في هذا السياق، تقارب العديد من الدراسات الثقافية والسيوسيولوجية المحتوى في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي في التفاعل مع البطولات المحلية والعالمية، وشعارات المشجعين في الملاعب، واتجاهات الاستثمار في اللعبة الجماهيرية التي باتت تستقطب رؤوس أموال من مختلف أنحاء العالم، وتوظيف السلطة في نماذج عديدة للتنافس والخلافات الكورية.
"المشاعر وكرة القدم والمجتمع في مصر المعاصرة" عنوان المحاضرة التي يلقيها الباحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية بـ"جامعة هلسنكي" عند السابعة من مساء اليوم الأحد في "المعهد الفرنسي" في القاهرة، بالتعاون مع "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية"، و"مركز دراسات الوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية".
يسلّط المحاضر الضوء على النتائج الأساسية لمسحه الميداني ولكتابه الذي يصدر قريباً، عن سياسة المشاعر في كرة القدم المصرية في السنوات الأخيرة، والذي يصف خلاله تطوّر وتراجع "فقاعة كرة القدم" في مصر خلال فترة شهدت تغييرات واسعة النطاق.
يدرس روميل الفترة التي أعقبت ثورة يناير عام 2011، عبر تقصيه لأحوال مرتادي مركز الشباب الذي تملكه الدولة في العاصمة المصرية، وكيف يتعامل الذكور منهم من أجل التغلب على الشكوك التي تهيمن عليهم حيال مسألة التغيير بعد الاحتجاجات الشعبية التي شكّلت الفئات الأصغر عمراً المكوّن الرئيس لها.
يعالج الباحث محاور عدّة تتصل بالجدل بين أخلاقية الإنتاج وإشباع الإحساس الرجولة، متتبعاً العديد من الحالات التي توضح سلوك وممارسات مدربي كرة القدم وصلتهم مع المسؤولين في الجهاز البيرقراطي للدولة، ومعنى أن يكون المرء رجلاً صالحاً تظهر إنتاجيته في وقت محدد.
كما يقارب روميل شبكة المصالح التي تحمي الفساد وترعاه وتأثيراته على سلوكيات المشتغلين في مجال كرة القدم، ومستقبل اللعبة وأهميتها دورها في مصر.
يُذكر أن هذه المحاضرة جزء من "سلسلة ندوات ميدان المنيرة" الشهرية التي يشارك فيها باحثون متخصصون مصريون ومن بلدان مختلفة وتناقش موضوعاً أساسياً هو "مصر والشرق الأوسط – ديناميكيات وتحديات وأزمنة".