسان رئيس الوزراء البريطاني أثناء دخوله مقرات شركة "بلومبرج" الإعلامية إلى جانب عمدة نيويورك السابق، لحضور اجتماع مع كبار رجال الأعمال في نيويورك. ولم ينتبه كاميرون إلى الميكروفونات التي التقطت ما كشفه لمرافقه حول تفاصيل حديثه الخاص مع ملكة بريطانيا.

وتعتبر مثل هذه التصريحات من مسؤول كبير في الحكومة البريطانية تجاوزاً على سياق بروتوكولات العلاقة بين "داونينج ستريت" و"قصر باكنجهام"، والتي تفيد بعدم الكشف عن تفاصيل تخص العائلة المالكة.

وفضلت الحكومة البريطانية والقصر الملكي عدم التعليق على زلة لسان رئيس الوزراء البريطاني. لكن هذه الفضيحة البروتوكولية، فتحت شهية منافسي كاميرون للهجوم والتندر.

فقد وصفت مصادر مقربة من حزب العمال المعارض بزعامة أد مليباند، تصرف كاميرون بـ"عدم احترام الملكة"، بحسب صحيفة "ذا دايلي تلجراف".

أما زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي، ورئيس وزراء اسكتلندا المستقيل، أليكس سالموند، فلم يفوت هذه الفرصة من دون التندر حول فضيحة خصمه. وعلق سالموند قائلاً: "على الرغم من أن كاميرون قضى في رئاسة الوزراء أربع سنوات، لكنه لم يتعلم أنه لا يصح نشر أقاويل لمايكل بلومبيرج، أو غيره، حول ما تفكر فيه جلالة الملكة... عليه شنق نفسه لغسل العار".

ولا يسمح القانون البريطاني للملكة وأفراد العائلة المالكة بالتعليق على أمور سياسية. لكن الإعلام البريطاني نقل عن مصادر مقربة من قصر بكنجهام في الأيام الأخيرة التي سبقت الاستفتاء أن ملكة بريطانيا كانت "قلقة جداً" من أن تفضي نتائج الاستفتاء لصالح مؤيدي الاستقلال. ولكن في تعليق لها حول الاستفتاء، حثت الملكة رعاياها على "التفكير بعناية فائقة قبل أن يصوتوا"، لافتة إلى أن "شعب اسكتلندا سيتحد بروح الاحترام المتبادل"، مما فسره البعض بأنه دعوة لاسكتلندا للبقاء في أحضان المملكة البريطانية.

وجاءت نتائج الاستفتاء التاريخي على استقلال اسكتلندا، الأسبوع الماضي، لصالح البقاء في الاتحاد البريطاني بنسبة 55 في المائة، في مقابل 45 في المائة من عدد المشاركين في الاقتراع، مما دفع رئيس وزراء اسكتلندا، أليكس سالموند، إلى الاستقالة.

المساهمون