كان من المفترض أن يشن الكاتب السوري خلدون قتلان حملة هجوم على صنّاع مسلسل "حرملك" الذي يعرض حالياً. وذلك بعد سلسلة من المنشورات خلال السنوات الماضية، اتهمّ فيها منتج المسلسل إياد نجار بسرقة نص مسلسل كتبه هو، يحمل الاسم نفسه.
لكن المفاجئ كان أن قتلان قرر توجيه نيرانه إلى الممثل والمخرج السوري رامي حنا متهماً إياه بسرقة مسلسله "الكاتب" الذي يعرض أيضاً حالياً. فقال إن ما فعله حنا ليس "بالخيانة الأولى" مستعيناً في مستهل منشوره على "فيسبوك" بكلمات للكاتب التشيكي ميلان كونديرا.
تحدث قتلان عن نص اسمه "الخونة" كان قد أنجزه عام 2013 ويتضمن شخصية كاتب سيناريو اسمه "جعفر" يعاني من اضطراب نفسي. وتستهل الحكاية أحداثها بجريمة قتل، ما يدفع الكاتب البطل للغوص في عالم الشخصيات بين الواقع والخيال.
النص الذي اشتراه المنتج إياد نجار وعزف عن إنتاجه، كان قد عرضه على عدة مخرجين بينهم المخرج رامي حنا الذي قرأه كاملاً.
هكذا وسّع قتلان هامش اتهامه، قائلاً إن حنا بداية سرق إحدى شخصيات "الخونة" واستعان بها في مسلسله "غداً نلتقي" (2015) وهي شخصية مُغسّل الأموات التي تحولت إلى امرأة اسمها "وردة" في المسلسل. "ولكن شهية رامي ما زالت مفتوحة ليبني نص مسلسله الجديد "الكاتب" من ملامح نص "الخونة"، حيث يتشابه النصان من حيث الأفكار والتكنيك" على حد قول قتلان.
Facebook Post |
المنشور الذي انتهى بالتلويح لقرار الملكية الفكرية، يفتح من جديد موضوع حقوق الكاتب في امتلاك نصه خاصة بعد بيعه العمل لشركة الإنتاج، فعشرات النصوص لكتاب سوريين عالقة في أدراج الشركات. وإن كانت شركة "كلاكيت" قد دافعت عن مسلسلها الجديد "حرملك" بأنه يتناول مرحلة تاريخية مختلفة عن التي تناولها خلدون قتلان في نصه المباع للشركة، لكن لا يمكن عزل الأفكار عن بعضها البعض.
بالمقابل، تنطلق فرضية مسلسل "الكاتب" من بنية المسلسلات الأجنبية في ترك مساحة عالية للتشويق عبر طرح لغز من الحلقة الأولى وخلق احتمالات للمشاهدين للوصول إلى حل اللغز، والمخرج رامي حنا اختار للعام الثاني فرضية "جريمة القتل" لبناء المسلسل الذي دخل أبواب شبكة Netflix الرقمية.
لكن الاختلاف أن رامي استعان بشقيقته ريم حنا في كتابة النص، وريم كانت قد أكّدت لـ"العربي الجديد" في المؤتمر الصحافي للمسلسل شغفها بالإبحار في شخصية "الكاتب" ضمن نصوصها، وأنها عملت على ذلك منذ انطلاقها في كتابة السيناريو عبر عدة مسلسلات مثل "ذكريات الزمن القادم"، و"الفصول الأربعة"، و"رسائل الحب والحرب".
فهل جاء هجوم قتلان محقاً ضد العمل من الحلقة الأولى، أم هي محاولة لإثارة البلبلة بعد خروج نصوص قتلان من الموسم الرمضاني للسنة الثانية على التوالي؟ أما المخرج رامي حنا فلم يدلِ بأي تصريح خاصة أن عمليه الأخيرين يقومان على فكرة الاقتباس من مسلسلات أجنبية عالمية ما يعني دوران الأفكار في فلك ما نشاهده على الشاشة من أفلام سينمائية ليس أكثر.