03 مارس 2022
كامالا هاريس.. نيكي هيلي الجديدة
"أجمل مدّعي عام في البلاد"، هكذا وصف الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، السيناتورة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا، كامالا هاريس. ومع أن تصريح أوباما في إبريل/ نيسان من العام 2013 أثار جدلاً واسعاً لما فيه من إيحاءاتٍ جنسية، ما اضطره للاعتذار عنه، إلا أنه سلط الضوء على شخصية السيدة هاريس التي تصدّرت الإعلام الأميركي في الأيام القليلة الماضية، بعد إعلانها خوض انتخابات الرئاسة الأميركية في عام 2020.
فتح إعلان السيناتور هاريس شهية الإعلام الأميركي، لأن في السيدة التي ستنافس دونالد ترامب سمات وصفات كثيرة تجعل منها مادةً مثيرة، كيف لا وهي "أنثى باراك أوباما"، كما باتت توصف في بعض الإعلام، وفيها الكثير مما يُذكّر الرئيس ترامب بخصمه اللدود. كلاهما ديمقراطيان، ولكليهما خلفية أكاديمية وخبرة عملية في القانون، ولكليهما خلفية اجتماعية مختلطة، فالسيناتور هاريس ابنةٌ لأم هاجرت من الهند، ووالد هاجر من جامايكا. كما أن في السيدة ما هو غير مسبوق، فإذا تمكّنت من الفوز في الانتخابات المقبلة ستكون أول سيدةٍ تحكم الولايات المتحدة، وثاني سوداء تصل إلى البيت الأبيض بعد أوباما.
وإن كان لون البشرة، وأصل السيدة وفصلها يهم الناخب الأميركي بالدرجة الأولى، إلا أن مواقف السيدة من الصراع العربي الإسرائيلي هو ما يهمنا كرأي عام عربي، تظل قضية فلسطين بوصلته في نبش مناقب المتنافسين على سدة البيت الأبيض ومخالبهم. تشير المعلومات المتاحة إلى أن السيدة هاريس تُدرك تماما من أين تُؤكل الكتف في واشنطن، إذ تقرّبت منذ سنوات من منظمات اللوبي الصهيوني الأميركية، بل وحظيت مرتين بـ "شرف" حضور مؤتمرات لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك). في عام 2017، تفاخرت هاريس أمام "أيباك" بمساهمتها في دعم الصناديق اليهودية الزرقاء المُخصصة لجمع التبرعات لزراعة الأشجار في إسرائيل، وقالت بعد زيارتها الأولى لإسرائيل إنها رأت ثمار ذلك الدعم في الإبداع الإسرائيلي الذي أزهر في الصحراء.
وترجمت المحامية والمدّعي العام، هاريس، إعجابها بـ"ديمقراطية" إسرائيل أكثر، عندما تغزّلت بجمال مبنى المحكمة العليا في إسرائيل، وقالت "إن المحكمة، مثل إسرائيل، هي موطن جميل للديمقراطية والعدالة في منطقةٍ تسود فيها الراديكالية والسلطوية.. فالخطوط المستقيمة في المبنى تمثل الطبيعة الثابتة للحقيقة، في حين يمثّل الزجاج المنحني والجدران الطبيعة المتغيرة لتحقيق العدالة".
وعلى الرغم من ولع السيدة بالعدالة والحقيقة، إلا أنها تعامت عن حقيقة الاحتلال وعنصريته، ولم تبلغ في بصرها ولا بصيرتها شيئاً من الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين. ولم تشر مرة واحدة إلى سرطان مستوطنات إسرائيل المستشري في الأراضي المحتلة. بل ساندت هاريس موقف الرئيس دونالد ترامب، رافض قرارات مجلس الأمن الداعية إلى وقف توسيع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية. والأدهى أنها ترفض أي دور للأمم المتحدة في هذا الشأن، وتُصرّ على أن قضية المستوطنات يجب أن يتم حلها فقط من خلال "المحادثات المباشرة" التي ترعاها الولايات المتحدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ولا تهتم هاريس، المدافعة عن حقوق الإنسان، بالعدالة، عندما يتعلق الأمر بظلم الاحتلال الإسرائيلي، بل إنها شاركت في احتفالات الذكرى الخمسين لحرب عام 1967، وأيدت قرارًا لمجلس الشيوخ يحتفل بالاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية، وتدافع بلا هوادة عن "يهودية" إسرائيل. ولا تخفي هاريس معارضتها لحركة المقاطعة "بي دي إس"، وترى أن الحركة تسعى إلى إضعاف إسرائيل. وتعتقد أن من "الخطأ عزل إسرائيل، الديمقراطية الوحيدة في المنطقة". وتتهم حملات "بي دي إس" بمعاداة السامية، زاعمة أنها تهدف إلى "نزع الشرعية عن إسرائيل".
يرى أميركيون في السيناتورة، المرشحة للرئاسة الأميركية، كاميلا هاريس "أنثى باراك أوباما"، لكن جذورها الهندية، ومواقفها من الحقوق الفلسطينية، يجعلانها أقرب إلى "نسخة نيكي هيلي" الأميركية الهندية، سفيرة واشنطن السابقة للأمم المتحدة، سيما عندما يتعلق الأمر بشراسة دفاع السيدتين عن إسرائيل، وتعاميهما عن جرائم الاحتلال.
فتح إعلان السيناتور هاريس شهية الإعلام الأميركي، لأن في السيدة التي ستنافس دونالد ترامب سمات وصفات كثيرة تجعل منها مادةً مثيرة، كيف لا وهي "أنثى باراك أوباما"، كما باتت توصف في بعض الإعلام، وفيها الكثير مما يُذكّر الرئيس ترامب بخصمه اللدود. كلاهما ديمقراطيان، ولكليهما خلفية أكاديمية وخبرة عملية في القانون، ولكليهما خلفية اجتماعية مختلطة، فالسيناتور هاريس ابنةٌ لأم هاجرت من الهند، ووالد هاجر من جامايكا. كما أن في السيدة ما هو غير مسبوق، فإذا تمكّنت من الفوز في الانتخابات المقبلة ستكون أول سيدةٍ تحكم الولايات المتحدة، وثاني سوداء تصل إلى البيت الأبيض بعد أوباما.
وإن كان لون البشرة، وأصل السيدة وفصلها يهم الناخب الأميركي بالدرجة الأولى، إلا أن مواقف السيدة من الصراع العربي الإسرائيلي هو ما يهمنا كرأي عام عربي، تظل قضية فلسطين بوصلته في نبش مناقب المتنافسين على سدة البيت الأبيض ومخالبهم. تشير المعلومات المتاحة إلى أن السيدة هاريس تُدرك تماما من أين تُؤكل الكتف في واشنطن، إذ تقرّبت منذ سنوات من منظمات اللوبي الصهيوني الأميركية، بل وحظيت مرتين بـ "شرف" حضور مؤتمرات لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك). في عام 2017، تفاخرت هاريس أمام "أيباك" بمساهمتها في دعم الصناديق اليهودية الزرقاء المُخصصة لجمع التبرعات لزراعة الأشجار في إسرائيل، وقالت بعد زيارتها الأولى لإسرائيل إنها رأت ثمار ذلك الدعم في الإبداع الإسرائيلي الذي أزهر في الصحراء.
وترجمت المحامية والمدّعي العام، هاريس، إعجابها بـ"ديمقراطية" إسرائيل أكثر، عندما تغزّلت بجمال مبنى المحكمة العليا في إسرائيل، وقالت "إن المحكمة، مثل إسرائيل، هي موطن جميل للديمقراطية والعدالة في منطقةٍ تسود فيها الراديكالية والسلطوية.. فالخطوط المستقيمة في المبنى تمثل الطبيعة الثابتة للحقيقة، في حين يمثّل الزجاج المنحني والجدران الطبيعة المتغيرة لتحقيق العدالة".
وعلى الرغم من ولع السيدة بالعدالة والحقيقة، إلا أنها تعامت عن حقيقة الاحتلال وعنصريته، ولم تبلغ في بصرها ولا بصيرتها شيئاً من الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين. ولم تشر مرة واحدة إلى سرطان مستوطنات إسرائيل المستشري في الأراضي المحتلة. بل ساندت هاريس موقف الرئيس دونالد ترامب، رافض قرارات مجلس الأمن الداعية إلى وقف توسيع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية. والأدهى أنها ترفض أي دور للأمم المتحدة في هذا الشأن، وتُصرّ على أن قضية المستوطنات يجب أن يتم حلها فقط من خلال "المحادثات المباشرة" التي ترعاها الولايات المتحدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ولا تهتم هاريس، المدافعة عن حقوق الإنسان، بالعدالة، عندما يتعلق الأمر بظلم الاحتلال الإسرائيلي، بل إنها شاركت في احتفالات الذكرى الخمسين لحرب عام 1967، وأيدت قرارًا لمجلس الشيوخ يحتفل بالاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية، وتدافع بلا هوادة عن "يهودية" إسرائيل. ولا تخفي هاريس معارضتها لحركة المقاطعة "بي دي إس"، وترى أن الحركة تسعى إلى إضعاف إسرائيل. وتعتقد أن من "الخطأ عزل إسرائيل، الديمقراطية الوحيدة في المنطقة". وتتهم حملات "بي دي إس" بمعاداة السامية، زاعمة أنها تهدف إلى "نزع الشرعية عن إسرائيل".
يرى أميركيون في السيناتورة، المرشحة للرئاسة الأميركية، كاميلا هاريس "أنثى باراك أوباما"، لكن جذورها الهندية، ومواقفها من الحقوق الفلسطينية، يجعلانها أقرب إلى "نسخة نيكي هيلي" الأميركية الهندية، سفيرة واشنطن السابقة للأمم المتحدة، سيما عندما يتعلق الأمر بشراسة دفاع السيدتين عن إسرائيل، وتعاميهما عن جرائم الاحتلال.