تأتي المحاضرة تحت عنوان "تاريخ محترق، التروما، والمحو، وأن تكون شاهداً في عالم من الرعب". كاروث، الأستاذة في جامعة كورنيل، متخصصة في التنظير للصدمة، رغم أنها درست الأدب المقارن، وهي صاحبة كتب "الصدمة، والسرد، والتاريخ" (1996)، و"الأدب في رماد التاريخ" (2013) و"الإصغاء إلى الصدمة" (2014).
حول المحاضرة يقول بن بايا في حديث لـ "العربي الجديد" إن كاروث ذات شهرة عالمية في هذا الحقل، يقصد دراسات الصدمة، وقد ترجمت أعمالها حتى إلى اليابانية، وسوف تستخدم أحد أفلام المخرج التونسي نوري بوزيد في محاضرتها.
ويضيف "الصدمة هي "جرح"، وما يحدث في عالم اليوم من رعب أثر علينا جميعاً. إذن فالأثر موجود. وقد لاحظ الأطباء النفسيون في تونس خطورة آثار ما بعد الربيع العربي، حيث زاد عدد المرضى بنسبة 70%".
من خلال مفهوم الصدمة تستكشف كاروث الطرق التي تتكلم بها نصوص التحليل النفسي والأدب والنظرية الأدبية عن التجارب العميقة والمؤلمة. وبدلاً من أن تقوم بدراسات الحالات الفعلية للناجين من الصدمات بشكل مباشر، أو اللجوء إلى توضيح الطب النفسي للصدمة، تقوم بفحص الطرق المعقدة التي لا تعرف بها الصدمة.
تعود كاروث لأعمال أدبية وفلسفية من بينها كتب فرويد، وكانط، وحنة آرنت، وآرييل دورفمان، وجاك دريدا، وروايات بلزاك ومارغريت دوراس وآخرين. وتلقي نظرة ثاقبة على العلاقة المتأصلة بين الصدمة الفردية والجماعية، وتلفت إلى أهمية الأبعاد السياسية والأخلاقية لنظرية الصدمة، دون أن تنسى التأكيد على المكانة بالغة الأهمية للأدب في التعبير النظري عن مفهوم الصدمة ذاته.